IMLebanon

هل يكون “حزب الله” من الرابحين لبنانياً بعد اتفاق فيينا؟

hezbollah-flag

 

نقلت صحيفة “السفير” عن خبير إستراتيجي أميركي قدم حديثا من واشنطن في زيارة استطلاعية الى عدد من عواصم المنطقة قوله إنّ إيران ترغب فعليا بأن تكون أكثر إيجابية، لكنّ المشكلة بأنّ إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تعمد الى سلك ناقل جيّد لماهية الاتفاق وضرورته، «لذا فإن دول المنطقة تحتاج الى شرح واف ومفصّل له».

يشير الخبير ذو العلاقات الواسعة في واشنطن بأنّ الإتفاق سيخلق بيئة سياسية إيجابية “هذا ما تفترضه أميركا، إذ من المتوقع أن يخلق مناخا قابلا لأنّ يدفع القوى الإقليمية العربية والخليجية لإيجاد حلول للمشاكل الكامنة في المنطقة”، نافيا وجود أي بنود سرية بين إيران وأميركا، ومشيرا الى أن واشنطن توقفت عن عقد اتفاقات سرية “لأنّها أثبتت فشلها عبر التاريخ”.

لبنانيا، يرى الأميركيون نتائج إيجابية واضحة على لبنان في حال تمكنت قوى 14 آذار والدول التي تدعمها من التصرّف بشكل ذكيّ كما يقول الخبير الأميركي: “إذا كانت الدول الخليجية ترى بأنّ تنظيم “داعش” يهدد كياناتها عليها أن تقتنع بأن اتفاق فيينا مع إيران سيكون عنصرا رئيسيا في صدّ هذا التنظيم واحتوائه وحماية المنطقة، وذلك لأن المعتدلين السنّة والشيعة هم أوّل المهددين من قبل «داعش» الذي يتمدد ويقوى يوما بعد يوم. لذلك، لهذه الدول مصلحة أكيدة في هذا الاتفاق، لكن لا أعتقد بأنها قادرة على التعامل معه بإيجابية بسبب غياب المرونة السياسية والكره لإيران».

ويضيف: «هذا هو الفارق الكبير بين الخليج وإيران، وبين «تيار المستقبل» و«حزب الله» الذي تمكّن لأعوام طويلة من إظهار مرونة قلّ نظيرها حوّلت مشاكله وخيباته الى مكاسب سياسية».

لبنانيا أيضا يرى الأميركيون خطرا داهما على كيان الدولة ومؤسساتها بسبب الشغور الرئاسي المتمادي، ويقول الخبير الأميركي بأنّ «حزب الله» سيكون أكبر مستفيد من الاتفاق النووي «ولو لم يتم الاتفاق لتوقف التعاون الأميركي الإستخباري والأمني والعسكري (كما أقدّر) مع «حزب الله» وهو تعاون جنّب لبنان الكثير من ويلات التفجيرات والمؤامرات الأمنية التي تمّ فضحها بسبب هذا التعاون الثنائي».

من جهتها، كتبت صحيفة “الجمهورية” أن «حزب الله» نظر الى الاتفاق النووي على انه «انتصار كبير وتحوّل نوعي في السياسة الدولية سيُرخي بظلاله على المنطقة برمّتها». ورأت مصادر مطلعة على موقف الحزب «أنّ إيران، بموجب هذا الاتفاق، ستشكّل قنبلة اقتصادية كبرى في الفترة المقبلة لا قنبلة نووية كما كانوا يصوّرونها، حيث ستتنافس دول العالم على الاستثمار فيها، كذلك ستصبح سوقاً اقتصادية كبرى الى جانب قوتها العسكرية الكبرى وتطورها العلمي والطبي، فهي باختصار ستصبح الدولة الرقم 1 في المنطقة. وبالتالي، ستصبح الدولة المؤهلة للتفاهم معها دولياً حول ملفات المنطقة برمّتها».

واضافت هذه المصادر لصحيفة “الجمهورية” «انّ الحزب المسرور بتوقيع الاتفاق النووي، في اعتبار انه جزء من محور المقاومة، وايران تشكّل في نظره رأس حربة في مشروع المقاومة، يعتبر انّ هذا الانتصار لإيران هو انتصار لمحور المقاومة في المنطقة، واستفادة الحزب من الاتفاق أمر طبيعي بعدما اصبحت ايران دولة نووية معترف بها وتحوّلت قوة اقتصادية كبرى في المنطقة، ما سيعطي دفعاً وقوة جديدة وانتعاشاً اقتصادياً لكلّ دول المنطقة، لا لمحور المقاومة فحسب».

وقالت المصادر نفسها «إنّ حزب الله، إذ لا يخفي انّ ايران تشكّل عامل قوة له وللمقاومة، فإنه يؤكد انه لن يتخلى عن ايران ولا ايران ستتخلى عنه. وهو يسخر ممّن سيعتقدون لوهلة انّ ثمن الاتفاق النووي سيكون رأسه، فمثل هذا الكلام سخيف وهزيل لا طعم له ولا مكان له أساساً».

وتشير المصادر الى «انّ علاقة «حزب الله» بالولايات المتحدة الاميركية ستبقى على حالها ولن يكفّ عن معارضة سياستها في المنطقة لدَعمها اسرائيل في مواجهة الشعوب العربية، وهو يطمئن الى انّ المصلحة المحققة لإيران جرّاء هذا الاتفاق لا تعني ابداً تغيير موقف الحزب من واشنطن، لكنه في المقابل لا يخفي أنّ الفترة المقبلة ستنعكس على المنطقة، متوقعاً بعد توقيع الاتفاق أن تفتح ابواب التفاوض حول ملفات المنطقة مع المعنيين الدوليين بمَن فيهم اميركا، وان تحصل تفاهمات ايرانية ـ دولية، لكنّ هذا لا يعني بالنسبة اليه انّ اميركا ستتحوّل حليفاً او صديقاً، فالتفاوض حول ازمات المنطقة سيكون كالتفاوض حول النووي.

وحسب المصادر المطلعة على موقف الحزب أنه «يعتقد انّ الاتفاق النووي سينعكس ايجاباً على الازمة اللبنانية وعلى الاستحقاق الرئاسي تِبعاً لانعكاسه الايجابي المرتقَب على دول المنطقة، خصوصاً ما بين ايران والسعودية.

لكنّ الحزب يرى انّ الايجابيات في لبنان لن تبدأ قبل المرور بهذه المرحلة، فهناك أزمات معقدة في المنطقة، وازمات أقل تعقيداً، ولبنان من الازمات الأقل تعقيداً، من الممكن ان يتمّ الاتفاق على أزمات المنطقة الاقل تعقيداً وصولاً الى الاكثر تعقيداً، وسوريا مثلاً هي الأكثر تعقيداً فلن تحلّ بين ليلة وضحاها. وإذ يقر الحزب انّ الاتفاق سيقوّي موقعه في لبنان والمنطقة، فإنه يحرص على التأكيد انه سيبقى في خط المرونة واتّباع نَهج الانفتاح والحوار والتفاهم مع الآخرين.

وعن إبقاء العقوبات على «الحرس الثوري الايراني» يرى الحزب انّ الولايات المتحدة الاميركية لا تستطيع ان تعطي كل شيء لإيران، فهي تُبقي بعض النقاط عالقة للمستقبل وتعتبرها انجازات تتعلق بها، بعدما أخذت ايران الكثير في هذا الاتفاق. وبالتالي، ما ترك معلقاً لا تأثير سلبياً كبيراً له على إيجابيات الاتفاق لمصلحة ايران».