كتبت ألين فرح في “النهار”: إذا كانت مطالب العماد ميشال عون، التي دفعت مناصريه للنزول الى الشارع، سرقت الأضواء من كل ملف آخر وأجّلت جلسة الحكومة لأسبوعين، اضافة الى كل الملفات الأخرى، في انتظار تسوية ما لما بعد عطلة عيد الفطر، فإن الانتخابات الداخلية لـ”التيار” ما زالت على النار وتسير وفق البرنامج الزمني الذي وضعه عون ومدته 9 أشهر قابلة للتمديد 3 أشهر فقط، وعممه على نواب “التيار الوطني الحر” ووزرائه، المنسق العام، الأمين العام، الأمانة العامة، منسقي اللجان المركزية، ومنسقي الاقضية وأمناء السر فيها، وخصوصاً ان العماد عون يرى في انتخابات التيار الداخلية أهمية على غرار القضايا الوطنية ويوليها متابعة خاصة. مما يعني أن لا تأجيل لانتخابات حزبية طالما انتظرها العونيون وعبّروا عن توقهم الى تحويل التيار مؤسسة وتعزيز العمل الحزبي.
اذاً، وفق الأجواء العونية، يتجه “التيار الوطني الحر” بوتيرة متدرجة وتصاعدية نحو الانتخابات الداخلية. فالتحضيرات تتواصل، اذ بدأت كل الماكينات الانتخابية العمل على الأرض ومع القواعد، وتوالت اللقاءات مع الكوادر ومنسقي المناطق، وخصوصاً ان التعليمات التطبيقية والوصف الوظيفي للنظام وزعت الأسبوع الفائت. كما ان الحملات الانتخابية تسير بوتيرة سريعة، لكن بصمت ومن دون اعلان ترشيح علني الى الآن.
وفي هذا الصدد، علمت “النهار” ان الانتخابات على رئاسة الحزب ستنحصر بين مرشحين هما الوزير جبران باسيل والنائب ألان عون. وان القاعدة العونية تنقسم بينهما، علماً ان هذا الانقسام لا يؤثر على تحركات العونيين ونضالهم، وثمة فصل تام بين الانتخابات الداخلية والقضايا الوطنية، والدليل ما شهدناه من وحدة في تحركاتهم في الشارع الاسبوع الفائت.
عملياً، يمكن الجزم ان العونيين بدأوا تدريجاً الدخول في دينامية الانتخابات، ومن المتوقع أن ترتفع وتيرتها مع الوقت، وتحديداً مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في 20 أيلول.
وهكذا أصبحت أجواء التيار اليوم تضجّ بنقاشات داخلية عن المعركة الانتخابية والحزبية في مرحلة أولى على الرئاسة، علماً ان العين على المراحل الأخرى وفق الجدول الزمني المحدد. فالحماسة الانتخابية واضحة، ومناصرو التيار متحمسون لهذه الخطوة، وخصوصاً أنهم ينتظرون منذ مدة الانتخابات الداخلية الحزبية ومتحمسون تحديداً الى معركة الرئاسة، وهم المعروفون بشغفهم بالمعارك الانتخابية وحرموا منها مرتين نتيجة التمديد لمجلس النواب.
وفق التعليمات التطبيقية التي وزعت، فإن باب الترشيح للرئاسة سيفتح قبل شهر من موعدها، أي في 20 آب ويقفل قبل أسبوع من تاريخ إجرائها، وتسحب الترشيحات قبل 15 يوماً من اجراء الانتخابات. وستشهد المعركة مناظرة مباشرة بين المرشحين، وفقاً للآلية التطبيقية التي وزعت، في حضور أركان التيار، وسيطرح كل مرشح برنامجه الانتخابي ونظرته للحزب في المرحلة المقبلة.
أما بالنسبة الى المرشحين باسيل وعون، فتؤكد المصادر العونية ان المعركة بين الاثنين متكافئة، وستكون بين نموذجين مختلفين في الآراء والأداء السياسي والحزبي. كما ان لكل منهما نظرته المختلفة بالنسبة الى النظام الداخلي للتيار. فعون يؤيد النظام القائم على مبدأ الشراكة في القيادة المنصوص عنها في النظام الداخلي الاساسي الذي أرسل الى وزارة الداخلية، أما باسيل فهو داعم للتعديلات الأخيرة الى أرسلت الى الداخلية والتي ردّتها “الداخلية”، وترتكز على سلطة رئيس وقيادة استشارية وغير مقررة.
من ناحية ثانية، يشدد مصدر معني بالانتخابات على حرص العماد ميشال عون على أن تسود المعركة الروح الديموقراطية وروح التنافس الحزبي الايجابي، لأنها ستكون تجربة نوعية وفريدة من نوعها مقارنة بالتجارب الحزبية، وتعطي انطباعاً ان ما يطالب به التيار على المستوى العام من ديموقراطية وشراكة في العمل يطلبه على المستوى الحزبي الداخلي ويحققه.
ويؤكد المصدر عينه انه على رغم القول إن العماد عون يدعم باسيل في المعركة وعمل له وأوصله الى ما هو عليه الآن، لكنه في الظاهر سيكون على الحياد، اذ ان المرشحين هما من التيار ومن المناضلين الأساسيين.
وتجزم المصادر بأن لا انقسامات في التيار بعد الانتخابات ومن يربح سيهنئه الباقون وسيساندونه. فالمعركة ستكون حزبية راقية وديموقراطية بامتياز، اذ ان جميع العونيين يلتقون في النهاية على مبادئ التيار والجميع مكانهم محفوظ في التيار ولدى العماد عون، كما برهنت تجربة التيار في محطاته المختلفة منذ نشأته الى اليوم.