أقام مكتب “المهن الحرة المركزي” في حركة “أمل”، حفل إفطاره في فندق ومنتجع “الجية – ماريا”، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بوزير المالية علي حسن خليل، وحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والنقابية، رؤساء اتحادات ونقابات، وأطباء، وصيادلة ومهندسين، ومحامين ورؤساء وأعضاء غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، واعلاميين، وحشد من النقابيين، إضافة الى قيادة حركة “أمل”، وعدد من الفاعليات والشخصيات.
عاصي
بعد النشيدين الوطني و”أمل”، ألقى مسؤول مكتب “المهن الحرة المركزي” في الحركة سامر عاصي كلمة، رحب فيها بالحضور. وقال: “اجتماعنا اليوم في شهر رمضان المبارك، هو تكريس لوحدة النخب الإقتصادية والمهنية والنقابية، وتأكيد إيماننا جميعا بها، فلبنان الذي يعيش لهب الحريق المتفاقم في المنطقة، لا يزال محصنا بفضل وعي اللبنانيين وقادتهم ونخبهم، رغم ما تشهده الساحة السياسية من انقسامات واصطفافات تعمل على تعطيل مؤسساتنا وشل قدراتنا، والحل لا يكون الا بوعي مفهوم الدولة ومهامها كما يقول الرئيس نبيه بري”، مشيرا إلى أن “وحدة الاوطان والحفاظ عليها لا تقوم بالتمنيات ولا بمقومات من هنا وهناك، إن الوحدة في خضم ما يستهدف مجتمعاتنا وشعوبنا وأوطاننا من محاولات شرذمة وتمزيق، ان هذه الوحدة تصنع صناعة، ويصنعها رجال وقادة كبار، عبر إيمان راسخ وعمل دؤوب، فالوحدة لا تنجز إلا بمشروع عمل نضعه نحن جميعا ونسعى لتحقيقه يدا بيد وكتفا بكتف، وأنتم يا أصحاب المهن الحرة والهيئات الإقتصادية كل في حقله ومجاله يصنع مدماكا من مداميك هذه الوحدة ليحصن وطننا”.
وأضاف: “نحن في مكتب المهن الحرة المركزي في الحركة، نعتز بأننا بادرنا الى جمع هذه النخب اللبنانية الاصيلة لا غرو لنا في ذلك ولا فضل، فهذا دأبنا في العمل على خطى مؤسس الحركة سماحة السيد موسى الصدر، الذي دعانا الى العمل دائما الى الجمع لا للقسمة، وهو صاحب المقولة التي أكدها التاريخ وأكدها الزمن، بان لبنان أكبر من ان يبتلع وأصغر من ان يقسم. ونؤمن بأن لبنان وطننا النهائي جميعا، وكما حميناه وحمينا وحدته سابقا بدماء شهداءنا وبتضحيات شعبنا، سنحميه ونحميها حاضرا ومستقبلا”.
وتابع: “تعالوا لنبني لبنان الجديد، نتساوى فيه بكل صدق في الحقوق والواجبات، تعالوا لنبني لبنان تكافؤ الفرص نعمل معا نبني معا من أجل حريته وعزته والعيش الواحد وسيادة القانون، نؤسس لوحدة وطنية حقيقية ولوطن قوي. تعالوا لنحول هذا الكلام سويا الى رؤية واحدة تأتي نتيجة حوار عميق في ما بيننا كقوى سياسية واقتصادية ومهنية ونقابية، فقوتنا تنبع من رؤيتنا الواضحة للموقف وفي عدالة مطالبنا”.
وقال: “ندعوكم للبدء بالتحضير لهذا الحوار الدائم والمستدام، وقدوتنا في هذه الدعوة قائد سعى ويسعى دائما الى تلاقي اللبنانيين، متخطيا كل الصعوبات التي تحول دونه، وحاملا وزر كل التحديات والظروف الصعبة، أكان من الخارج أو من الداخل، عنيت به رئيس حركة أمل الرئيس نبيه بري،الذي أصبح باعتراف الجميع خصوما وحلفاء صمام أمان الوحدة الوطنية وحارسها الأمين”. وأضاف: “نتطلع الى ان تكون مبادرتنا اليوم، المدخل لتشكيل الإطار الجامع والدائم للحوار”.
حسن خليل
بعد ذلك، ألقى حسن خليل كلمة، نقل فيها تحيات الرئيس نبيه بري، “وهو المحامي ابن نقابة المحامين، ويعرف جيدا قيمة العمل النقابي”. وقال: “يسعدني ان أكون بينكم وان نكون معا في هذا التنوع المميز نقابيا واجتماعيا وطائفيا وسياسيا في هذا الوطن، الذي استطاع ان يعطي العالم درسا في الصمود والانتصار والوحدة”.
وأضاف: “كل عام وانتم بخير أيها النخبة المميزة من أبناء لبنان، أنتم تشكلون بحركتكم كل في موقعه هذا الرأي العام”، لافتا إلى انه “في هذه اللحظة المصيرية في حياة منطقتنا، تبرز مسؤولية استثنائية أمام أصحاب الرأي بين قواعدكم، اولئك الذين يتصدون للشأن العام على اختلاف المراكز والمراتب، عليهم ان يعمموا بين الناس ثقافة التلاقي والإنفتاح وعدم الخوف من الآخر”.
وتابع: “ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وعلينا أن نعمل من أجل العمل المشترك، اليوم شاهدنا نتائج الانقسامات الطائفة والمذهبية، التي أدت الى هزيمة المجتمع والدولة، حيث لم ينتصر ولن ينتصر أحد في المعارك التي تخاض على عناوين طائفية او مذهبية، اليوم أنتم مدعوون مجددا كنقابات الى ان تكونوا خارج الاصطفافات الطائفية والمذهبية، لا ان تدخلوا في الصراعات السياسية، أنتم مسؤولون عن تحويل النقابات الى هيئات متنافسة سياسيا، وقد علمنا الإمام موسى الصدر ان الطوائف نعمة والطائفية نقمة، ونحن يمكن ان نختلف مع بعضنا البعض في السياسة، وهو ميزة من مميزات هذا الوطن، لكن الخطير ان نحول هذا الاختلاف السياسي الى فرصة، لنعمق الإنقسام النقابي”.
وقال: “كثير من الناس يتحدثون بأن وزير المالية، لا يلامس حقيقة القضايا المالية التي يعيها وطننا لبنان في هذه المرحلة والايام. وأنا أقول بكل صراحة اليوم، نحن أمام وضع اقتصادي ومالي صعب في البلد، وعلينا الإنطلاق والعودة الى عمل المؤسسات للخروج من هذه الأزمات. واليوم أمامنا الكثير من المؤشرات ان نخدم عملية الإنقاذ والخروج من الازمات الاقتصادية والمالية، وأؤكد اليوم التزام لبنان بسداد كل المستحقات عليه للحفاظ على سمعته وصورته”.
ودعا إلى “إطلاق عمل المجلس النيابي من خلال فتح دورة استثنائية، والنزول الى المجلس لإقرار العديد من القوانين المهمة، وتفعيل عمل الحكومة”، لافتا إلى أن “قوة كل فريق ان يحاول توظيف عناصر قوته في حفظ حق الناس وحقوق الدولة، وحقوقه على الدولة”.
وتابع: “الحوار يجب ان يستمر ويجب ان يتوسع من أجل تعزيز مناخات الاستقرارالداخلي، وعلى كل الأطراف السياسية في لبنان ان تحاول عدم اهتزاز الاستقرار الداخلي، وأن نحافظ على القوى الأمنية والعسكرية في البلد، لانه ليس من مصلحة أحد ان يدخل في تفسيرات مغلوطة لدستورنا اللبناني، هناك كتاب الدستور يجب ان نعود اليه لانه المرجع للجميع”، مؤكدا أن “الدستور ليس كوجبة التمر نتناولها عندما نجوع، وعلينا ان ننتبه جميعا، بأن القضايا المصيرية لا يمكن ان نقاربها بالتسرع”.
وأضاف: “نحن في حركة أمل، موقفنا واضح دائما، دافعنا عن لبنان وما زلنا ندافع وسنبقى ندافع عن وحدته مسلمين ومسيحيين، ملتزمون بالمناصفة مدافعين عن حق كل اللبنانيين المسيحيين قبل المسلمين، انطلاقا من أن لبنان الوطن النهائي لجميع ابنائه هكذا كان وسيبقى كذلك”.
وتابع: “كلنا في هذا الوطن أقليات، وكلنا أكثرية، وعلينا بالتضامن والحوار السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان”.