كشفت وزارة المالية والاقتصاد المغربية، الأربعاء، أن إسبانيا باتت أكبر شريك تجاري للبلاد، متجاوزة بذلك فرنسا، فيما أفادت أن السائحين الإسبان هم ثاني أكبر الجنسيات زيارة للبلاد.
وقالت الوزارة في تقرير لها، إن المبادلات التجارية بين البلدين بلغت نحو 95.6 مليار درهم، (9.71 مليار دولار) خلال 2014، بارتفاع بنحو 10 بالمئة مقارنة مع 2013 .
وبين التقرير أنه تشكل المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا نحو 16.3 بالمئة من حجم المبادلات التجارية للبلاد مع الخارج، حيث شهدت المبادلات التجارية بين البلدين ارتفاعا بـ11 بالمئة كمعدل سنوي في الفترة ما بين 2004 و2014.
من جهة أخرى، أفاد التقرير أن اسبانيا أصبحت أول شريك تجاري للبلاد خلال 2014، متفوقة على فرنسا التي تمثل 15.8 بالمئة من إجمالي المبادلات المغربية مع الخارج، كاشفة أن هناك نحو 800 شركة إسبانية تعمل بالبلاد، فضلا عن تواجد جالية إسبانية مهمة.
وبلغ عد السياح الإسبان الذين زاروا المغرب خلال 2014 نحو 2.1 مليون سائحا، فيما يشكل المغرب أول وجهة للسياحة الإسبانية خارج أوروبا .
وتبلغ الاستثمارات المباشرة الاسبانية بالمغرب 1.4 مليار درهم (142 مليون دولار) بارتفاع بنحو 11 بالمئة خلال 2014، مقارنة مع 2013، حيث تحتل إسبانيا المرتبة السابعة في لائحة الدول الأكثر استثمارا بالمغرب، بعد كل من فرنسا والإمارات والسعودية والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وسويسرا.
واجتمع في خامس يونيو/حزيران بمدريد، رئيسا حكومتي البلدين ماريانو راخوي وعبدالإله بنكيران مؤكدين تحالفهما الاستراتيجي على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني.
وأكد بنكيران خلال هذا الاجتماع أن البلدين “بدآ الطريق نحو مستقبل واعد، وتوطيد علاقات ثنائية جيدة بغية جعلها نموذجا يحتذى به”، ويلخص هذا التصريح اللحظة الجيدة التي تمر بها العلاقات بين البلدين.
وذكرت صحيفة “إل باييس” الإسبانية بأن الاجتماع من مستوى عال تدارس، أيضا، إمكانية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، مشيرة إلى أنه في سنة 2014، أزيد من 17 ألف مقاولة إسبانية صدرت منتجاتها إلى المملكة، فيما اختارت نحو 1000 مقاولة أخرى الاستقرار بهذا البلد بحثا عن فرص جديدة في ظرفية تتميز بالأزمة الاقتصادية.
وسجلت الصحيفة اليومية أنه بالموازاة مع هذا الاجتماع من مستوى عال، تعهد ممثلو أرباب العمل بالمغرب وإسبانيا في بيان مشترك بإعطاء دفعة للجنة المقاولاتية المشتركة لتعزيز التعاون المتبادل بغية غزو أسواق أخرى، مستشهدة برئيس الاتحاد الإسباني لمنظمات أرباب العمل، خوان روسيل، الذي أبرز “النضج والاستقرار الذي يعرفه المغرب”.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المغرب يقدم للمقاولات الإسبانية فرصا للتطور والتوسع الدولي، وهي حقيقة اعترف بها رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي، الذي أشاد بدينامية الإصلاح والانفتاح والتقدم الذي تعرفه المملكة.
وبحسب الصحيفة فإن إسبانيا عازمة على مرافقة مسلسل الإصلاح والتقدم الذي انطلق في المغرب، مضيفة أن هذا البلد الايبيري وضع خطا للتمويل بقيمة 400 مليون أورو رهن إشارة المقاولات الإسبانية الراغبة في الاستثمار بالمغرب وبلدان إفريقية أخرى.