IMLebanon

الأوجه السبعة للاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز

KeynesUniversal

جون مينار كينزي هو بالتأكيد أحد أشهر الشخصيات البريطانية، بل وأحد الأكثر شهرة عالمياً، في القرن العشرين، ربما بعد ونستون تشرشل مباشرة.. وأيضاً أحد رموز الفكر الاقتصادي المؤسسين للنظريات الرأسمالية. وهو الذي أعطى اسمه للتيار المسمّى بـ«الكنزية». بل لا يتردد بعض الباحثين في القول إنه أحد أكثر الاقتصاديين نفوذا وتأثيرا في جميع العصور. وبمناسبة الذكرى لوفاة هذا الاقتصادي الكبير صدرت سلسلة من الكتب التي جعلت من سيرة حياته ومن مساهماته في الفكر الاقتصادي موضوعا لها.

ومن بين هذه الكتب السيرة التي يقدّمها ريشارد دافنبورت ــ هاينس الكاتب البريطاني تحت عنوان «الأوجه السبعة لحياة جون مينار كينزي».

ينطلق مؤلف الكتاب من التـأكيد أن أفكار «كينزي» لا تزال شائعة وفاعلة حتى اليوم، وهو الذي كان قد «أنقذ بريطانيا من الأزمة المالية مرّتين».

وفي هذه السيرة يقدّم المؤلف موضوعها من خلال «الأوجه» المختلفة التي اشتهر بها وعلى رأسها «كينزي الإنسان ورجل الاقتصاد والمفكّر والمثقّف والإداري ورجل الدولة». ويتوقف المؤلف طويلاً من أجل شرح النظرية «الكنزية» في الاقتصاد..

حيث يضعها في موقع وسط بين الماركسية «التي كان كينزي يزدريها» وبين الدعوة لحرية المبادرة في العمل الاقتصادي بحيث ينضوي تحت شعار «دعه يعمل»، هذا مع إبدائه بالوقت نفسه «الحذر من الذهاب بعيدا» في عملية تطبيق هذا الشعار.

أمّا الدرس الأكثر أهمية الذي يرى المؤلف أنه يمكن استنباطه من مسيرة حياة ومن أفكار كينزي هو أنه «في مواجهة البدائل المتناقضة لحظة اختيار السبيل الذي ينبغي سلوكه في الواقع العملي هو انتهاج السبيل الأكثر عموميّة». وهذا درس يرى المؤلف أن له أيضا راهنيته في الزمن الحاضر.

ومن التوصيفات التي ينقلها المؤلف عن «كينزي» نعته لـ«نزعة التشكيك لدى الحلفاء ودرجة جنونهم بمصدر لإثارة الرعب». والإشارة في هذا السياق إلى الكتاب الشهير الذي صدر لـ«كينزي» عام 1919 تحت عنوان «النتائج الاقتصادية للسلام» والذي لاقى نجاحا كبيرا، خاصّة في أميركا، حيث بيع منه بين ليلة وضحاها عشرات آلاف النسخ.