IMLebanon

السياحة «مكسورة» في كسروان وجبيل: الوافدين من اللبنانيين في الخارج

jounieh-fireworks-2015
عيسى بوعيسى
هذا الصيت يحمل معه ايضاً كالصيف الماضي مخلفات الازمات السياحية والاقتصادية الداخلية المستمرة منذ وقت طويل والطريق الاقصر لعناوين هذه الازمة هو الفراغ في سدة الرئاسة يرافقه قلق امني متصاعد مما يعني ان المنطقتين السياحيتين بامتياز كسروان وجبيل سوف تشهد مع بداية هذا الصيف الذي اعتبره البعض واعداً ركودا يضاف الى ركود اقتصادي عام بالرغم من ان المنطقتين باستطاعتهما التعويض عن خسائر كامل الفصول المتبقية بواقع الصيف الموعود لناحية تنشيط الاسواق التجارية والفنادق والمطاعم والمعالم السياحية الا ان نظرة شاملة على السياحة فيهما في مستهل الصيف يتبين الآتي :
1 – غياب كامل للسياح الخليجيين بفعل الازمة في الخليج والحرب في اليمن وتزعزع الامن في لبنان.
2 – غياب شبه كامل للسياح الاجانب على خلفيات التحذيرات التي تطلقها دولهم من مسائل اعمال العنف في المنطقة.
3 – تراجع ثقة المستهلك اللبناني بالسوق المعروضة عليه من كل القطاعات بفعل الغلاء المستفحل للمواد الاستهلاكية مما يدفعه الى تأجيل الانفاق بالرغم من كون المواد المراد شراؤها يمكن ان تكون فاسدة.
4 – تزامن شهر رمضان مع بداية الصيف وهذا ما يضعف الحركة السياحية بكل قطاعاتها، ويخفض ايرادات المطاعم والمسابح والفنادق والملاهي الليلية وغيرها من المؤسسات التي ترتكز على موسم الصيف سبيلا لاطلاق اعمالها.
هذه الاسباب كافة تسببت بخلو القطاعات السياحية اللبنانية من زبائنها بحيث يمكن اعتبار ان السياحة مضروبة سواء في كسروان او جبيل بالرغم من كون جميع البلدان في المنطقة قد حشدت هذا العام طاقاتها من اجل نجاح مهرجاناتها وهي متعددة واهمها:
– مهرجانات جونيه الدولية التي فاق تنظيمها المهرجانات في الدول الاوروبية الا ان المردود المالي المتوقع غير كاف على الاطلاق اقله لسد العجز فتعمد مؤسسات خاصة سنويا الى اقفال المبالغ المتبقية من حسابها الخاص.
-مهرجانات جبيل وهي المعتمدة عربيا كمدينة سياحية عربية للعام 2015 تكاد تغطي تكاليفها مع ان التنظيم مكتمل بكل نواحيه الا ان الوضع العام انعكس عليها ايضا بالرغم من ان لجنة مهرجانات جبيل احضرت اهم الفنانين في العالم ولكن المواطن العادي ليست لديه امكانات لحضور هكذا احتفالات.
– مهرجانات اهمج الضخمة التي تجري سنويا في البلدة مع اهم الفنانين الكبار وهي الوحيدة التي ستسترجع ما تكون قد صرفته من اموال بفعل اسعار البطاقات والدخول.
– مهرجانات ميروبا السنوية في وسط كسروان تعاني المشكلة نفسها وكذلك في حراجل وبلونة وزوق مكايل وغيرها من البلدات بالاضافة الى مهرجان قرطبا الكبير الذي لا يدر الربح على القائمين به.
هذه النظرة العامة الواقعية بالوقائع والارقام للسياحة في كسروان وجبيل تعطي تصوراً شاملاً ينطبق على كل المدن والبلدات في لبنان والتراجع الحاصل في القطاع السياحي بنسبة تتراوح ما بين اربعين في المئة واكثر مما يؤثر في المرافق التي تنتظر هذا الصيف الواعد والذي اصطدم بعقبة الامن والسياسة في لبنان، ولكن اوساطاً من نقابة الفنادق تتوقع ان تنشط الحركة السياحية قليلا قبيل انتهاء عيد الفطر بعد اسبوع من الان، وتميز هذه الاوساط بين السياح الخليجيين الذين كانوا يحجزون لعدة اسابيع في الفنادق مع عائلاتهم والوافدين من مصر والاردن والعراق والفريق يقضون اياما قليلة في ربوع لبنان ولكنها غير كافية، وتدعو الى تهدئة الاخبار المحلية والاستقرار المحلي اذ اتضح ان الاستقرار الامني ليس العامل المؤثر الوحيد في القطاع بل ان الاستقرار السياسي الهش يؤثر بشكل سيىء جداً في هذا القطاع بكامله، وتشير هذه الاوساط الى ان حركة مكاتب السياحة والسفر جامدة حتى الساعة وان معظم الوافدين هم من اللبنانيين الذين يزورون عائلاتهم وهؤلاء لا تتعدى مصاريفهم بعض الرحلات وذلك لأن اقامتهم غالبا ما تكون لدى بيوتهم الاساسية عند اقاربهم داعية الى تهدئة الخطاب السياسي والحفاظ على الامن كي تكثر الحجوزات مع العلم ان اكثرية هذه الحجوزات تبدو في اوائل شهر اب المقبل مما يؤشر الى حلحلة في حركة السياحة والمطاعم والفنادق ولكن الخوف يكمن في ان تحصل حادثة امنية يضطر بعدها الوافدين الى لبنان لالغاء حجوزاتهم وهذا امر يمكن ان يحدث في اي لحظة وفق التهديدات القائمة للساحة اللبنانية من جانب الجماعات الارهابية.