تتوجه الكتلة بالتهنئة الى اللبنانيين عموما والمسلمين على وجه الخصوص بحلول عيد الفطر المبارك على امل ان تحمل معها الايام والمناسبات المقبلة عودة دائمة للاستقرار والأمن والنمو، والتطلع بثقة نحو المستقبل، واستعادة لدور الدولة العادلة والقادرة، وذلك مع التوافق المرتجى على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ينهي أزمة الشغور الرئاسي الراهنة والتي يصادف يوم غد موعد الجلسة 26 لانتخابه في مجلس النواب.
كررت كتلة “المستقبل” دعوتها جميع النواب الى تلبية الدعوة الأربعاء لإنتخاب رئيس الجمهورية الجديد من أجل إقفال هذا الملف المقلق الذي يسهم عدم انجازه في تعطيل باقي المؤسسات الدستورية، معتبرةً أنه “مع استمرار الشغور وبالتوازي مع تفشي ظاهرة انتشار السلاح وتراجع الأمن في البلاد، واستمرار تدخل وتوسع “حزب الله” في الحرب الدائرة في سوريا، كل ذلك يفاقم حالة المراوحة الحالية ويؤدي الى زيادة حدة التشنج والتطرف والعنف في البلاد”.
الكتلة، وفي بيان تلاه النائب عمار حوري بعد اجتماعها الاسبوعي، رأت أنه من واجب كل القوى السياسية الرئيسية البحث عن صيغ للتلاقي والحوار لإعادة تثبيت وتحريك عمل المؤسسات والادارة العامة اللبنانية ويكون ذلك بالبدء بانتخاب الرئيس التوافقي الذي يستطيع بكفاءاته القيادية ومناقبيته واحترامه للدستور أن يكون عنوان إجماع اللبنانيين وليس عنواناً لتفرقهم وتباعدهم.
واعتبرت أنّ المواقف التي أعلنها الرئيس سعد الحريري تأتي دليلاً على مواقفه الواثقة والثابتة على خط الاعتدال والوسطية، والالتزام بفكرة الدولة المدنية والحفاظ على السلم الاهلي وصيغة العيش المشترك. مضيفة “على جميع القوى السياسية الاخرى وعلى وجه الخصوص “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” اعادة النظر والتفكر بالتجربة التي عاشها اللبنانيون في الاسبوع الماضي في الوسط التجاري التي كادت أن تعود بالبلاد الى اجواء واحداث مقلقة وعلى وجه الخصوص في بداية موسم الصيف الذي يفترض ويعوّلُ عليه اللبنانيون أن يكون مناسبة لحركة اقتصادية نشطة تعيد إليهم الأمل في المستقبل”.
واستغربت الكتلة الكلام الذي صدر عن امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي أعلن فيه: أن طريق القدس يمر في دمشق والقلمون ودرعا والسويداء وغيرها من المدن في سوريا، متناسياً أنّ البعض كان قد سبقه إلى اختيار جونية طريقاً إلى القدس وقد غاصت بندقيته آنذاك بوحول الانقسام واصبحت أكثر بعداً عن القدس ولم يتمكن بنتيجة ذلك التورط من أن يحقق أي غاية، آسفة ان “تصبح قضية سلاح المقاومة التي منحها الشعب اللبناني شرعية وثقة واحتراماً حتى العام 2000 لمقاومة المحتل الاسرائيلي، قد باتت اليوم مُسخَّرَة للدفاع عن نظام بائد مجرم يدمر بلده ويقتل شعبه”.
وأسفت الى أن دور هذا السلاح بات يتركز على تثبيت سيطرة الحزب وسراياه في القرى اللبنانية والاحياء السكنية في المدن من اجل فرض النفوذ ونشر الفساد والمفسدين وافواج الشبيحة وسوق الشباب اللبناني للموت افواجا متتالية بنتيجة الانخراط في الحرب الدائرة في سوريا، بدل ان يصار إلى توجيههم نحو اكتساب العلم والثقافة والمعرفة لإقدارهم على التعامل مع عالم متغير ومع ما يحتاجه لبنان ويتطلبه من معارف ومهارات مختلفة.
وشددت الكتلة على اهمية العودة إلى المنطلقات والمبادئ التي حازت على الاجماع بين اللبنانيين ومنها اعلان بعبدا بعد أن نال موافقة جميع المشاركين على طاولة الحوار الوطني لاسيما وأن لبنان واللبنانيين يسترجعون في هذه الآونة الذكرى التاسعة لعدوان إسرائيل في تموز من العام 2006.
في هذا الصدد، لفتت الى الاقتراح الذي كان قد تقدم به الرئيس ميشال سليمان بشأن أهمية دعوة عناصر الاحتياط في الجيش اللبناني لكي تتولى وبقيادة الجيش اللبناني أمن بعض المناطق التي قد تكون معرضة للمخاطر، أو قد تكون بحاجة لصيغ امنية مرحلية لتامين بعض الحمايات والحراسات للتخفيف عن كاهل الجيش والقوى الامنية التي تقوم بمهام كبيرة في اللحظة الراهنة بدلاً من ترك الأمور لمبادرات فردية وخاصة دون أي قيادة رسمية يتولاها الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية.
وأكدت الكتلة على ضرورة إيجاد الحلول الصحيحة من قبل الحكومة لرفع ومعالجة النفايات وتلافي الوقوع في مشكلة كبيرة في الايام القليلة المقبلة. وأضافت: “إنّ هذا الأمر الحياتي قد أصبح يتطلب من جهة اولى مبادرات رسمية صحيحة وتفهماً من جميع المواطنين في جميع المناطق اللبنانية من جهة ثانية بان الحل الدائم يتطلب تعاوناً جدياً وعلى وجه الخصوص التعاون في إيجاد المطامر الصحية المناسبة إلى أن يتم إنجاز الحلول الدائمة لهذه المشكلة المستعصية بدلاً من الغرق في فخ المكبات العشوائية المنتشرة في طول البلاد وعرضها والذي بلغ عددها أكثر من 750 مكباً عشوائياً”.
وتوقفت الكتلة أمام المأساة والمعاناة اليومية، التي يتكبدها الشعب اللبناني في ظل تراجع التغذية بالتيار الكهربائي مع بدء موسم الاصطياف، حيث تبخرت كل الوعود والخطط والانجازات الوهمية والاعلامية التي كان قد وُعِد بها اللبنانيون، بسبب سياسة الشخصنة والاستفراد والتسرع التي اعتمدها وزراء التيار الوطني الحر الذين تولوا هذا الملف في كل الحكومات منذ العام 2008 وبشكل متواصل وتسببوا بمشكلة كبيرة وفي تفاقم متزايد. هذه السياسة التي كانت تصر وماتزال على عدم اللجوء إلى الاستعانة بالقطاع الخاص لتوليد الطاقة الكهربائية وكذلك في عدم بت مسألة الاستعانة بمعمل لتغويز الغاز السائل وكذلك على عدم اللجوء إلى مصادر التمويل الميسرة، وهي المصادر التي تقدمها الصناديق العربية والدولية.
وشددت على التمسك بالحوار نهجاً وأسلوباً وعلى وجه الخصوص الحوار الجاري في عين التينة مع “حزب الله”. مع العلم انه لم يتحقق تقدم جدي في المواضيع الخلافية الرئيسية من انتشار السلاح غير الشرعي الى القتال في سوريا وصولاً الى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.
وإذ نوّهت بجهود شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي لجهة تحرير الطفل ريكاردو جعارة والقاء القبض على الخاطفين واسترجاع الفدية، فإنها تدعو الاجهزة المعنية الى تكثيف الجهود للكشف عن تفاصيل حادثة الخطف الأخيرة في غزة في البقاع.
وأملت الكتلة أن يكون الإتفاق النووي نقيضاً لاستمرار الخلاف بكل اشكاله واحتمالاته، وأن تنعم المنطقة بمنافع هذا الاتفاق على مختلف المستويات وعلى وجه الخصوص في أن يشكل ذلك حافزاً لإيران لفتح صفحة جديدة مع العالم العربي قائمة على روابط التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة والمستقرة المعتمدة على سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بدلاً من أن تستمر بسياسة الاستقواء والتدخل والعمل على فرض الهيمنة والنفوذ.