عشيّة دخول البلاد عطلة العيد غابَت حركة الإتصالات على أكثر من مستوى، ولا سيّما منها تلك التي تتناول الملفّ الحكومي، تحضيراً لجلسة مجلس الوزراء المقرّرة الخميس المقبل والمخصّصة للبحث في آليّة العمل الحكومي في ضوء الملاحظات التي رافقَت تعطيل الجلسة السابقة والتي أصَرّ عليها وزراء “التيار الوطني الحر” وتيّار “المردة” و”الطاشناق” و”حزب الله”.
وكشفَت مصادر وزارية مطّلعة لـ”الجمهورية” أنّ حركة المشاورات لم تفضِ بعد إلى أيّ سيناريو محتمل للجلسة، وسط استمرار المواقف على حالها واستعدادات شبّان “التيار الوطني الحر” للنزول إلى الشوارع في أيّ لحظة وفي أيّ منطقة، على رغم فشَل هذا الأسلوب وما ترتّبَ عليه مِن التردّدات السلبية، خصوصاً عند التعرّض للعسكريين في وسط بيروت أثناء انعقاد الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، ورفض حلفائه مشاركتَه التحرّك على الأرض.
وكشفَت مصادر قيادية لـ”الجمهورية” أن لا مبادرات ولا مشاورات جدّية تحصل في الأروقة السياسية لاجتراح حلول قبل جلسة الخميس المقبل. وذهبَت المصادر إلى حدّ استبعاد تسويق أيّ حلّ قبل هذه الجلسة، مشيرةً إلى أنّ سيناريو الجلسة لن يختلف عن سابقتَيها باستثناء خفضِ سقفِ التوتّر وحدّة التخاطب.
وقالت: “لا أحد يملك تصَوّراً لِما ستؤول إليه الأحداث باستثناء تأكيد رئيس الحكومة تمام سلام أنّه لن يقوّضَ عمل الحكومة ولن يرضَخ للتعطيل وسيُصرّ على مناقشة جدول الأعمال، وإذا لم يحصل هذا الأمر في جلسة الخميس كونها مخصّصة في جزء كبير منها لمقاربة عمل الحكومة فإنّ الجلسة التي ستليها ستكون حتماً لجدول الأعمال”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “السفير” ان الدكتور سمير جعجع طرح افكاراً تتعلق بكيفية ممارسة الوزراء لصلاحيات رئيس الجمهورية في ظل استمرار الشغور الرئاسي، لا سيما توقيع المراسيم، وانه ارتأى ضرورة توقيع كل الوزراء على المراسيم لضمان الميثاقية في التوقيع وفي الممارسة، لا سيما مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب.
وذكرت مصادر وزارية أن موضوع توقيع المراسيم مختلف عن آلية عمل الحكومة في اتخاذ القرارات، وانه يمكن ان يتخذ القرار في الحكومة بأكثرية المكونات الاساسية فيها اذا لم يحصل التوافق في المقام الاول، وليس بالضرورة الإجماع.
وأشارت الى ان الرئيس سلام مع كل ما يتم التوافق عليه في مجلس الوزراء، وقالت لـ”السفير” إن هذه الأفكار ستكون محور نقاش في الجلسة الحكومية المقررة بعد عطلة عيد الفطر الى جانب الأفكار والمقترحات التي يعمل عليها ايضاً “حزب الله” والوزير وائل ابو فاعور بطلب من النائب وليد جنبلاط وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري.
واشارت المصادر الى ان جعجع دخل على خط معالجة مسألة الميثاقية وتوفير حقوق المسيحيين، وأن كل المقترحات هي موضع تداول بين مكوّنات الحكومة، وان التنسيق قائم بين أطراف فريقي ٨ و١٤ آذار، من اجل الوصول الى حل يسبق جلسة الحكومة، من أجل تأمين انعقادها في اجواء هادئة.
من جهتها، كتبت “النهار” أنه مع بداية عيد الفطر اليوم تخمد محركات التحركات والاتصالات السياسية حتى بداية الأسبوع المقبل حيث من المنتظر أن تتكثف دورة المساعي الجارية من أجل تمرير جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل في أجواء مغايرة للجلستين العاصفتين السابقتين.
واذا كان معلوماً أن هذه المساعي تتركز على اعادة البحث في صيغة توافقية لآلية عمل مجلس الوزراء المدرجة بتعهد من رئيس الوزراء تمام سلام في مقدم بنود جدول الاعمال، فإن كارثة النفايات التي ستنفجر ابتداء من اليوم مع اقفال اهالي الناعمة والبلدات المحيطة بها مطمر الناعمة ستضحي بنداً طارئا يملي على الحكومة مواجهته بما يرجح معه عدم اقتصار الجلسة المقبلة على موضوع الآلية الحكومية وحدها.
وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن الرئيس سلام أبلغ من يعنيهم الامر أنه ماض قدما في العمل الحكومي الذي سيعاود الخميس المقبل.
على صعيد متصل، قللت مصادر نيابية بارزة الآمال المعقودة على مبادرات يقوم بها هذا الفريق أو ذاك لحل المعضلات الداخلية المطروحة، لكنها لفتت الى ان اختراقاً داخلياً تحقق من خلال مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب الذي جمع حتى الآن 13 توقيعاً بعد انضمام وزيريّ “حزب الله” حسين الحاج حسن ومحمد فنيش ووزير السياحة ميشال فرعون الى الموقّعين. وتحدثت عن حوار قائم مع “القوات اللبنانية” لمقاربة العمل النيابي.
وفي معلومات حصلت عليها “الديار” عن فحوى النقاشات بين جعجع وسلام حيث اكد الحكيم على ضرورة توقيع الـ 24 وزيرا على مرسوم فتح دورة استثنائية وان يتضمن المرسوم قانوني استعادة الجنسية والانتخابات، كما طرح الدكتور جعجع آلية عمل الحكومة والتأكيد على عدم تجاوز اي مكون سياسي في غياب رئيس الجمهورية والحفاظ على الميثاقية في جلسات الحكومة.
وفي المعلومات، ان طرح جعجع يؤكد على الرؤية الموحدة للنقاط المشتركة مع التيار الوطني والتي يجب التمسك بها من قبل المسيحيين، وهذا ما تقوم به القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لانه رغم الاصطفاف السياسي الحاد في الفترة الاخيرة، وتحديداً بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل فان الدكتور جعجع بقي على مواقفه لجهة تعزيز الحوار مع التيار الوطني الحر ورغم كل ما جرى لم يؤثر على العلاقة بين الطرفين اللذين بدآ بطرح المسائل الميثاقية والدستورية التي تهم المسيحيين وهذا اكبر من عقدتي الحكومة والمجلس.
وفي المعلومات ايضا ان التعاون بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية شكل ارباكاً للجميع لانه خارج الاصطفافات والمسيحيون جادون بالبحث عن نقاطهم المشتركة وهذا ما يشكل قوة لهم ولموقفهم الشعبي.
على صعيد آخر، علم ان الرئيس سلام ابلغ الدكتور جعجع انه ليس لديه اي مشكلة في اعتماد اي صيغة لالية العمل شرط موافقة جميع المكونات عليها، وان تكون اي آلية معتمدة منبثقة من روح الميثاقية.