هل يشكل توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الست متزامنا مع حل الازمة في اليونان في ضوء التوصل إلى اتفاق مع الزعماء الأوروبيين،عنوان انفراج سياسي داخلي طال انتظاره؟ وهل يأتي مجددا من بوابة الحوارات الثنائية والمبادرات القيادية التي تحركت بزخم بعد خطابات التهدئة التي اعقبت تصعيد الشارع العوني مباشرة مستندة الى ضرورة مواكبة مناخ التسويات الدولية بفتح خطوط التواصل الداخلي على مصرعيها لتلقف الفرصة؟ كل معطيات ومجريات الساعات الاخيرة، دلت الى ان للأجواء المتفائلة حيال إمكان أن تحمل الايام المقبلة بعض إلانفراجات في المشهد السياسي المأزوم داخلياً، ما يبررها، فسقف الخطابات حكمته العقلانية ووجوب البقاء تحت مظلة الاستقرار السياسي والامني على رغم مناخ التوتر وشد الحبال بين اطراف الصراع، وعجلة المبادرات ستتحرك بعد تهيئة المناخات وتلمس مدى قابلية القوى السياسية للسير بها، وخصوصا في شأن الازمة الحكومية الواجب ارساء حل سريع لها قبل جلسة ما بعد “الفطر” في 23 الجاري، والتي يتولاها وفق معلومات “المركزية” رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مستفيدا من شبكة تحالفاته القديمة وتحديدا مع حليفه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وحليف حليفه رئيس الحكومة تمام سلام من جهة وصداقاته الجديدة لاسيما رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون اللذين تجمعهما ورقة “اعلان النيات” من جهة ثانية، بهدف رأب الصدع داخل البيت الحكومي الذي اهتزت جدرانه بقوة في الجلسة الاخيرة، والسعي الى منع انسحاب التعطيل على آخر المؤسسات الدستورية العاملة في البلاد خصوصا ان على جدول اعمال مجلس الوزراء راهنا وفق معلومات “المركزية” 218 بندا تتصل بمعظمها بشؤون حياتية واجتماعية ملحة.
وكشفت مصادر المعلومات ان المبادرة “القواتية” التي مهد لها جعجع بـ”مناشدة فرقاء الازمة في لبنان “التقارب والتقدم خطوة الى الأمام نحو بعضنا البعض لكي نتوصل الى حدّ ادنى من التفاهم الداخلي وتجنيب لبنان تبعات ما يجري في المنطقة”، ستبدأ اولى خطواتها العملية من السراي الحكومي التي يزورها موفد من معراب لوضع الرئيس سلام في اجوائها واهدافها وتلمس مدى قابلية تنفيذها، في حين يزور موفد اخر الرابية للغاية نفسها، حتى اذا ما تبين في ضوء جوجلة حصيلة الزيارتين ان الارضية جاهزة، تحدد الخطوات التالية اذ ان رئيس القوات يحرص بحسب المصادر المشار اليها، على ان تكون المبادرة عملية قابلة للتنفيذ لا مجرد سيناريو استعراضي. وقالت ان موقع جعجع خارج الحكومة يخوله راهنا واكثر من اي وقت مضى لعب دور المبادر الى وصل ما انقطع بين اطراف الحكومة السلامية، على رغم اعتراضاته الكبيرة على تشكيلها والتي وضعته بارادته خارجها مع تحفظه على بيانها الوزاري . اذ انه يرى ان الوضع في البلاد لم يعد يحتمل المزيد من التشنج السياسي وهو وصف الوضع العام في لبنان بانه “مُقرف وغامض ومشتت لدرجة ان السياسي المتابع للحوادث يضيع في متابعته، داعيا الى ترتيب الأمور ضمن البيت اللبناني، لأن من الحرام الى جانب ما يحصل من تطورات خطيرة في المنطقة من حولنا ان يستمر الوضع في لبنان على هذا الشكل وبهذه الميوعة والوضعية المشرذمة”.