تعاطى جميع أنواع المخدرات قبل سن الثامنة عشر فتفاقمت حدة الإدمان الذي أفرغ كيانه. هذه ليست سوى مقدمة سيرة حياة الكاهن الكاثوليكي المنتمي الى الرهبنة المريمية للحبل بلا دنس دونالد كالواي.
أمضى كالواي السواد الأعظم من طفولته وشبابه يخضع للمغريات الكبيرة والصغيرة وصولاً الى حد اقتراف جرائم السرقة وتعاطي جميع أشكال المخدرات وأثرت به موسيقى الروك المتطرفة فجعلته ينصاع الى البدع. وعانت العائلة وبالأخص الوالدَين كثيراً جراء تصرفاته .كما وطور الشاب حقداً كبيراً تجاه والدَيه غير قادر على تحمل جهودهما في المساعدة من خلال الصلاة وتسجيله في مراكز إعادة التأهيل مرات عديدة .
لم تتحسن فاستمر في الادمان والسرقة الى حين تم توقيفه مرة ثانية وهو يصف ارتفاع حدة الادمان على انها حالة فراغ رهيبة لا وصف لها. وهو يتذكر كيف كان يجول في البيت زاحفاً يبحث عن الكوكايين التي قد تكون قد وقعت على الأرض. فكان يبحث عن كل ما هو أبيض لتدخينه حتى ولو لم يكن يعلم ما هو.
بدأ الأمر حينما وقعت يداه صدفةً على كتاب “ملكة السلام تزور ميديوغوريه” ويروي الكتاب أحداث ظهورات العذراء في ميديوغوريه فوقع تحت تأثير سر هذه البلدة في البوسنة فدخل من خلالها أرضاً من الأسرار.
يؤكد كالواي: “كانت العذراء تقول أمور واضحة وآثرة فاختبرت مشاعر عميقة لم أكن قد اختبرتها مذ كنت طفلاً صغيراً يحب والدته ويريد أن يجعلها سعيدة. وكانت العذراء تقول إنها أمي وأم كل من ضلّ الطريق وتدعونا للعودة الى اللّه والى يسوع. وأرشدتني الى ابنها قائلةً إنه المسيح، مخلص العالم. وجدت نفسي أقع في غرام هذه الأم والمرأة”. اكتشف في مريم جمالاً نقياً بعيد عن الخطيئة ومختلف عن جمال سائر النساء اللواتي التقاهن، فكان اللقاء بها بمثابة شعاع أمل في حياة دونالد المظلمة.
شارك بعدها بالذبيحة الإلهية للمرة الأولى في حياته ومن ثم طلب الحديث مع كاهن معترفاً بكل تفاصيل حياته السابقة. وتخلص لدى عودته الى المنزل بكل المواد والأمور المرتبطة بحياته السابقة.
بكى كالواي كثيراً فتحولت دموعه من دموع يأس الى فرح قبل أن يشعر بسلام مفاجىء وطمأنينة لا يمكن وصفها. شعر بالحياة تعود إليه وبمحبة المسيح الفائقة.
وأدى به هذا الشعور بالسلام الى تجربة فائقة الطبيعة يختبرها آلاف المرضى الذين يعلنون عن عيشهم تجارب قريبة الى الموت فغادر دونالد جسمه.