تجاوز تأثير الأزمة الاقتصادية في اليونان مواطني البلاد، ليمتد إلى المهاجرين الذين فروا من بلادهم إليها، على أمل الانتقال لدولة أوروبية أخرى، ليجدوا أنفسهم يشاطرون اليونانيين معاناتهم. ووفقا للأرقام الرسمية، يوجد في اليونان نحو نصف مليون مهاجر مسجل، في حين يقدر عدد المهاجرين غير الشرعيين، بحوالي نصف مليون، فيما تقول الأمم المتحدة، إن عدد المهاجرين الذين وصلوا اليونان عبر البحر خلال العام الجاري وحده، تجاوز 77 ألفاً، يشكل السوريون 60% منهم. وتفيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن حوالي ألف مهاجر جديد، يصلون اليونان يومياً. ويرى المواطنون اليونانيون أن على الاتحاد الأوروبي لعب دور أكبر في قضية المهاجرين، إذ أعرب جورج كيغالوس، المدرس المتقاعد المتطوع لمساعدة المهاجرين، عن اعتقاده بضرورة أن يتدخل الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل لمساعدة اليونان فيما يتعلق بالمهاجرين، خاصة أنهم (المهاجرون) قدموا لليونان من أجل التوجه إلى دول أوروبية أخرى.
ولفت كيغالوس، في حديثه لوكالة “الأناضول”، إلى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في اليونان، “ليس بمقدورنا الحصول على أموالنا التي في البنوك، نحن أيضا سنضطر للعيش مثل المهاجرين قريبا”. من جانبه، قال الباكستاني زاهد، المقيم في أثينا منذ أكثر من عام، إنه يبقى أحيانا في الغرفة التي يقيم فيها عدة أيام دون أن يخرج إلى الشارع، هرباً من نظرات الناس، وتساءل “متى سيتذكرون أننا بشر”. بدوره وصل السوري خالد إلى جزيرة ميدلي اليونانية، عن طريق التهريب منذ ثلاثة أشهر، ويقول إن نقوده شارفت على النفاد، ويعتبر وجوده في اليونان غير شرعي، كما أنه لا يحمل أية وثائق ثبوتية، وهو ما يجعله غير قادر على فعل أي شيء، ويلخص خالد الموقف بالقول “لم أمت في سورية، إلا أن الوضع هنا أسوأ من الموت”. ويقول الأفغاني محمد أحمد زاده، إنه هرب من أفغانستان لتعرض حياته للخطر بسبب تعليمه الفتيات، موضحاً “جئت إلى أوروبا على أمل أن تسمح لي الحكومات الأوروبية بالعيش كالبشر، لم آت إلى هنا لأعيش كالحيوانات”. وقال المحامي ستاثيس كيلوس، الذي يعمل على حل مشاكل اللاجئين في اليونان، إن “الاتحاد الأوروبي يبدو كما لو كان ينظر للمهاجرين واللاجئين على أنهم أعداء، إذ إنه يعمل ما بوسعه لإبقائهم خارج أوروبا، حيث يبني الأسوار، ويحشد الجنود ويقيد المساعدات”، معرباً عن اعتقاده أن الاتحاد يبدو أنه ينتهج سياسة “فلندعهم يعانون”، بحسب تعبيره.