IMLebanon

الداخل اللبناني يستعد لما بعد النووي!

political-lebanese

 

 

رأت أوساط سياسية مطلعة على المشهد البانورامي الداخلي إزاء تلقف انعكاسات توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الست في حديث لـ”وكالة الأنباء المركزية” أن الحراك الذي يدور بين “تريو” الوساطات بري- سلام- جنبلاط من اجل ارساء ارضية صالحة لاستيعاب المرحلة الجديدة المقبلة على المنطقة وما تخلفه على الساحة اللبنانية استبق التوقيع ومهد للحالة الجديدة من خلال خلق شبكة أمان داخلية ترتكز الى الحوار والتواصل كاطار وحيد للحل وان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ينشط على هذا المحور بالذات يعد العدة لهيئة حوار وطني ستكون ظروفها مهيأة اذا ما نضجت واختمرت الحوارات الثنائية الدائرة بين “المستقبل” و”حزب الله” من جهة و”القوات اللبنانية” والتيار “الوطني الحر” من جهة ثانية في حين يدفع الحزب في اتجاه حوار بين التيارين البرتقالي والازرق، كما قال علنا الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير.

في المقابل، حرك رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ماكينته الوساطية في اكثر من جهة استنادا الى ما وصفته مصادر قواتية لـ”المركزية” بخريطة طريق لمعالجة الوضعين الحكومي والتشريعي، فزار جعجع السراي الثلاثاء واضعا رئيس الحكومة تمام سلام في أجوائها.

وأضافت المصادر أن ما نقوم به هو اتصالات تهدئة ودعوة واقعية متضمنة نصائح بضرورة النظر الى المصلحة الكبرى والجامعة في استمرار العمل الحكومي، انطلاقا من التجربة التاريخية التي اثبتت ان لا شيء يؤخذ بالقوة بل بالتفاهم ، واذا كانت المطالب محقة فليؤخذ بها، من دون ان يعني ذلك تحديد اي موقف من جانبنا ازاءها.

وتابعت: “بما ان التشريع يبدو بدوره حاجة لكل القوى فلنبدأ من هذه النقطة .واشارت الى ان خريطة الطريق تبدأ من قانون الانتخاب واستعادة الجنسية وتشريع الضرورة لتنشيط المجلس النيابي والحكومة في آن. وقالت ان الرئيس سلام ابلغ جعجع ان لا مانع لديه من السير بما تتفق عليه القوى السياسية وهو يسير بأي اتفاق يحترم المعايير المعروفة”.

من جانبه، وفي ضوء الشرخ السياسي الذي يتوسع عند كل استحقاق بين فريقي التيار الوطني الحر برئاسة العماد عون وكتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس بري، يبدو حزب الله داخلا بقوة على خط اعادة وصل ما انقطع بين المكونين الاذاريين من خلال اتصالات تجري بعيدا من الاضواء لردم الهوة المتحكمة بالعلاقات لا سيما ما يتصل بالملف التشريعي الذي يتخذ التيار الوطني الحر موقفا حاسما ومتشددا ازاءه ويرفض فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي اضافة الى ملفات اخرى متشعبة من بينها موقف بري من الحكومة ورفض التعطيل الذي يمارسه فريق عون الوزاري. ولا يوفر الحزب سبيلا من اجل اعادة ترتيب العلاقات داخل فريق 8 اذار، حتى اذا ما افلح في تحقيق الهدف، يتوج بلقاء رباعي لقيادات هذا الفريق، يتردد في الكواليس ان التحضيرات بدأت له وان اكثر من ملف ملح سيطرح خلاله الى جانب ترتيب البيت الداخلي من بينها توقيع الاتفاق النووي الايراني ومفاعيله على الداخل اللبناني.