IMLebanon

هل تستطيع روسيا إزاحة الصين من أفريقيا؟

china-and-russia-flag
آنا كوتشما

تزيد روسيا من حجم التعاون مع الدول الافريقية، برغم عمل الشركات الصينية بنشاط في هذه القارة. يشمل التنافس بين اللاعبين الروس والصينيين جميع المجالات الرئيسة: التعدين وتوليد الطاقة الكهربائية وفي مجال النفط والغاز.

تعتزم روسيا زيادة حجم التعاون مع الدول الافريقية، أكد على ذلك نائب وزير الصناعة والتجارة في روسيا غيورغي كالامانوف خلال منتدى الأعمال الروسي الأفريقي الذي عقد في إطار المعرض الصناعي الدولي “إينوبروم – 2015” في يكاترينبورغ. وقال كالمانوف: “ينمو حجم التبادل مع الدول الافريقية باطراد، فقد ارتفع في العام 2014 بنسبة 17٪ بالغاً 12.5 مليار دولار “.
ومع ذلك، ووفقا له، فإن “احتياطيات نمو التعاون هائلة”. وفي الوقت نفسه صرح ممثلو البلدان الأفريقية بأن التعاون مع روسيا ما زال ذا طابع محلي، بينما تبدي الصين اهتماما رئيسا بالقارة.

التنافس مع الصين

أكد السفير فوق العادة ومفوض أنغولا في روسيا جواكيم أوغوستو دي ليموس على أن الشركاء الرئيسيين لبلاده هم البرتغال والصين والولايات المتحدة الأميركية والبرازيل وجنوب أفريقيا، أما مع روسيا “فالعلاقات التجارية ليست بواسعة بما فيه الكفاية”.
في حين أن أنغولا، كما أشار السفير، تمتلك احتياطيات ضخمة من الماس والنفط. وأضاف سفير ناميبيا في روسيا ندالي تشي كاماتي بأنه “ينبغي على رجال الأعمال الروس تغيير نمط تفكيرهم، فبعضهم يريد كسب المليارات فورا، وليس الملايين فحسب”.
علاوة على ذلك، فإن الشركات الصينية تعمل بنشاط في السوق الأفريقية. تقول يكاترينا ديتشينكو، المديرة العامة ﻟ “B2B-اكسبورت” الشركة التي تعمل، على وجه الخصوص، في مجال زيادة الصادرات الروسية إلى البلدان الأفريقية إن: “القدوم إلى الأسواق والقارات، حيث تتواجد الصين، لا تمثل مشكلة في علاقاتنا مع الصين”.
إن قدوم الشركات الروسية، وفقا لها، يؤدي إلى زيادة المنافسة في السوق المحلية، وبالتالي إلى انخفاض الأسعار.

فرص روسيا

يمثل توليد الطاقة الكهربائية إحدى المشاكل الرئيسة التي تفتح آفاقا رحبة أمام الشركات الروسية. ووفق ما صرح عضو مجلس إدارة المجلس الاستثماري في كينيا غاشاو كيونا، فإنه: “لا يحصل على الكهرباء في كينيا إلا 25٪ من السكان، وكان هذا الرقم قبل عشر سنوات أقل بمرتين”.
تخطط البلاد في السنوات الخمس المقبلة، وفقا له، لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية بمقدار الضعف. صرح سفير ناميبيا في روسيا ندالي تشي كاماتي قائلا: “نحن بحاجة للشركات الروسية التي يمكنها من خلال دخولها في مشاريع مشتركة أو عبر الاستثمار الأجنبي المباشر، بناء محطات توليد طاقة كهربائية في منطقتنا، سواء أكانت محطات حرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، أم حتى محطات كهروذرية”.
عدا عن ذلك، فان البلاد، على حدّ قوله، بحاجة لمستثمرين في قطاع النفط والغاز، نظرا لاحتواء ناميبيا في المقام الأول على احتياطيات غاز بحرية.
كما أعرب ممثلو الدول الافريقية عن ضرورة إنشاء مؤسسات جديدة في مجالات التعدين والزراعة والانتاج عموما. قال جواكيم أوغوستو دي ليموس: “ترغب أنغولا في تأسيس بنية تحتية واسعة؛ طرق ومحطات طاقة كهرومائية ومبان ومطارات”.
يستورد البلد، وفقا لسفير أنغولا، الكثير من السلع ذات الاستهلاك الواسع، لذلك هناك حاجة لاقامة إنتاج مماثل داخل البلد، ويمكن للشركات الروسية أن تكون المبادرة في بدء الإنتاج.