حل عيد الفطر السعيد هذا العام بصورة تختلف عن الأعوام الماضية من حيث الانتعاش الاقتصادي، وذلك نتيجة عدّة عوامل أهمها: أمنيا الوضع شبه جيد، سياسيا الوضع متأزّم، لكن الاتصالات والمساعي مستمرة لتجنيب البلاد الخضات، والأزمة رُحلت إلى ما بعد العيد.
الأسواق غصّت بالمتسوّقين، خصوصا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة الفاصلة عن العيد، غير أنّ لسان حال الجميع يبقى «بأيّ حال عدت يا عيد»، وكذلك «العين بصيرة واليد قصيرة»، ما يدفع بالمواطنين للبحث عن البضاعة الأرخص ثمناً نظراً إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يعيشونه، ويعتمدون على البسطات المنتشرة على جانبَيْ الطَرَق في بيروت والمناطق.
أسواق بيروت التجارية في الحمراء، مار الياس، وبربور،… حركة البيع فيها ازدادت في هذه الأيام، لكن هذه النسبة تبقى متدنية، ويشير التجّار إلى أن تراجع الناحية الاقتصادية أثّر على الحركة كثيرا، غير أنّها مقبولة وساعدت البعض منهم على حل جزء من مشاكلهم .
الفرحة مضاعفة في طرابلس أكثر من أي منطقة أخرى، إذ إنّ هذا العيد هو الاول الذي يمر عليها منذ سنوات من دون معارك وتفجيرات وأحداث دامية، وأجواء العيد تخيّم على المدينة والمطاعم تغص بروادها، والاحتفالات تعم الشوارع ليلا بالرغم من الاوضاع الاقتصادية السيئة التي تضرب المدينة والبطالة المرتفعة.
أما في صيدا، فطعم العيد مختلف إذ إنّ المدينة التي أصبحت هادئة، تعمّها الأعياد والتحضيرات بكل أنواعها، وأهلها وبالرغم من أحوالهم الاقتصادية المتوسطة وما دون، ينتظرون العيد بفارغ الصبر للخروج في الشوارع والاحتفال.
وفي صور، تعيش المدينة أجواء مفعمة بالفرح والهدوء حيث يستعد أهالي المدينة وجوارها لاستقبال العيد، إذ تنشط حركة المطاعم والمرافق السياحية في المدينة باستقبال روادها لتوديع شهر رمضان بحضور الحفلات واستقبال العيد، إضافة الى فتح اسواقها ليلا ونهارا لشراء حاجياتهم والبستهم وحلوياتهم، إضافة الى قصد صالونات مصففي الشعر التي تعج بالزبائن من اجل افضل تسريحة شعر يستقبلون العيد بها.
وفي الجنوب، تستقبل بعض العائلات العيد بغصة بعد فقدانها أحد افرادها في الحرب السورية، لكن بالرغم من كل شيء فإنّ استقبال العيد سيكون كالسنوات الماضية، وغص الجنوب مساء الخميس بالسيارات المتّجهة نحوه لتمضية العيد في القرى الحدودية.
وفي البقاع ككل، تنشط الشوارع بالمشاة وبروّاد السهر بعيدا عن ضجيج السيارات وابواقها، حيث يقصد المواطنون المرافق السياحية لقضاء فترة السهر ليتسامرون ويودعون رمضان ويستقبلون العيد.
إلى عكار، فإن الهدوء الذي تعيشه المنطقة سيسمح لها بإحياء عيد الفطر السعيد بفرحة وقلق في الوقت عينه مع الاخبار الواردة من وراء الحدود عن قرب هجوم مرتقب على مدينة حمص الذي سيؤثر بشكل مباشر على منطقة عكار الحدودية.
وفي كل الأحوال فإنّ العيد حط في لبنان بهدوء أمني نسبي في غالبية المناطق وخصوصا في بيروت الكبرى التي تتحضّر شوارعها لاستقبال العيد عبر فتح المطاعم والمرافق ليلا ونهارا وتزيين الشوارع، والابتعاد عن التجاذبات السياسية والطائفية وانعكاسات الحرب السورية.