بالتزامن مع عيد الفطر، ستغرق قرى وبلدات جبل لبنان والعاصمة بيروت والضواحي بالنفايات المنزلية الصلبة. الطريق الى مطمر عين درافيل مقفلة بالأتربة، والناشطون أعدّوا العدة وجهّزوا الخيم، فيما تقول البلديات إنها ستعتصم لثلاثة أيام فقط. ومن المتوقع أن يصدر موقف اليوم عن النائب وليد جنبلاط حول الموضوع
قبل يوم من الدعوة التي وجهتها حملة إقفال مطمر الناعمة وحملة كفى نفايات، للتوجه صباح يوم الجمعة 17/7/2015 إلى مدخل “مطمر الموت” لإقفاله بشكل نهائي ودائم، بدأت القوى السياسية في قرى غرب عاليه تدرس سقف هذا التحرك، الذي من المتوقع أن يحوّل حاويات النفايات في بيروت وجبل لبنان الى مرتع لأكوام ضخمة من النفايات بالتزامن مع حلول عيد الفطر.
وفي وقت سعى فيه وزير الزراعة أكرم شهيب الى إقناع المعتصمين بتأجيل تحركهم الى يوم الاثنين المقبل تفادياً لتنغيص فرحة العيد على اللبنانيين، أصرّ المجتمع المحلي على موقفه بإقفال المطمر يوم الجمعة، وذلك لتعذر حصول إجماع على تأجيل موعد الاعتصام، والرفض القاطع من قبل البلديات والجمعيات الاهلية للخطة التي طرحها وزير البيئة محمد المشنوق، وتقضي بتمديد العمل بالمطمر لفترة انتقالية تمتد حتى أواخر كانون الثاني ٢٠١٦، على أن يستقبل المطمر ٦٠٠ طن من النفايات يومياً بدلاً من استقباله ٣٠٠٠ طن.
“لا داعي لتحفيز الناس على المشاركة في الاعتصام”، يقول رئيس رابطة أبناء الحكمة وليد الشعار. “الروائح الكريهة التي انتشرت بشكل واسع هذا الاسبوع وصلت أمس إلى عرمون والشويفات وعين عنوب، وهي أكبر محفز لحسم الناس خياراتهم بالمشاركة في هذا الاعتصام الذي يجمع الداعين اليه على رفضهم أي تفاوض على مسألة فتح الطريق، قبل إعلان الحكومة أن مطمر الناعمة ــ عين درافيل قد أقفل بشكل نهائي، ولن يستقبل أي شاحنة نفايات بعد اليوم.
أجود العياش، الناشط في حملة إقفال مطمر الناعمة ــ عين درافيل أكد في اتصال مع “الأخبار” أن مواكب المعتصمين ستنطلق غداً الجمعة من القرى المحيطة بالمطمر عند الساعة التاسعة صباحاً، على أن يتم التجمع أمام مدخل المطمر عند الساعة العاشرة صباحاً، حيث سيتم إغلاق الطريق ونصب الخيم والاعلان أن مطمر الناعمة ــ عين درافيل مغلق بشكل نهائي لا عودة عنه. ولفت العياش الى أن المشاركة هذه المرة ستكون كثيفة جداً، مؤكداً أن اكثر من ٦٠ شاباً وشابة من بلدة بعورته سيشاركون في الاعتصام المفتوح. ولفت العياش الى أن حملة إقفال مطمر الناعمة ــ عين درافيل لا تأخذ أوامرها من أحد، وهي ليست على تنسيق مع حملة “كفى نفايات” التي تشارك فيها البلديات والقوى السياسية، وبالتالي سيكون هناك تجمعان منفصلان في الناعمة، الاول ثابت لا يتزحزح تقيمه حملة إقفال مطمر الناعمة، أما الاعتصام الثاني فلا نعرف كيف سيبدأ ومتى سينتهي وبأوامر من؟
بالعودة الى المرحلة الانتقالية التي تطرحها وزارة البيئة تحت عنوان “الخطة الوطنية للنفايات الصلبة المرحلة الانتقالية: من 18 تموز 2015 ــ 31 كانون الثاني 2016”، يتبين أن الوزارة تراهن على نجاح المناقصات خلال ستة أشهر في المناطق الخدماتية، وبالتالي انطلاق عملها، خصوصاً في جبل لبنان الجنوبي والشمالي، لكن هذه الخطة لا تلحظ أن مناقصة بيروت والضاحيتين لا تزال تراوح عند النقطة الصفر. وبالتالي فإن الطلب من مجلس الانماء والاعمار إطلاق مناقصة ثالثة لمنطقة بيروت وضواحيها ونجاح هذه المناقصة وفضّ عروضها والتلزيم والتجهيز وانطلاق الاعمال، تحتاج الى مهلة تمتد لأكثر من ستة أشهر، وإن أي مرحلة انتقالية سواء ارتكزت على طمر النفايات في مطمر الناعمة ــ عين درافيل أو أي منطقة اخرى، يجب أن تراعي أن ١٨٠٠ طن يومياً من النفايات ناتجة من بيروت والضواحي سوف تحتاج الى ما لا يقل عن تسعة اشهر كمرحلة انتقالية قبل انطلاق العمل في المواقع الجديدة.
رئيس بلدية عبيه ــ عين درافيل غسان حمزة أكد لصحيفة ”الأخبار” أن قرار بلديات المنطقة يقضي بالاعتصام لمدة ثلاثة ايام تبدأ يوم الجمعة وتنتهي يوم الاحد، وأنه على ضوء نتائج هذا الاعتصام والقرار الذي ستتخذه الحكومة بداية الاسبوع سوف يتقرر مصير الاعتصام. ولفت حمزة الى أن البلديات ترفض رفضاً قاطعاً اقتراح الوزير محمد المشنوق بطمر ٦٠٠ طن من النفايات يومياً في مطمر الناعمة ــ عين درافيل، لعدة أسباب، أبرزها أن هذا الاقتراح يمكن أن يستمر لما بعد المرحلة الانتقالية، وأن يتخذ قرار بتحويل مطمر الناعمة الى موقع دائم للمنطقة الخدماتية التي تضم الشوف وعاليه وبعبدا ما عدا الضواحي، ضمن المناقصات الجديدة، وما يستتبع ذلك من تسليم المطمر للمتعهد الجديد وتمديد عمله لفترة إضافية تمتد لعشر سنوات أو أكثر، وهو أمر مرفوض من قبلنا. وشكك حمزة في قبول البلديات التي توجد فيها مكبات عشوائية مثل برج حمود وحبالين وسرار وزحلة وغيرها أن تستقبل النفايات التي تطمر حالياً في الناعمة، مشيراً الى أن أخطر ما في المرحلة الانتقالية انها لم تذكر أي بند يتعلق بالمعالجة، ما يعني ان معمل المعالجة في منطقة برج حمود ستبقى قدرته الاستيعابية ٣٠٠ طن، وان النفايات ستبقى تغلف وتنقل وتدفن كما هي الى أجل غير مسمى.
واصدر اللقاء الديمقراطي بيانا أعلن فيه أما ان موعد ١٧ تموز هو الموعد النهائي لإقفال المطمر وأي تمديد لن يُقبل وما سينتج عن ذلك لا تتحمله المنطقة وأهلها بل سياسة التسويف وعدم الحسم التي إعتمدت في الأشهر الماضية. من هذا المنطلق، فإننا نعلن أن منطقة الشوف والإقليم وعاليه قد تحملت قسطها من العبء والمسؤولية منذ العام ١٩٩٨ وهي لن تكون بعد اليوم مكباً للنفايات ولا ساحة للحسابات المالية والسمسرات التي تقوم بها الشركات وخاصة تلك التي تقدمت بعروضها في اللحظة الأخيرة والتي لا نقبل أن تكون المنطقة ساحة لحساباتها الخاصة.
وذكرت “الأخبار” ان وزير البيئة محمد المشنوق سوف يلتقي بالنائب وليد جنبلاط اليوم، وليس معلوماً بعد الموقف الذي سيتخذه جنبلاط بناءاً على هذا اللقاء.
تجدر الاشارة الى أنه في حال تمرير التمديد المقترح لطمر النفايات في مطمر الناعمة ــ عين درافيل فسيكون هذا التمديد هو السابع لمطمر دفن فيه ما يقارب ١٨ مليون طن من النفايات. لكن السؤال الاهم أين سيتم تجهيز الخلية الجديدة التي ستستوعب نفايات المرحلة الانتقالية؟ هل ستكون لجهة بلدة الناعمة حيث طبيعة الارض الصخرية تحتم القيام بأعمال حفر وتجهيز تمتد لشهرين كحد أدنى؟ وماذا عن جاهزية شركة سكومي للقيام بأعمال الطمر، خصوصاً لجهة المعدات والبنية التحتية من أنابيب وأغلفة وغيرها، خصوصاً أن الشركة أبلغت الادارة الممثلة بمجلس الانماء والاعمار، منذ أكثر من عام، أن القدرة الاستيعابية للمطمر قد استنفدت، وأن أعمال سالتوسعة تحتاج إلى شراء أراض وتجهيزات، وأن المتعهد يحتاج الى ستة أشهر كحد أدنى لإتمام تجهيز خلية جديدة للطمر!