شدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الاتفاق النووي مع إيران هو أفضل بكثير من عدم الاتفاق.
كاميرون، وخلال حديث له مع “العربية”، قال: “إن التوصل إلى الصفقة التاريخية أبعد إيران عن تطوير أسلحة نووية وسباق تسلح في المنطقة، وهي صفقة أفضل بكثير من البديل، فبالنسبة لي لا اتفاق يوصل إيران إلى امتلاك سلاح نووي”، معتبرا أن الخطوة المقبلة للتعامل مع إيران هي إشراكها في حل قضايا المنطقة وليس زعزعة استقرار الإقليم.
وأضاف: “ما خرجنا به في المفاوضات يعني أن إيران بعيدة عن الأسلحة النووية ليس فقط لمدة 10 سنوات ولكن ينبغي أن يكون بشكل دائم، وأعتقد أن الاتفاق هو جيد لدول العالم والمنطقة ولكن لا ينبغي لنا أن نغض الطرف عن بعض الأشياء التي يقومون بها ونحن بحاجة لدعوتهم للكف عنها”.
وتابع: “رسالتنا إلى حلفائنا في الخليج أن بريطانيا تقف معكم، ونحن ندعم قدراتها الدفاعية في الخليج والعمل معا عن كثب، لسنا ساذجين ونعلم أن النظام الإيراني يدعم الجماعات الإرهابية ويمولها وما يترتب عنها من مشاكل في الشرق الأوسط، ونحن نقول إن خطوتنا الأولى كانت إبعاد إيران عن تصنيع أسلحة نووية والخطوة المقبلة ستكون إشراك الإيرانيين بشكل مباشر لحل هذه القضايا ونسعى إلى تغيير سلوك إيران في المنطقة”.
وأضاف: “لأكون واضحا فإن هذه الصفقة لا تعني أن بريطانيا مع إيران، وبتوقيعنا هذا الاتفاق مع حلفائنا بما في ذلك أميركا، ألمانيا، فرنسا، روسيا والصين هو قطع الطريق على إيران لتطوير السلاح النوي، وهذا جيد للمنطقة وجيد للاستقرار الإقليمي ولا يعني أننا نقف بجانب إيران، سنكون دائماً صارمين جدا مثلما كنا ضد إيران فيما يتعلق بدعمها الإرهاب وزعزعة استقرار بلدان أخرى وأيضا دعمها للنظام السوري الذي نعتقد أنه فقد الشرعية لأن الأسد وفر الظروف لتوسيع سيطرة مقاتلي “داعش” ونريد أن نرى نهاية لهذا النظام ونحن لن نغير موقفنا بشأن هذه القضايا، نقف مع حلفائنا الخليجيين المهمين ونتشارك هذه الآراء”.
ولفت الى ان هذه الصفقة هي لوقف سباق التسلح في المنطقة، فإذا لم يكن هناك اتفاق مع إيران فإنها في النهاية ستحصل على الأسلحة النووية، وستسعى دول أخرى إلى الحصول على أسلحة نووية، قائلا: “نحن الآن أبعدنا إيران عن هذا الهدف، ولكن بالطبع أمر مقبول تطوير برامج نووية سلمية من أجل الطاقة، فتستطيع دول أخرى اعتماد برامج سلمية مماثلة دون السعي وراء التسلح النووي، لأن هذا يتماشى مع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فالاتفاق جيد للمنطقة لأن البديل هو امتلاك إيران لأسلحة نووية وفتح الباب نحو سباق التسلح وأعتقد أن الشرق الأوسط هو أكثر أمانا عقب هذه الصفقة”.