Site icon IMLebanon

سلام.. في عيون المسيحيين

كتب علي الحسيني في صحيفة “المستقبل”:

حملة تأييد واسعة رد بها اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً على الهجمة الممنهجة التي تعرّض لها رئيس الحكومة تمام سلام من قِبَل وزير الخارجية جبران باسيل خلال بدء إنعقاد جلسة مجلس الوزراء منذ يومين والتي استتبعها مناصرو التيار “الوطني الحر” بتحركات في الشارع أطلقوا خلالها شعارات وعبارات وصفت سلام بـ”الداعشي” وبإستئثاره بحقوق المسيحيين. ولكن كيف يرى المسيحيون رئيس حكومتهم وكيف يردّون على الحملة التي استهدفته؟.

“المستقبل” تحدثت الى مجموعة من النواب المسيحيين الذين اعلنوا رفضهم المطلق للإتهامات التي سيقت بحق سلام، وهو المعروف عنه انه إبن البيت الوطني والمشهود له إلتزامه بحقوق جميع اللبنانيين قولاً وعملاً. عضو كتلة “الكتائب” النائب ايلي ماروني شدد على أن “ سلام هو رئيس الإعتدال ورئيس الحكمة وبالتالي من المُستنكر أن يوصف بهكذا اوصاف. لكن هؤلاء إعتادوا على قلب الحقائق وهم في الأصل من مدرسة اعتادت تاريخياً على إطلاق الإتهامات العشوائية بحق كل المسؤولين الذين لا يعملون في خدمتهم، بل يعملون في خدمة لبنان. ولذلك لا بد من توجيه التحية والتقدير للرئيس سلام الذي يمثّل إلى جانب الرئيس سعد الحريري، الإعتدال الوطني اللبناني الإسلامي”.

وتطرّق ماروني إلى التظاهرة “العونية” قائلاً: “هذه التظاهرة كانت بمثابة مغامرة فاجأت عون بضآلة عدد الحشود، ومن جهة اخرى كأنها كانت تحمل مهمة مُحددة هي الإعتداء على الجيش وعلى الأجهزة الأمنية التي نتكل عليها وليس على عون وحلفائه، في عملية بناء الوطن، وقد تبيّن أن المستهدف من ورائها، هو قائد الجيش لأهداف معروفة وهي ، إيصال نفسه الى رئاسة الجمهورية وإيصال أتباعه الى مراكز أمنية ولو على حساب الجيش وعلى هيبة الدولة. ونحن لم نكن بحاجة الى تظاهرات الأمس لنعرف حجم شعبية عون”.

أمّا رئيس حزب “الوطنيين الاحرار” النائب دوري شمعون فقد أكد أن “وصف سلام بـ”الداعشي”، يندرج في خانة “قلّة الذوق” هو أمر مستغرب ومستنكر في آن. والحقيقة أن “الوطني الحر” ومن يمثلهم، يُحاولون إتهام غيرهم بصفات يحملونها هم وهي أقرب إلى سلوكهم وتعاطيهم مع شركائهم في الوطن”.

ولفت إلى أن “هذا الوصف بحق شخص بحجم الرئيس سلام الذي هو ابن بيت سياسي عريق ووطني، ينم عن حقد لكل شخص وطني لا يُجاري مشروع عون وحلفائه، والذي يخدم أجندات خارجية هدفها احداث فتنة بين اللبنانيين وتحديدا المسيحيين”. وفي معرض إنتقاده للتظاهرة التي حصلت قال: هي هزيلة ولا تدل على شعبية كان يدعي عون تمثيلها، كما تبين أن قوته في الحشد لا مفعول لها في ظل غياب حزب الله الذي تنصّل منه بالأمس وتركه بالأمس يغرق وحده في الشارع”.

أمين عام حزب “الطاشناق” النائب أغوب بقرادونيان اوضح بدوره أنه “ليس من السياسيين الذين يحبذون إطلاق مثل هذه التوصيفات خصوصا بحق شخص بهامة الرئيس سلام، ولا رفع السقف في وجه شركاء في الوطن”، مشدداً على ان اوصاف مثل “داعشي” و”تكفيري” لا يجوز ان تستخدم بحق لبنانيين، فنحن لا تُشرّفنا عبارات كهذه ونُفضّل الخطاب العاقل الهادئ، والمنطقي التوافقي”.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه “أن الوصف جاء وليد لحظته ونتيجة غضب في الشارع وبأنه لا يحمل ابعاداً”، دعا الرئيس سلام في هذه المرحلة تحديداً، الى الصبر وقدرة الإستيعاب وعدم الوقوع تحت ضغوط تهدف الى تهميش اطراف لبنانية”. وشدد على أن “سلام رجل وطني وابن بيت عريق في بيروت ويرمز الى الإعتدال ولبنان الواحد، وبأنه رجل توافقي وضع لبنان في سلم أولوياته”.

من جهته دان عضو كتلة “المستقبل” النائب جان اوغاسابيان بـ”شدة وصف سلام بـ”الداعشي، فالرجل بما يُمثله في شارعه الوطني، رفض المُشاركة في إنتخابات العام 1992 النيابية في ظل عدم مشاركة المسيحيين فيها واعتبرها غير شرعية ولا دستورية في ظل غياب مكوّن لبناني اساسي”، معتبراً أن “هذا التوصيف معروف بتوجهاته وغاياته، وإذا كان عون يرى في سلام بأنه يستأثر بحقوق المسيحيين، فنقول له، أن حقوق المسيحيين لدى حلفائه وليس في السرايا الحكومية ولا في المصيطبة”.

وسأل أوغاسابيان: هل العزف على الوتر المذهبي يقع ضمن خانة جلب الحقوق؟ وهل أن حقوق المسيحيين محصورة بتوريث الصهر؟”، وتابع: “لقد بدا واضحا أن حزب الله الذي هو صاحب القرار في الفريق الآخر لديه حرص على إبقاء الحكومة وعلى عدم تفجير الوضع في ظل ما يحصل في سوريا ، على عكس عون الذي دعا الى تظاهرة هدفها الإحتكاك بالجيش والإعتداء عليه، وهو كان يستهدف بشكل وحيد قائد الجيش العماد جان قهوجي. مشكلة عون وبعض السياسيين المقربين منه، أنهم في كل مناسبة لديهم مواقف تصعيدية لا تخدم المسيحيين ولا الحقوق التي يدعون المطالبة بها”.

وبدوره أشار عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم إلى “أننا لن نسمح برسم خطوط بين اللبنانيين ولا بالتفرقة بين المجتمعات اللبنانية، ولن نسمح بأن يسود أعداء المفاهيم اللبنانية، أصحاب المشاريع الإلغائية من طهران وجنودهم بكل فخر في لبنان”.

أضاف: اتركوا لنا أمر الدفاع عن الوطن، فلا إمارات طالما هناك “14 آذار”، ولا خطوط حمراً بين اللبنانيين حتى معكم، طالما هناك جيش لبناني بطل يدعمه الإعتدال بوجه الغرائزية، ولا سقوط للصيغة اللبنانية طالما هناك قادة واعون للمخاطر والمؤامرات”.