هاجمت صحيفة “كيهان” الرسمية الإيرانية التي تعد الصحيفة الأولى والأكثر انتشارا في إيران، اتفاق فيينا النووي بين إيران ومجموعة 5+1 واعتبرته بمثابة هزيمة وتنازل مطلق عن أهداف المشروع النووي الإيراني، وأنه مخيب للآمال بحسب وصفها.
وعنونت كيهان التي تعبر عن رأي المرشد الإيراني علي خامنئي، والحرس الثوري الإيراني في عددها الصادر الأربعاء، بأن الرواية الإيرانية تختلف 180 درجة عن الرواية الأميركية يشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعت عليه إيران في فيينا.
وقارنت “كيهان” اتفاق فيينا باتفاق جنيف وقالت: “بنود هذا الاتفاق تذكرنا بما تم توقيعه في جنيف الذي وقعت عليه إيران في 24 تشرين الثاني من عام 2013، وعندما حاولت حكومة روحاني أن تروج لاتفاق جنيف الذي وقعته إيران مع مجموعة 5+1 في جنيف سويسرا حيث كان يعتبر بمثابة الهزيمة والتنازل المطلق عن أهداف المشروع النووي الإيراني الذي قاومت إيران من أجله عشرات السنين في وجه الاستعمار الغربي على حد تعبيرها”
وأضافت الصحيفة، “نشرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانا مختصرا عن طبيعة اتفاق جنيف النووي على موقعها الرسمي، ولكن إذا ما نظرنا للواقع وإلى نص الاتفاق الحقيقي الذي وقعت عليه إيران في فيينا يعد مغايرا للحقيقة والواقع؛ حيث يقول بيان الخارجية الإيرانية بأن في لحظة توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 سوف ترفع العقوبات المفروضة على إيران من قبل مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، ولكن بنود الاتفاق الأصلي تنص على رفع العقوبات بشكل تدريجي عن إيران، وهذا خلافا لتوقعاتنا جميعا وخلافا لما ذكرته الخارجية الإيرانية في منشورها الرسمي”.
وقالت صحيفة “كيهان”، إن “الملف النووي الإيراني سوف يبقى لمدة 10 سنوات القادمة في مجلس الأمن، وفقا لنص الاتفاق الموقع بين إيران ومجموعة 5+1 بفيينا، وهذا يخالف بيان الخارجية الإيرانية الذي اعتبر أن ملف إيران يخرج من مجلس الأمن في حال توقيع إيران على الاتفاق النووي عن اتفاق فيينا.
وأوضحت الصحيفة الإيرانية، أن بيان الخارجية الإيرانية المختصر عن اتفاق فيينا النووي يعتبر متناقضا لنص الاتفاق الأصلي، حيث ينص الاتفاق الأصلي على أنه يتم إيقاف تخصيب اليورانيوم بمحطة فردو النووية بشكل كامل لمدة 15عام، ولكن بيان الخارجية الإيرانية لم يذكر ذلك.
ووصفت كيهان، البند الذي يسمح بتفتيش المنشآت والقواعد العسكرية الإيرانية بالفضيحة وقالت: “اتفاق جنيف النووي فتح الطريق أمام وكالة الطاقة الذرية لتفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية السرية، وهذا يعتبر بداية الخلاف في وجهات النظر بين إيران ومجموعة 5+1 حول اتفاق فيينا النووي”.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن اتفاق جنيف يفتح بوادر الخلاف بين حكومة روحاني والتيار الإصلاحي الإيراني بشكل عام، والتيار الأصولي والمتشدد المتمثل بالمرشد والحرس الثوري في إيران، وهجوم صحيفة كيهان المملوكة لخامنئي لهذا الاتفاق يعتبر رسالة واضحة لحكومة روحاني بأنه في حال شعر الحرس الثوري الإيراني بالمساس بمؤسساته العسكرية والأمنية و نفوذه في إيران يرفض أقل تقدير البنود المتعلقة بتفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اتفاق جنيف النووي.