Site icon IMLebanon

غاريوس: مطالب “التيار” أكثر من محقّة

naji-gharios

أكّد عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ناجي غاريوس أن “التيار الوطني الحر لم يسعَ للعبة الشارع من أجل تحصيل مكاسب ذاتية خاصة كما يحاول الفريق الآخر القول، بل من أجل الضغط على السلطة السياسية من أجل إيجاد الحلول اللازمة للخلل الفاضح بطريقة حكم البلد” ونوّه إلى ان “التظاهرة الأمنية الحشود العسكرية التي قوبل بها متظاهرو التيار هي التي أعطت هذا التحرّك السلمي قيمته العليا، رغم ان قيادتنا وشبابنا لم يكونوا بوارد إحداث أي شغب ولا بوارد اقتحام السراي الحكومي بنوايا تخريبية” مستغرباً “الحشد الامني والعسكري الواسع والأمكنة الكثيرة المحكمة التي انتشرت فيها فرق الفهود ومكافحة الشغب على مسافات بعيدة من السراي الحكومي لمنع شباب التيار من إيصال صوتهم”.

وشدد غاريوس في حديث لصحيفة “النهار” الكويتية على أن “مطالب التيار أكثر من محقّة ولذلك يصعب التنازل عنها مهما كان شكل التسويات المطروحة، ما لم تحمل حلولاً جذرية لعدم استقامة الحياة السياسية وللتهميش الكبير الذي تتعرض له اكبر كتلة مسيحية في البرلمان”. وتساءل: لماذا تجابه أكبر كتلة من 27 نائباً مسيحياً بهذا الإقصاء السياسي والشعبي الهائل فيما أكبر كتلة سنّية (المستقبل) أُعطيت رئاسة الحكومة وأهم وزارتين، العدل والداخلية، والكثير الكثير وما زالت تسيطر على البلد بغير وجه حقّ”.

غاريوس رفض اعتبار تكتل “التغيير والإصلاح” تبعية لأي نهج سياسي كما يحصل مع سائر النواب المسيحيين في البرلمان” واعتبر ان “تعبير الناس في الشارع في تظاهرة الخميس كان الأصدق بالنسبة لحقوق المسيحيين وغيرهم على حد سواء”. وإذ أشار الى ان “تجاوزات كثيرة للدستور والميثاق حصلت في السنوات الأخيرة دون حسيب او رقيب” لفت الى ان “أي من التظاهرات التي شهدها البلد طوال تلك السنوات لم تجابه بفرق الفهود ومكافحة الشغب” معتبراً ان “القصد من هذا التعاطي الاستفزازي معنا هو إلغاء وجودنا من الشارع بعد المحاولات الحثيثة لإلغائنا من الحياة السياسية وإقفال طريق السرايا أمنياً لم يعد مهمّاً طالما ان طريقها مقفلة في وجهنا سياسيا”.

وعن مواقف الحلفاء الصامتة إزاء تحرّك التيار والمعارضة في بعض جوانبها لبعض طروحاته، وأهمّها الفيدرالية، قال غاريوس: اننا لا نحرج الحلفاء ولانطلب منهم اي دعم لأن لكل منّا طريقته في التعبير” وتساءل” ماذا فعل الرئيس السابق للبنان كي يحظى حتى الآن بثلاثة أصوات وزارية على طاولة مجلس الوزراء؟”.

وشدد غاريوس على “اننا كتيار سياسي لم نطالب ولا زعيمنا طالب بالفيدرالية بشكل صريح، بل استعملونا لتصويرنا في هذه الخانة وكأنهم هم من يدفع بنا للتفكير بهذا الإتجاه عندما يرفضون إشراكنا بفاعلية في الحكم رغم أننا وُجدنا قبلهم في هذا البلد ويحق لنا ما يحق لهم وأكثر”.

أما بالنسبة للمكسب السياسي الذي حقّقه التيار من جراء تحرّكه الأخير في الشارع فأكد غاريوس ان “هذا التحرك الإحتجاجي أعطى الجميع الفرصة للتفكير بأننا لسنا متروكين، ولن نسير بهذه الطريقة بعد اليوم، وبأن لدينا مطالب وطنية محقّة يجب إمعان النظر بكيفية تحقيقها وإلا فالبلد سيستمر في الإنهيار إلى درك يصعب الخروج منه بعد فوات الأوان”

ورفض غاريوس الحديث عن الخيارات المطروحة للحلول خلال مهلة الأسبوعين، معتبراً انه “طالما أن النوايا عاطلة لإقصائنا فلا خيارات مطروحة بوضوح” وشدد على “اننا لا نقحم انفسنا بمواجهة مع أي طرف بحد ذاته، بل مطلبنا الاول والأخير هو اعادة النظر بطريقة الحكم غير الصحيحة لهذا البلد”، منوّهاً إلى ان “الرئيس تمام سلام ضحية مثلنا تماماً، هو ضحيّة تحريض الفريق الذي يقودنا الى خياراتنا بتعنّته وتسلّطه”. وانتقد غاريوس “قصر النظر السياسي لدى فريق 14 آذار الذي يتعامل مع الخطر الوجودي للبنان بخفّة وكأن الحياة طبيعية وشؤون البلد تسير وفق أرفع أصول الديمقراطية، فيما نحن نرى مكامن الخلل الحقيقي الذي لا يمكن إصلاحه إلا بفرض شراكة حقيقية وواضحة الأسس مع من هم جديرين بهذه الشراكة من المسيحيين تحديداً”.

ورفض غاريوس الحديث عن البعد الطائفي والمذهبي لخطاب التيار الوطني الحر ورئيسه العماد ميشال عون معتبراً ان “مطلب الشراكة لا يمكن ان يكون تعصّباً طائفياً ابداً بل هو الطريق الوحيد لانتشال البلد من أزمته”. اما عن لعبة الشوارع المتقابلة فاعتبر غاريوس انه “بمجرد استفزاز العونيين لشارع مقابلهم يكون هذا الآخر قد انزلق هو واخذ معه البلد الى لعبة شوارع لا تحمد عقباها لا العكس، ويكون قد أكّد أن نوايا الفريق الآخر غير صافية تجاهنا وتجاه مطالبنا”، مشدداً على “اننا لا نكفّر أحداً من القوى الأخرى في البلد ولا نطلب إلا الشراكة لتحصيل الحقوق المسيحية المهدورة، فأين العيب في ذلك؟