في حفل عيد الميلاد في شركة “بيمكس” العام الماضي، في اليوم الذي تم فيه الإعلان عن الشروط الأولية لمربعات المياه الضحلة الـ 14، كان الرئيس التنفيذي، إيميلو لوزويا، يبدو غير سعيد.
بصياغتها الأولى، كانت الشروط تسعى إلى تعزيز المنافسة من خلال حظر أي شركة من تقديم عطاءات لأكثر من خمسة مربعات، ولوزويا لم يكن مرتاحا لذلك. ففي النهاية، “بيمكس” هي الزعيم بلا منازع في مجال المياه الضحلة وتتباهى بفخر بتكاليف أقل من مجموعة من الشركات الكبرى، منها إكسون موبيل، وشل، وبريتش بتروليوم، وشتات أويل.
لكن بعد مرور شهر من العام الجديد، تم الطلب من “بيمكس” أن تتخلى عن أربعة مليارات دولار من ميزانيتها وسط حملة تقشف حكومية أثارها انخفاض أسعار النفط. وهذا كان يعني تحديد أهمية فرص الجولة الأولى بطريقة أكثر منطقية إلى حد بعيد، على الرغم من أنه تم رفع تقييد عدد المربعات التي يمكن المزايدة عليها في وقت لاحق.
وفي الوقت الذي تسعى فيه “بيمكس” إلى زيادة الإنتاج، يقول بابلو ميدينا، المحلل في شركة وود ماكينزي: “من الحكمة التركيز على مجالات يمكنها فيها أن تتعلم أكثر من الشركاء الآخرين كيف تصبح لاعبا في مجال المياه العميقة”. لكن إنتاج المياه العميقة مكلف وشركة “بيمكس” لديها كثير من المتاعب – خسارة الشركة في الربع الأول تضخمت بنسبة 180 في المائة لتصبح 100.5 مليار بيزو (6.6 مليار دولار) مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من عام 2014.
وقبل إطلاق الجولة الأولى، ألقت الحكومة نظرة فاحصة وطويلة على المحفظة الاستثمارية في “بيمكس” وقررت ما يمكن أن تحتفظ به وما ينبغي أن يتم بيعه في المزاد العلني. واحتفظت “بيمكس” بنسبة 83 في المائة من احتياطياتها المؤكدة والمحتملة – كافية لضخ 2.5 مليون برميل يوميا لمدة 15 عاما ونصف العام. كما قامت أيضا بتخصيص خمس إجمالي الموارد المتوقعة في المكسيك. لكن تطوير كل هذا، كما أكد لوزويا الشهر الماضي، يتطلب الكثير من المال. قال: “نحن لا ننوي زيادة ديون “بيمكس” أكثر. هدفنا هو زيادة الدخل”.
قرار “بيمكس” بالانسحاب من جولة المزاد الأولى كان بمنزلة مفاجأة. لكن رسالته كانت واضحة تماما: صناعة النفط في المكسيك مفتوحة أمام الاستثمارات.