تخشى اوساط في 14 آذار ان يأتي الاتفاق النووي الايراني برئيس للبنان ويأخذ بمقابله الجمهورية، والمخاوف كبيرة من صفقات المقاول الاميركي.
وكشفت صحيفة “الأنباء” الكويتية ان هذه الاوساط باشرت المساعي لحماية لبنان من الوقوع في فخ التلزيمات الدولية بمبادرات وفاقية فعلية شجاعة، تخرجه من مستنقعات الفراغ الدستوري والاخفاق السياسي عبر صحوة وطنية من جانب مقاطعي جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وكلما تسرعت عملية انتخاب الرئيس تباطأت المخاطر المحدقة بلبنان، في زمن تقاسم المناطق الحيوية بين الدول المتعاقدة على خلفية النووي الايراني.
وأملت المصادر ألا يطول انتظار لبنان للحلول، مشيرة بالمناسبة الى فشل مجلس النواب اللبناني وللمرة الـ 26 في انتخاب رئيس للجمهورية، متوقعة بلورة حل للتعقيدات اللبنانية الراهنة يكون اقل من اتفاق الطائف المكرس دستوريا في لبنان واكثر من تسوية الدوحة التي يسرت انتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عام 2008.
صحيفة “السفير” كتبت: “إنطباعان في بيروت يحكمان ردّات الفعل الاولية من اتفاق قد يحتاج الى سنوات لاختبار متانته ومناعته. مع ذلك ثمّة ما لا يمكن حجب ارتداداته المباشرة على الساحة اللبنانية، ويتقاسم الفريقان وجهة نظر مفادها أنه مع اتفاق مفصلي كهذا في تاريخ الشعوب والمنطقة، يستحيل ان تبقى رئاسة الجمهورية ضائعة في زواريب ساحة النجمة”.
وأضافت “السفير”: “على الرغم من ولادة الاتفاق مشوباً بتساؤلات لا تنتهي حول ارتداداته على الملفات الجانبية المرتبطة بالدول المعنية به في المنطقة، وبينها لبنان، إلا أن منسوب التفاؤل ارتفع قليلا مانحا الشرعية للتحليل الذي ارتكز دوما على فرضية أن لا حلّ للازمة الرئاسية قبل أن تنقشع غيوم التفاوض النووي.
الامر لا يشبه بشيء زيارات جسّ النبض التي كان يقوم بها الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو الى بيروت، ولا الزيارات الاستطلاعية للمسؤولين الدوليين طوال عام الفراغ. عندما «يَحبل» العالم باتفاق تاريخي بهذا الحجم لا بد ان تحصل «الولادة» في لبنان. وها هو الرئيس نبيه بري، المراهن الدائم على تسويات الخارج، يجزم بأن لبنان واليمن هما أوّل من يجب ان يستفيد من هذا الانفراج الدولي.
حلّت «النعمة النووية»، والستاتيكو اللبناني الرئاسي على حاله: ثلاثة مرشّحين معلنين. ومرشّحون بارزون مدرجون على لائحة الترشيح الافتراضي.
ميشال عون رفع أقصى السقوف بمحاولة فرض ترتيب زمني للاستحقاقات يبدأ بقانون الانتخاب وينتهي بانتخاب رئيس. في الساعات الماضية برزت أصوات في الصفّ العوني تشير الى ان تزامن هذا الطرح مع توقيع الاتفاق قد يعطي دفعا كبيرا لتحقيق هذه الروزنامة، إضافة الى تبنّي معــادلة الرئيــس القوي. الأهمّ أن الاتفــاق ربما قد يبقي عون مرشّحــا من دون ان يحيله الى صفوف الناخب الاول. سمير جعجع خاسر خاسر رئاسيا، فكيف إذا تابع صخب احتفال العالم بالمولــود النــووي الايراني. هنري حلو هــو مرشــّح جنبلاط الدائم حــتى يحــين أوان التوافق على خليفة ميشال سليمان!.\
بقيّة المرشّحين غير المعلنين استبشروا خيراً خصوصاً أن اتفاقا على قاعدة لا مغلوب ولا مغلوب لا بد ان ينتج رئيسا تسوويا. هم فئات واصناف وقماشات مختلفة لا تجمعها سوى الرغبة بدخول القصر من باب تسوية تشمل الرئاسة والملفات الخلافية كافة.
وبالدفع «النووي»، يشعر جزء من هؤلاء ان اسهمه باتت مرتفعة أكثر. بعد اشهر من التعطيل انتهت بوضع الاميركيين يدهم بيد الإيرانيين، يستحيل ان تعود الامور الى نقطة الصفر.
لكن الراصدين لـ«الزلزال» النووي يجزمون. حين يقال تسوية رئاسية يفترض النظر الى دفتر الشروط. حتى اللحظة ليس واضحا من سيتولّى صياغته. وحين يحصل هذا الامر سيكون الرئيس مرآة له وأمينا على تنفيذه. هي نتيجة حتمية للفرصة التي منحت للبنانيين لكي يختاروا ساكن القصر بمفردهم… وقد أضاعوها.
في غضون ذلك، برز موقف لرئيس مجلس الوزراء تمّام سلام الذي أبلغ تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” القسم العربي أن “هناك مرشحين رئيسيين لرئاسة الجمهورية لديهم تمثيل شعبي وكتل نيابية وأحزاب وحيثية هم: الدكتور سمير جعجع والجنرال ميشال عون وسليمان بك فرنجية والرئيس أمين الجميّل، وهؤلاء الاربعة يصادف أن اثنين منهم من فريق 8 آذار واثنين من فريق 14 آذار، وأي واحد من هؤلاء يفوز اليوم برئاسة الجمهورية سيؤدي الى انتصار فريق وانكسار فريق، والبلد لا يحتمل إنكساراً أو إنتصاراً، ويتم تداول 6 أو 7 شخصيات محترمة في البلد مؤهلة لرئاسة الجمهورية، فلنذهب الى هناك ونجنّب البلد الغالب والمغلوب والمنتصر والمنكسر. لنذهب الى شخصية حيادية معتدلة تقدر في هذا الزمن العصيب أن تملأ هذا المركز وتعيد الامور الى نصابها”.