أصبحت الساحة التكنولوجية في بيروت حديث وسائل الإعلام العالمية في الآونة الأخيرة، حيث أطلقت (سي إن إن -CNN ) عليها “وادي سليكون الشرق الأوسط” وهو لقب مكان تجمع أكبر الشركات التكنولوجية العملاقة في العالم، فقد تحسنت الساحة اللبنانية التكنولوجية لتصبح مشهورة وذات شعبية واضحة. ومن بين أسباب ذلك: إطلاق عدد من الصناديق التمويلية المتنوعة والتي سوف تعود بأكثر من 100 مليون دولار من الاستثمارات على اقتصاد لبنان للشركات الناشئة خلال السنوات الـ5 المقبلة، بالاضافة إلى الجهود الجارية لبنك (لبنان المركزي) لتقليل المخاطرة في الاستثمار بالشركات الناشئة.
ولكن الآن هناك 3 شركات جديدة يتم تأسيسها، وتهدف على وجه التحديد إلى تعزيز الشركات التكنولوجية الناشئة؛ اثنتان من هذه الشركات تختص بتسريع الاعمال، أما الثالثة فسوف تستثمر وترعى الشركات الأكثر نضوجاً. وفي مدينة يبلغ تعدادها السكاني 2.2 مليون نسمة، يتساءل البعض: هل هذه فقاعة؟ وإذا كانت كذلك، متى ستنفجر؟
يقول عمر شطح، مدير برامج التسريع الدولية في (المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي- UK Lebanon Tech Hub ): “إن القيمة الكلية أكبر من مجموع أجزائها. نحن نعتقد بأن هناك قيد التحضير ما يكفي لكل هذه المبادرات”. كما أنه يعتبر المركز الجديد على أنه “لاحق لمسرع الأعمال”، حيث إنه يتحضر لتبني الشركات الناشئة التي لربما كانت قد تخرجت من برامج أخرى، وأن يمضي معهم 3 أشهر، قبل اختيار الشركات الأفضل منهم من أجل إحضارها إلى لندن لتلتحق ببرنامج التدويل، والذي يستمر لـ10 أشهر، حيث يقول: “نحن نرسلهم إلى لندن، حيث سيتم مطابقتهم مع المجموعات والموجهين المختصين”.
الشركتان الجديدتان الأخريان؛ شركة (سبيد– Speed) و( فلات6لابس– Flat6Labs) هما مسرعتان بالمعنى التقليدي للكلمة. إن فرع بيروت هذا سيكون المسرع الـ4 الذي تأسسه شركة (فلات6لابس) في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى القاهرة وأبوظبي والرياض، وحتى الآن، فقد عملت مع 68 شركة في هذه المدن مجتمعة.
يقول رامز محمد، المدير التنفيذي لشركة (فلات6لابس): “هناك عدة تحديات رئيسية في مجال التكنولوجيا في هذه المنطقة، حيث إنها بالضبط ذاتها تقريباً في كل دولة وهي: نقص رأس المال، والمنظومات التي لاتزال قيد التطوير، وقلة المستثمرين والموجهين، والقليل من قصص النجاح”. وعلى غرار (المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي)، تهدف (فلات6لابس) إلى استقدام أفضل الشركات الناشئة من لبنان ومساعدتها في الانتقال إلى السوق الأجنبية، وهدفها هو الخليج.
يقول محمد: “إن السوق في الشرق الأوسط مختلف تماماً. لربما نحن نتشارك اللغة، ونفهم بعضنا بعضاً ولدينا تاريخ مشترك، إلا أن افتتاح رائد أعمال مصري أو لبناني متجراً في دبي لايزال أمراً صعباً للغاية. وهنا يأتي دورنا”. ومع خططها الإقليمية وبرامج التسريع الـ4 للتوسع المستقبلي، تأمل الشركة بأن تسهّل تكرار فكرة مصرية جيدة في الامارات العربية المتحدة أو السعودية أو الأردن.
إن السوق المجزأة في الشرق الأوسط هي المشكلة الواضحة. وبالطبع، تشمل بعض العقبات بالنسبة لقطاع التكنولوجيا في لبنان: الإنترنت البطيء، ونقص التمويل، أو نقص التوجيه. لكن جميع هذه القضايا يمكن معالجتها، ولكن العقبة الأكبر بالنسبة للشركات الناشئة هي أن الأسواق المحلية في الشرق الأوسط مجزأة جداً. فمن أجل أن يعطي الاستثمار نتائج إيجابية، يجب على الشركة الناشئة أن تنجح في كل واحدة من هذه الأسواق، أو أن يتم شراؤها من قبل شركة دولية، كما حصل مع (شهيّة– Shahiya) وهو موقع إلكتروني لبناني لوصفات الطعام، حيث تم شراؤه مقابل 13.5 مليون دولار في عام 2014.