لفت مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان الى التأزّم السياسي الشديد والمتفاقم وسط غياب المؤسسات الدستورية أو تعطلها، مشيرًا الى أنّ البعض يحمّل المسلمين مسؤولية الظلم اللاحق به ويصرّ على اتهامهم بالتطرف والداعشية”. وقال: “قد اعتدنا من أجل تجنب الاثارة على تجهيل الفاعل حتى لا يشعر أحد انه مقصود أو مستهدف. إنّ التأزّم الحاصل مصطنع في معظمه من أجل الضغط والاخضاع وصرف الانتباه واستثارة الضغائن وعلينا جميعا التحلي بالصبر والنظر دائما الى الثقة بالوطن”.
كلام دريان جاء في خطبة عيد الفطر من مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، حيث أكّد أنّ “رئيس الحكومة تمام سلام تحمّل ما لا يمكن أن تتحمله الجبال ونحن معه ونسانده للاستمرار في عمل الحكومة، وندعم مواقفه الداعية الى الحفاظ على ما تبقى من شرعية في مؤسسات دولتنا”.
ورأى مفتي الجمهورية أنّ الخطاب العالي لا يؤدي الا لمزيد من الالام، وقال: “أدعو الاخوة المتعبين والمستنزفين الى القدر الاقصى من الانضباط”، مضيفًا: “تعالوا أيها اللبنانيون الى الكلمة السواء الى كلمة الشعب الواحد والوطن الواحد والارض الواحدة وتعالوا نعود جميعا الى نهج التعقل والمصلحة الوطنية والى الحفاظ على مصالح الوطن والمواطنين من خلال الاستمرار في عمل الحكومة والقيام بواجباتها الدستورية”.
دريان تابع: “على مجتمعاتنا العربية مواجهة التطرف في الدين والحروب الداخلية المدمرة والسياسات الدولية مهما كلف ذلك، جماعتنا قادرة على المبادرة وعلى صنع السلم والامن للنفس للشركاء ولا ينبغي علينا التصرف كأقلية خائفة، نحن شعب واحد جمعنا الوطن والعيش المشترك والدولة الواحدة والثقافة الواحدة وارادة البقاء معا في الحاضر والمستقبل. نحن المسلمون لا نريد أن نخاف ولا أن نخيف ولا نرى داعيًا للاحساس بالظلم، فنحن أول من قاتل التطرّف في الدين والسياسة وسنظل على ايماننا بالاعتدال الديني والوطني والانساني ونحن على قناعة تامة أن الذين يعطلون المؤسسات هم الظالمون وليسوا المظلومين ونحن على يقين إنهم هم الخاسرون”.