Site icon IMLebanon

الفرار المذهل من سجن مكسيكي لأخطر “بارون” مخدرات!

 

أينما تقلب وجهك في مواقع الأخبار الأحد والاثنين، تراها تبرز واحدا عن بارون المخدرات المكسيكي خواكيم غوزمان، المعروف بلقب El Chapo أو القصير، إلى درجة أن خبر فراره من السجن عبر نفق طوله 1500 متر، خطف الأضواء حتى من إرهابيات “داعش” في سوريا والعراق، ومعها التفاوض نوويا مع إيران، لأن فراره كان مذهلاً، ووصم سلطات المكسيك بعجز من الأسوأ.

غوزمان، الأب لعشرة أبناء من 4 زوجات، هو من عرضت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يقودها إليه، وثانية من المكسيك قيمتها 30 مليونا، حين فر في 2001 من سجن زجوه فيه حين اعتقاله في 1993 لأول مرة، وبعده امتهن إغراق أميركا بالمخدرات طوال 12 سنة، فذاع صيته عالميا، ووصفته سلطات مدينة شيكاغو في 2013 بعدوها العلني رقم واحد منذ “الكابوني” الشهير في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي بنيويورك.

ثم تمكنت السلطات المكسيكية منه في شباط العام الماضي، واعتقلته في عملية ما زالت معظم تفاصيلها مجهولة، ووسط شك بشخصيته، اضطر دوائرها الأمنية لالتزام الصمت طوال يوم بكامله، لتتأكد تماما من أن من وقع بقبضتها هو نفسه بالذات، إلى درجة أن المتحدث باسم الرئاسة، إدواردو سانشيز، قال فيما قرأت “العربية.نت” مما نقلته الوكالات، إنه لن يصدق حتى يعاينه بنفسه، ثم تأكد من دون أن يراه.

 

 

وحين لم يجدوه أعلنوا حالة طوارئ وعلقوا الطيران

اعتقلوه ذلك الوقت في منتجع “مازاتلان” بولاية Sinaloa في الشمال، حيث ولد قبل 57 سنة، واعتبروا اعتقاله بأنه “تحول مهم في معركة كبيرة ضد هذه العصابات” في إشارة إلى ما سببه المتاجرون بالمخدرات، وغوزمان أخطرهم، من جرائم متنوعة، زاد ضحاياها عن 80 ألف قتيل منذ كلف الرئيس السابق، فيليب كالديرون، الجيش في أوائل 2007 بمواجهتهم، وهي سياسة انتقدها خلفه أنريكي بينا نييتو، لكنه تابعها منذ انتخابه في 2012 وتوجها بعد عامين باعتقال غوزمان الذي زجوه في سجن بوسط المكسيك، هو الأشد حراسة. مع ذلك، فر منه السبت الماضي بعملية لم تكن على البال.

مونتي روبيدو، مفوض لجنة الأمن القومي في المكسيك، شرح في مؤتمر صحافي أمس الأحد، أن غوزمان فر عبر نفق امتد 1.5 كيلومتر من زنزانته الانفرادية التي كان فيها، إلى بناء قديم خارج السجن، ومنه اختفى أثره، وفق لقطات كاميرا مراقبة، ظهر فيها وهو يدخل المنطقة المخصصة للاستحمام الساعة 8.52 مساء السبت، ثم طال غيابه أكثر مما ينبغي، فهرع حراس زنزانته في سجنAltiplano  للبحث عنه فيها، لكنهم وجدوها خالية، وسريعاً أعلنوا حالة طوارئ، وعلقوا كل الرحلات الجوية من مطار مدينة “تولكا” القريب.

مما اتضح حتى صباح الاثنين، أن غوزمان تلقى مساعدة مهمة من داخل السجن الذي كان فيه، كما من خارجه أيضا، بحسب ما طالعت “العربية.نت” في صحف مكسيكية عدة، خصوصا El Universal الغنية بتفاصيل، ذكرت في بعضها أن 18 موظفا وعاملا في السجن تم نقلهم أمس الى العاصمة “مكسيكو سيتي” لاستجوابهم فيها، سعياً لمعرفة من منهم ساعده على الفرار من نفق “تم استخدام معدات ضخمة وأجهزة وحفارات وشاحنات لنقل الركام وإتمامه”، وفق تأكيدها.

 

 

خرج من أسفل المرحاض إلى النفق ثم اختفى

وأجمعت وسائل الإعلام المكسيكية، نقلا دائما عن مصادر رسمية، على أن النفق تم حفره عميقا 10 أمتار تحت الأرض، بعرض 70 سنتيمتر وارتفاع 1.5 متر، وفي بعض مراحله وصل العرض إلى متر والارتفاع أكثر من مترين، علما أن طول غوزمان هو 1.68 سنتيمترا، لذلك يطلقون عليه لقب “إل تشابو” أي القصير.

نقلت أيضا من اشتغلوا في الحفر كانوا 6 إلى 8 أشخاص “ممن كان معظهم لا يدري ربما، بأنه يحفر نفقاً ليعبره أخطر لورد مخدرات”، طبقا لما قرأت “العربية.نت” في صحف أشارت إلى أنه فر من مرحاض تم تعيينه مسبقا لحفر أسفله في قسم الاستحمام ليل السبت الذي هرب فيه، لأنه المكان الوحيد الخالي في القسم من كاميرا ترصد داخله الخالي بدوره من أي نافذة.

وتعتقد السطات المكسيكية، أن سيارات عدة كانت تنتظر “إل تشابو” وبداخلها أكثر من 10 أشخاص حين خروجه من النفق، ومعهم انتقل ربما إلى مكان قريب من السجن، حملته منه هليكوبتر في العتمة، لأن جيرانا في المنطقة رأوا أضواء شبيهة بما يصدر عن الحوامات، ثم اختفت فجأة، كغوزمان تماما.