IMLebanon

الحركة التجارية قبيل الفطر: أقلّ من عادية

برغم من المحاولات التي تبذلها الأسواق التجارية لجذب الناس، وبرغم اقتراب عيد الفطر، وبرغم الزينة التي تعمّ الشوارع، إلاّ أنّ الواقع المرير الذي تعيشه الأسواق التجارية منذ خمس سنوات، لم يتغيّر. فالحركة في الأسواق تكاد تكون عادية، وربما أقلّ من عادية، في الوقت الذي كانت الشوارع في مثل هذه الأيام تشهد زحمة متسوّقين، زحمة يحسب لها ألف وألف حساب.
من الحمراء مروراً بسوق مار الياس وصولاً إلى الضاحية الجنوبية وتحديداً سوق معوّض الكبير، يبحث الناس عن الأسعار الرخيصة ولا يشترون إلاّ الضروري لهم ولأولادهم.
قدرة شرائية ضعيفة
يؤكّد تجار التقتهم «السفير» أنّ «المشكلة تعود إلى القدرة الشرائية لدى الناس التي تشهد تراجعاً أكثر وأكثر سنةً بعد سنة في السنوات الخمس الأخيرة، وهذا عائدٌ بطبيعة الحال للأوضاع الاقتصادية المرهقة وهي بدورها نتيجة محتمة للأزمات السياسية والنكسات الأمنية والوضع السوري المتوتّر».
ويقول سمير حمود (صاحب محل للألبسة في بيروت) لـ «السفير» إن «اصحاب المؤسسات التجارية دفعوا أثماناً باهظة بسبب التوترات الامنية والسياسية بعد العام 2010، فكل ذلك انقلب خوفاً في نفوس المواطنين والسياح الذين لم نعد نراهم سوى نادراً».
في السياق نفسه، يفيد رئيس «جمعية تجار الحمراء» زهير عيتاني «السفير» بأن «الحركة خلال هذه الفترة التي تسبق عيد الفطر في هذا العام تشبه تقريباً العام الماضي، فالحركة خفيفة في الاسواق التجارية ولا توحي بأنّ العيد على الأبواب». ويضيف: «المتسوّقون معظمهم من اللبنانيين، فيما السياح قلائل جداً أكثرهم أردنيون وعراقيون، في غياب شبه تام للزائر الخليجي هذا العام».
أما في سوق معوّض، فالنشاطات متنوّعة، حيث تحاول «جمعية التجار» تحريك عجلة السوق وتشجيع الناس على الشراء، إلاّ أنّ «ذلك لا يعطي النتيجة المرجوّة»، كما يقول رئيس «جمعية تجار سوق معوّض» عصام العبد الله. ويوضح العبدالله لـ «السفير» أن «الحركة الضعيفة ليست فقط في لبنان، بل تنسحب على اقتصادات دول المنطقة بسبب ما يحدث من حروب ومشكلات وتغيّرات». ويفيد بأن «الحركة خلال الأيام الأخيرة التي تسبق حلول عيد الفطر، تحسّنت حوالي 40 في المئة، عن الفترة السابقة»، مستدركاً بالقول إنّ «هذه النسبة ليست كافية أبداً، فنحن كمحال تجارية نعتمد على فترة الأعياد لنبيع ونربح». ويوافق العبد الله عيتاني بالتأكيد على أنّ «معظم المتسوّقين هم من اللبنانيين المقيمين، إضافةً إلى المغتربين الذين يزورون البلاد لبضعة أيام، فيما لا نرى سياحاً». ويضيف: «حتى السياح العراقيين الذين كنا نراهم في الفترات السابقة، لم نعد الآن نراهم، ما يزيد الأوضاع سوءاً وخيبةً». ويوضح أنّ «سوق معوّض لم يشهد إقفالات لمحال تجارية في الاشهر الأخيرة، علماً أنّ ايجارات المحلات قد هبطت بنسبة جيدة، إذ إنّ الطلب عليها تراجع بطبيعة الحال، في ظلّ الوضع السيئ الذي تمرّ به الحركة التجارية منذ خمس سنوات على التوالي، من دون أي إجراءات لإنقاذها أو حتى تحسينها».
الكلمات نفسها يرددها التجار في مار الياس، إذ يمكن القول إنّ نسبة الحركة التجارية متشابهة في معظم أسواق بيروت وضاحيتها، فالأوضاع الاقتصادية والمادية الصعبة ترمي بأثقالها على كلّ الفئات الاجتماعية، العمّال وأصحاب العمل.
يقول محمد (صاحب محل للأحذية في سوق مار الياس) لـ «السفير»: «في كل عيد أو مناسبة نأمل خيراً في أن تتحرّك عجلة الحركة التجارية في السوق، لكنّ الوضع ينوء من سيءٍ إلى أسوأ منذ العام 2011 تقريباً». من جهتها ترى لميا (موظفة في محلّ للألبسة في مار الياس) أنّ «الناس متعبون جداً، ولا مكان في حياتهم للعيد والبهجة، لذلك باتت المناسبات والأعياد تمرّ مرور الكرام، حيث يفكّر الناس بأفضل سبل لتمضية أيام العيد من دون صرف الكثير من الأموال والاكتفاء بشراء ما هو ضروري وأساسي»، مضيفةً: «في السنوات العادية كان عيد الفطر يرفع الحركة التجارية بشكلٍ جنونيّ وكانت القدرة الشرائية تساعد الناس حتى يتسوّقوا براحةٍ أكثر».
باسكال صوما