IMLebanon

الأسواق الطرابلسيّة «تحيا» من جديد

TripoliMarkets

ناتاشا بيروتي
عادت الحياة الى أسواق طرابلس من جديد، بعد ان تراجعت نسبيا بسبب الاوضاع الامنية المتردية في ظل غياب الدولة.
ها هي «الفيحاء» تستعيد روحها بعد ان كانت ممزقة القلب، مغيبة الدور، متروكة للإهمال المقصود والإفقار المتعمد، معطلة اقتصادياً علماً انها المحطة الواصلة بين بلاد الشام وأوروبا، تمزقها صراعات قبائل التعصب والجاهلية. ها هي «الفيحاء» التي كانت منارة الإشعاع والتقدم، حاضنة الشمال، تستعيد ثقتها بنفسها وتؤكد اصرارها وعزيمتها.
وخلال جولة على الاسواق الطرابلسية رصدت «الديار» تحسناً في الحركة التجارية وازدياداً في العجلة الاقتصادية نظراً للاقبال الملحوظ على الاسواق، الامر الذي له انعكاسات إيجابية على الحركة الاقتصادية بالدرجة الأولى، هنا تنتشر العربات والبسطات المعدة لبيع الكعك والحلويات الشعبية والعصائر، وهناك تفتح المحال التجارية ابوابها امام المتسوقين حتى آذان الفجر لتثبت ان رمضان شهر الخير والبركة حمل معه الكثير من التفاؤل والاستبشار فكان بادرة خير على الموسم السياحي.
وبعد نجاح الخطة الأمنية، كسر ابناء المدينة هاجس الخوف وتحصنوا بإيمانهم وإصرارهم على العيش فاستعادوا عاداتهم بالسهر والتبضع وارتياد المقاهي.
تعتبر مواطنة ان الاسعار متفاوتة في الاسواق، وذلك لاقتراب عيد الفطر، وتقول: التجار يعتبرون ان فترة الاعياد هي الحجر الاساس في عملهم التجاري، حيث يعولون عليها الكثير من اجل تحقيق نسبة عالية من الارباح.
ولمواطنة رأي مغاير، حيث اعتبرت ان اسواق طرابلس تنقسم الى قسمين: منها يتفرد برفع اسعاره، لا سيما في شوارع عزمي و نديم الجسر و قاديشا اما الاسواق الداخلية واسواق الميناء فأسعارها تعدّ مقبولة نسبياً.
} رئيس جمعية تجار
لبنان الشمالي }
من جهته، يشير رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي أسعد الحريري لـ «الديار» الى ان الحركة في الاسواق الطرابلسية تعتمد على الامن والاستقرار كي تخلق حالة من الامان الاجتماعي التي تنعكس حكماً بشكل ايجابي على الحركة العامة في البلد.
وقال: انا متفائل كما معظم التجار بعد ان تم اطلاق مبادرة جامعة من قبل التجار على افتتاح الاسواق ليلاً نهاراً خلال العشر الاواخر من رمضان الامر الذي حقق نسبة تحسّن مقبولة لا بل جيدة».
واوضح الحريري ان الاسعار في طرابلس تنافسية وهذا ما يميزها، لان الاوضاع الاقتصادية في لبنان أوجدت شرخاً كبيراً بين مستويات الدخل للمواطنين، حيث انقسم المجتمع بين أغنياء جداً وفقراء جداً وتلاشت الطبقة المتوسطة الدخل، الا ان الجميع يستطيعون ايجاد ما يريدون في أسواق طرابلس «ام الفقير»، ونحن مصرون على العيش وفق كل الظروف التي نحيا بها لأننا محكومون بالايجابية، خاصة واننا نعيش في منطقة ملتهبة امنياً، يعد لبنان الاكثر امنا بينها ما يبقينا في حال من التفاؤل أن الناس لا زالت تعمل وتحقق مكاسباً مقبولا حتى الان».
اما بالنسبة للحسومات والمبادرات التشجيعية لاستقطاب الزبائن فأعلن الحريري وتجار المدينة عن اطلاق «مبادرة العشر حيث يلفت الحريري الى انه في العشر الأواخر من رمضان تم إغراق السوق بأجود البضائع وافضل الاسعار وحرص الجميع على عدم اقفال محالهم الا مع ساعات الصباح الاولى، الامر الذي خلق حركة ايجابية وسط تدابير امنية تشكر عليها مؤسستي الجيش وقوى الامن الداخلي التي نشرت عناصرها في الاسواق الامر الذي اعطى احساساً بالامان للناس».
} فرص عمل كثيرة }
واشار الى ان هناك فرص عمل كثيرة في الاسواق التجارية لكنها غير كافية لأعداد الشباب الكفوء في الشمال وطرابلس، لذلك ادعو نواب الشمال وطرابلس الى تفعيل المشاريع الكبرى التي ينتظرها الشمال منذ عقود كي يجد الشباب فرصاً للعمل خاصة وانه لا تنقصنا الخبرات التعليمية والتقنية، الشمال حافل بالمشاريع التي تنتظر كي يتم تشغيلها كمطار القليعات والمرفأ ومحطة تكرير النفط في البداوي.
كما دعا الحريري الى منح الشمال وطرابلس تغذية بالتيار الكهربائي 24 ساعة في اليوم كي ترافق الحراك العام وهذا مطلب حق اسوة بمدن لبنانية اخرى، كي لا يبقى التاجر الطرابلسي اسير المواسم ينتج شهرين في السنة ليبقى اشهرا في حال ركود يدفع ثمنه ديوناً وأعباء ضريبية تؤدي الى احجام صغار التجار عن العمل والمبادرة».
وطالب الحكومة والسياسيين «إدخال طرابلس غرفة العناية الفائقة لدراسة حالتها لان الوضع اصبح لا يطاق والناس تتاجر من «لحم الحي» وهم صامدون رغم كل الصعاب، وكفى للسياسيين العمل لمصالحهم الخاصة فقط، آن للناس ان يشعروا بالبحبوحة لأنها أقل حقوقهم، آن الاوان كي تفعّل مرافق المدينة لا حلّ جذري لهذه الأزمة بغير هذه الطريقة».