Site icon IMLebanon

عشرات الشبّان يُغادرون طرابلس عبر مرفئها باتجاه تركيا

TripoliPort

دموع الاسمر
هواجس ومخاطر تكاد لا تفارق الطرابلسيين، لكنها هواجس الخوف من المجهول وهذه المرة ليس من جولة اقتتال جديدة، انما من التوسع الديموغرافي للسوريين اللاجئين الذين ينتشرون في انحاء المدينة وتكاد اعدادهم تفوق عدد السكان الاصليين،وحسب رأي احد الوزراء ان الهاجس الاخطر يوم ينظم اللاجئون السوريون انفسهم في تنظيم واحد وحين يتسلحون حينها الطامة الكبرى .
لم تعد الازمة في طرابلس تقتصر على نتائج ما جرى في السنوات الاربع الاخيرة من تفاقم ازمة معيشية وانهيار للوضع الاقتصادي والبحث عن اي وسيلة يستطيع الفقراء من خلالها ايجاد حل لمشاكلهم اليومية، بل الازمة اليوم في طرابلس هي ما تشهده المدينة من تنافس سياسي بين القوى والتيارات السياسية التي غالبا ترمي باثقالها على المدينة واهلها وتجعل التوتر السياسي سيد الموقف بين متاريس سياسية تؤدي الى انقسامات عامودية في المشهد الطرابلسي.
ما واجهته وتواجهه مدينة طرابلس ازمة تلو الاخرى بفضل سواعد ابنائها من مستثمرين وتجار واصحاب مهن، نجحوا في انتشالها مؤخرا من ازمة اقتصادية كبيرة، لكن هذا لا يكفي، بل المطلوب ان تلقى هذه المدينة اهتمامات دائمة من كافة القوى السياسية دون استثناء، خصوصا ان هذه المدينة لم تنل في السنوات العشر الاخيرة اي اهتمام حكومي، بل ان كل الوعود التي اغدقها تيار المسقبل بقيت حبرا على ورق، حتى مبلغ المئة والخمسين مليون دولار الذي اقره رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بقي حبرا على ورق بسبب عقبات عدة منعت من صرفها اثر التجاذبات السياسية التي حصلت ولا تزال على الساحة اللبنانية.
وحسب مصادر طرابلسية ان هاجس الخوف من الجهول لدى شريحة كبيرة من الطرابلسيين دفع ببعضهم الى الهجرة، وكشفت ان عشرات الشبان يغادرون المدينة اسبوعيا عبر مرفأ طرابلس باتجاه تركيا ثم يتواصلون مع شبكات متخصصة في تهريب البشر تسهل لهم عبورهم الحدود التركية باتجاه دول اوروبية مقابل مبالغ نقدية تتراوح ما بين الفين وخمسة الاف دولار عن الشخص الواحد. وتشير المصادرالى ان معظم الشبان الذين يغادرون يبيعون كل اغراضهم حتى جهازهم الخليوي، لتوفير مبلغ مالي يساعدهم في الوصول الى بر الامان. لكن يكشف المصدر ان الازمة ليست في الهجرة، انما الازمة الحقيقية وستظهر تبعاتها لاحقا هي في اخلاء المدينة للنازح السوري، والمصيبة هي ان عدد سكان اهل المدينة يتقلص بسبب الهجرة وانخفاض حالات الولادات، بينما السوري يزداد عدده بسبب ارتفاع معدل الولادات عنده عدا عن تزايد النزوح السوري باتجاه طرابلس .
وتكشف اوساط طرابلسية ان الخطر الداهم ايضا ليس من ازدياد اعداد النازحين السوريين اضعاف ما وصلوا اليه، بل انما بمزج البيئة الطرابلسية مع شرائح من النازحين السوريين اعتادوا العيش في الخيم وانتقلوا الى طرابلس بعادات لم تألفها البيئة الطرابلسية ولا حتى في الاساس هضمتها البيئة السورية وتوزعوا في المدينة بين الابنية بصفة نواطير، هذا الناطور الذي يقيم مع عائلته واولاده العشرة في غرفة واحدة ، في وقت ان المبنى الواحد كله من هذه الابنية لا يوجد فيه اكثر من عشرة اولاد، وهذا المزج ستظهر خطورته في السنوات القادمة خصوصا ان اولاد الناطور والذين هم من بيئة لا تشبه اي بيئة في طرابلس، فان مزجهم مع الحالة الاجتماعية بهذه السرعة القياسية سيولد مخاطر تهدد البنية الاجتماعية خصوصا ان بعض الشبان الطرابلسيين يرون ان الزواج بفتاة سورية اوفر على كافة الصعد، دون تقييم الوضع الاجتماعي والبنيوي، ايضا لا يفارق هاجسهم الخوف من مزج البيئة الطرابلسية مع اولاد العمال الذين قدموا من ارياف بدائية، خصوصا ان الجميع باتوا يعيشون في حي واحد، ويترعرعون سويا ومنهم من اشبع شحنا مذهبيا خطيرا.
ويعتبر المراقبون ان الخطر الذي يهدد كيان المدينة ليس بعيدا خصوصا ان المئات من الطلاب السوريين بل الالوف الذين يتلقون تعليمهم في مدارس المدينة، هل سيكون مصيرهم كمصير ابن البلد بوضع الشهادات في الادراج ليغطيها الغبار، ام ان صبره على الذل والهوان لا يشبه فيه الطرابلسي.
وترى اوساط طرابلسية ان كل ما تعانيه المدينة من ازمات متتالية يتحمل مسؤوليتها اولئك الذين سلحوا ومولوا وحرضوا وجعلوا المدينة مشرعة الابواب امام تسلل مجموعات ارهابية جرى احتضانها ورعايتها وتنظيمها واشراكها في المعارك الداخلية وان كل ما شهدته المدينة من تداعيات هي نتائج لتورط قوى وتيارات سياسية وبات لزاما على هذه القوى ان تبدأ بلملمة هذه التداعيات كي لا يستيقظ الطرابلسي يوما ليجد مدينته مخطوفة من قوى ارهابية…