رأت صحيفة “الأنباء” الكويتية أنّ لبنان في الدرجة الأخيرة من سلم الحلول المرتبطة بالاتفاق النووي، فطريق فيينا مرت في صنعاء، ولم يظهر لها أثر يذكر في بيروت.
“المستقبل” لم يتوقف أمام منطق الربح والخسارة فـي هـذا الاتفاق الاممي، لـكن السـؤال الذي يـطرحه المستقبليون: كـيف ستترجم طهران هذا الاتفاق؟
هل ستنكفئ إلى الداخل لانقاذ اقتصادها المنهار؟
أم ستواصل سياسة تصدير الأزمات إلى دول المنطقة؟
و«الحقيقة المرة» بحسب “قناة المستقبل” ان مفاوضات الاتفاق التي استغرقت سنتين هدرت خلالها إيران الكثير من دماء العرب، بدءا من العراق وسوريا واليمن وليس انتهاء بلبنان.
وقد حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري ترجمة هذا الاتفاق لبنانيا، بتسريع انتخاب رئيس الجمهورية، قابله صمت حزب الله، بينما ذكّر وليد جنبلاط بمئات آلاف القتلى العرب الذين حاكت إيران سجادة الاتفاقية بجثثهم.
وقالت “الأنباء”: “الراهن ان ثمة انقساما واضحا بين السياسيين في بيروت، بين متفائل بانفراج رئاسي قريب وبين قلق حيال ما يمكن ان يكون مختبئا من شياطين التفاصيل والمفاجآت بين سطور اتفاق فيينا النووي، حيث تلاقت التقية الإيرانية العميقة الجذور، بالمصلحة الاميركية ـ الغربية المجردة من القيم، على حد قول مصدر في 14 آذار لـ«الأنباء».
من هنا سيكون الترقب سيد المواقف، خصوصا ان الترجمات الميدانية للاتفاق بدأت تظهر سريعا في أرض اليمن، حيث بدأ الضفدع الحوثي المنفوخ يستعيد حجمه الطبيعي انطلاقا من تراجعاته المتسارعة في عدن.
قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله، توقعت مستجدات توقف عداد جلسات انتخاب رئيس الجمهورية التي بلغت بالأمس، الستة وعشرين جلسة، لم تنتج رئيسا، بقدر ما أنتجت تصريحات بنبرات مختلفة، عما كانت قبل توقيع الاتفاق، خصوصا أن رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، الذي استذكر التاريخ الطويل للعلاقة بين إيران والدول العربية بحلوها ومرها، والجغرافيا المتصلة بين الدول العربية وإيران، والمصالح الحقيقية التي يجب أن تكون مستقرة بين الجانبين.
وكان اللافت أمس، كلام رئيس الحكومة تمام سلام للـ«بي.بي.سي» الذي اعتبر أن وصول احد المرشحين الـحاليين الأربعة لرئاسة الجمهـوريـة، يشكل انتصارا لـفريق وانكسارا لآخر، والمـرشحون المفترضون هم: سمير جعجع وأمين الجميل من 14 آذار والعماد ميشال عون وسليمان فرنجية من 8 آذار، ولم يتطرق سلام الى مرشح اللقاء النيابي الديموقراطي هنري حلو، المحسوب على الوسط، إنما حرص على الدعوة للاتيان برئيس لا يؤدي إلى انتصار او انكسار بل إلى رئيس حيادي معتدل، من بين مجموعة شخصيات ملائمة.
وفي معلومات لـ «الأنباء» أن أي تقدم ملموس لهذه المساعي لم يحصل بعد، فمازال العماد عون مصرا على أحقيته برئاسة الجمهورية، مثيرا مسألة وعد كان طابخو «تسوية الدوحة» التي أوصلت العماد ميشال سليمان الى رئاسة الجمهورية عام 2008، قد قطعوه له، بأن يكون الرئيس التالي، وهو لازال مصرا على تنفيذ الوعد.
ومن دلالات عدم التقدم، عودة التيار العوني الى المواكب السيارة وإطلاق الهتافات والشعارات والمنشورات المطالبة بالتجمعات الشعبية اعتبارا من يوم أمس.