Site icon IMLebanon

هل يخطط شويبله لإخراج اليونان من منطقة اليورو مؤقتا؟


رغم تقديم اليونان لمقترحات جديدة تستجيب لعدد من مطالب الدائنين، فإن المؤشرات تدل على صعوبة إيجاد إجماع في دول اليورو عليها. ليس هذا فحسب، بل ثمة تقارير تتحدث عن خطة لدى ألمانيا لإخراج اليونان من منطقة اليورو مؤقتا.

هل تنوي ألمانيا فعلا إخراج اليونان من منطقة اليورو مؤقتا لمدة خمس سنوات؟ ثمة تقارير إعلامية تؤكد أن برلين تسير بهذا الاتجاه. فقد ذكرت مصادر إعلامية أن وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله وضع خطة لخروج اليونان من منطقة اليورو لخمسة أعوام على الأقل، إذا فشلت في تحسين اقتراحاتها للحصول على خطة المساعدة.
وكشف تقرير لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه زونتاجز تسايتونغ” الألمانية أن الخطة تتضمن البقاء على اليونان كعضو في الاتحاد الأوروبي واستمرار تقديم الدعم التقني والإنساني للبلاد. وأضاف تقرير الصحيفة أن ألمانيا تقدمت بالوثيقة إلى الدول الأعضاء لأن الاقتراحات الجديدة المقدمة من اليونان ليست كافية بنظر حكومة المستشارة ميركل، إذ وصف شويبله اقتراحات اليونان لخطة المساعدة الثالثة بأنها “تفتقر إلى قطاعات مهمة من الإصلاحات”.
وبالرغم من أن متحدثا باسم وزارة المالية رفض التعقيب على تقرير الصحيفة، فإن مصدرا أوروبيا أدلى بتصريح يؤكد فيه على محتوى ما ذكرته الصحيفة. فقد قال هذا المصدر لوكالة فرانس برس إن ألمانيا وضعت خططا لخروج مؤقت لليونان من منطقة اليورو لخمسة أعوام في حال فشلت في تحسين اقتراحاتها للحصول على خطة المساعدة.”

وأضاف المصدر، الذي اطلع على الاقتراح الألماني ورفض الكشف عن اسمه يقول: “إنها وثيقة داخلية، لم توزع في اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو، وهناك خياران: تحسين الاقتراحات أو خروج مؤقت من منطقة اليورو”.

فاروفاكيس يتهم ألمانيا بالتخطيط لإخراج اليونان

وكان وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس قد اتهم ألمانيا بالتخطيط لإخراج بلاده من منطقة اليورو. وقال الوزير السابق صاحب التصريحات المثيرة للجدل، إن وزير المالية الألماني شويبله لم يكن ينظر إلى خروج اليونان من اليورو باعتباره الإمكانية الوحيدة للتفاوض بوضوح فحسب، بل إنه يسعى كذلك إلى إخضاع كل منطقة اليورو لإملاءاته.
وتابع فاروفاكيس يقول: “بناء على مفاوضات استمرت لأشهر، خرجت بقناعة مفادها أن وزير المالية الألماني يريد طرد اليونان من منطقة اليورو لتخويف الفرنسيين وإجبارهم على الخضوع لنموذج لمنطقة اليورو يسود فيه انضباط صارم”. جاء ذلك في تعليق كتبه لصحيفة “غارديان” البريطانية الوزير اليوناني السابق فاروفاكيس، الذي استقال في أعقاب الاستفتاء على حزمة المقترحات الخاصة بالتقشف والإصلاحات المقدمة من الدائنين الدوليين لليونان، والذي انتهى برفض هذه المقترحات.

شويبله: المفاوضات حول مقترح اليونان لن تكون سهلة

وقبيل انعقاد اجتماع وزراء مالية دول منطقة اليورو لبحث الخطة اليونانية الجديدة التي صوت عليها البرلمان في أثينا، استبعد شويبله التوصل إلى “نتيجة سهلة” في المستقبل المنظور في المفاوضات مع اليونان حول برنامج إنقاذ جديد. وتوقع الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي أن تكون المحادثات “صعبة على نحو استثنائي” بين وزراء مالية اليورو. وقال شويبله الذي يؤيد نهجا متشددا حيال أثينا “سنجري مفاوضات بالغة الصعوبة”.

وإذ رحب عدد من وزراء مالية دول منطقة اليورو بالمقترحات اليونانية، فإن آخرين ينظرون إليها بعين الشك، خصوصا لجهة قدرة اليونان على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة منها للحصول على خطة إنقاذ أخرى.
ويمهد اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو للقمة التي سيعقدها قادة هذه الدول لبحث مصير المقترحات اليونانية وما إذا كانوا سيوافقون على حزمة مساعدات ثالثة بقيمة تتخطى 80 مليار يورو. وكشف مصدر مقرب من المباحثات بأنها متعبة “ويعيقها غياب الثقة” باليونان. وأضاف مصدر آخر “نتحدث عن إعادة بناء الثقة”، مشيرا إلى أن “الأجواء ليست سهلة بالنسبة لليونانيين”.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، فقد تقترب اليونان من احتمال الخروج من منطقة اليورو، الأمر الذي يخشاه بعض القادة الأوربيين.