توصلت مجموعة الدول الست وإيران إلى اتفاق بشأن الملف النووي الايراني، بعد جولة مفاوضات شاقة استمرت 18 يومًا في فيينا.
ورات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن “ما تم التوصل اليه هو نتيجة العمل الكاد”، مشيرةً الى ان القرار الذي سيتم اتخاذه اليوم من شأنه أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية وهذه لحظة “أمل” للعالم اجمع.
موغيريني وفي مؤتمر صحافي مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف قبل بدء الجلسة المغلقة الاخيرة قبيل الاعلان عن الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي، اعتبرت أن العمل الديبلوماسي يمكنه ان يخلصنا من عقود من التوترات.
بدروه، شدد ظريف على ان الانجاز الذي حصل اليوم هو للجميع وهذه لحظة تاريخية، مضيفًا: “الاتفاق قد لا يكون متكاملا ولكنه حقق افضل الممكن”.
وفور اعلان الاتفاق، غرد الرئيس الايراني حسن روحاني معتبرًا ان الاتفاق النووي يفتح آفاقا جديدة وقد اثبت ان التعاون البناء مثمر.
في حين أكد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن الاتفاق مع ايران قوي بما يكفي للسنوات العشر الاولى على الاقل، مبديًا ثقته في حصول الشركات الفرنسية على نصيب عادل في السوق الايرانية رغم موقف فرنسا في المحادثات النووية، وكشف انه ممكن جدا ان يسافر الى طهران.
ورحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتفاق النووي مع إيران، معتبرًا ان الدول المفاوضة في الملف إتخذت خياراً صعباً من أجل الإستقرار والتعاون. وراى أن الاتفاق سيساهم في محاربة الارهاب في الشرق الاوسط.
وكشف وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف انه تم إعداد مشروع قرار دولي دعماً للإتفاق النووي مع إيران، واضاف: “شحنات الأسلحة لإيران ممكنة خلال السنوات الخمس المقبلة إذا أجازها مجلس الأمن الدولي”.
واعتبر وزير الطاقة التركي أن الاتفاق النووي الإيراني يعد تطورا إيجابيا ويفتح الباب أمام الاستثمارات.
أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن “الوكالة وقعت خارطة طريق مع إيران اليوم الثلاثاء بهدف حل كل القضايا العالقة بشأن برنامج إيران النووي بحلول نهاية العام”.
أمانو أضاف “ان إمكانية دخول موقع بارشين العسكري الإيراني، وهو الأمر الذي طالبت به الوكالة مراراً، جزء من ترتيب منفصل”.
وقال: “بحلول 15 كانون الأول 2015 سيقدم المدير العام للوكالة، التقييم النهائي لحل كل القضايا العالقة السابقة والحالية”.
في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتفاق النووي بأنه خطأ تاريخي، كما وصف وزير الامن الاسرائيلي موشيه يعالون ان الاتفاق النووي مع ايران بالـ”مأساة”.
واذ اعتبر وزير المعارف الاسرائيلي نفتالي بينت ان الاتفاق النووي مع ايران يوم اسود في تاريخ العالم الحر، اتهمت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي القوى الغربية بالاستسلام لإيران وقالت عبر تويتر: “هذا الاتفاق استسلام تاريخي من جانب الغرب لمحور الشر وعلى رأسه إيران… ستعمل إيران بكل وسيلة ممكنة لوقف التصديق على الاتفاق”.
وعلم انه سيتم بموجب الاتفاق النووي، رفع العقوبات المفروضة على طهران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وأوضح مصدر ديبلوماسي لوكالة “اسوشييتد برس”، أن الاتفاق يتضمن تسوية بين واشنطن وطهران تسمح لمفتشي الأمم المتحدة بالمطالبة بزيارة المواقع العسكرية الإيرانية ضمن مهامهم الرقابية.
وينص الاتفاق أيضًا، حسبما قال ديبلوماسيون على إن عقوبات الأمم المتحدة المتعلقة بالصواريخ على إيران لن ترفع قبل ثماني سنوات. وأوضح هؤلاء أيضاً أن حظر الأمم المتحدة للسلاح عن إيران، سيبقى كذلك لمدة خمس سنوات.
ولفتت إلى أن الاتفاق يجيز إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران في غضون 65 يوما في حال لم تلتزم طهران بمضمون الاتفاق.
من ناحية أخرى، أعلنت وكالة الأنباء الايرانية عن بعض بنود الاتفاق، مشيرة الى أن”الاتفاق ينص على إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، ومواصلة مفاعل أراك عمله بالماء الثقيل، فضلا عن الافراج عن جزء من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج”
وأضافت الوكالة أن “الاتفاق ينص أيضا على السماح لإيران بتصدير المنتجات النووية كاليورانيوم، ولكن يمنعها من تطوير صواريخ تحمل رؤوسا نووية”.