انتقل أهالي العسكريين المخطوفين الـ 16 لدى “جبهة النصرة” إلى جرود عرسال للقاء أبنائهم لمناسبة عيد الفطر بعدما تلقّوا اتصالاً من الشيخ مصطفى الحجيري نقل إليهم سماح أمير الجبهة أبو مالك التلي بالزيارة. وانطلقت حافلتان تقلاّن 60 شخصاً من أهالي العسكريين وأولادهم للمرة الأولى عند التاسعة صباحا من دورس عند مدخل بعلبك الجنوبي إلى بلدة عرسال عبر الطريق الرئيسية، ثم إلى جرودها بعد المرور على حاجز للجيش.
وأكدت منى جعجع شقيقة العسكري المخطوف بيار جعجع لصحيفة “الحياة” بعد عودتها من الجرود مع شقيقه وزوجته وولديــــها أن “العـــــسكريين جميـــعهم بـــــصحّة جـــيدة ويعامَلون أحسن معاملة”، ناقلة عن أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي أن “دولتكم تكذب علينا ولدينا مطلبان، الأول يتمثّل بإطلاق سجى الدليمي وجمانة حميّد من سجن رومية والثاني بتأمين ممر آمن للمهجرين السوريين في المخيمات لينتقلوا إلى بلدة فليطة السورية”. كما نقلت عنه قوله: “علينا أن نتساعد وإياكم لنصل إلى حل”. وأوضحت منى أن اللقاء جمع المخطوفين وزوارهم في مكان واحد وامتد نحو 90 دقيقة. أما نبيهة خوري والدة العسكري جورج خوري فرفضت الإفصاح عن أي معلومة قبل اجتماع سيعقد مع أهالي العسكريين، مكتفية بالقول إن العسكريين كلهم بصحة جيدة.
وكان حمزة حمص والد العسكري المخطوف وائل حمص لفت قبل انتقاله إلى الجرود إلى أن “الزيارة كانت مقررة أول من أمس ولكن بسبب الوقت الضيّق بسبب الأعياد أرجئت الزيارة إلى اليوم”.
أما طلال طالب والد العسكري المخطوف محمد فقال: “ليست لدينا دولة لأنها نسيت أن لديها عسكريين مخطوفين منذ سنة، وهناك كيدية سياسية عند البعض”.
وأكد فادي مزاحم عم العسكري المخطوف لامع مزاحم لـ”الحياة” والذي لم يستطع مرافقة الأهالي بعد طلب أمير الجبهة أبو مالك عدم اصطحاب الرجال بالنسبة إلى المخطوفين من الطائفة الشيعية، أن الأهالي حملوا معهم أغراضاً تضمّنت ملابس وجبات غذائية وأطعمة ومؤن وفراشي أسنان ومعاجين حلاقة ومبلغا من المال. وحُدِّدت لوائح المطالب بناء على احتياجات كل مخطوف وأُرسلت عبر رسائل “واتساب”. واعتبر مزاحم أن “دموع الفرح امتزجت بدموع الحزن بعد تلقينا خبر السماح بالزيارة لأن الفراق صعب خصوصاً في العيد لكنّها فشّت خلقنا”، لافتاً إلى أنهم “سيلتقون المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الثلثاء المقبل لمعرفة آخر المستجدات في ملف المفاوضات بعد عودته من قطر وخطوات الموفد القطري المقبلة”. وقال: “ننتظر ما يقال لنا عن مفاوضات واتصالات تُجرى لاطلاقهم”.
وعكست الزيارة غصّة في نفوس أهالي العسكريين لدى “داعش” الذين لم يتواصوا مع أبنائهم في العيد، وكشف حسين يوسف والد العسكري المخطوف لدى “داعش” محمد “أن تنظيم داعش ينتظر عملية التبادل بين جبهة النصرة والدولة اللبنانية ليبني عليها مواصلة مفاوضاته ويلمس صدقية الحكومة في تنفيذها شروط النصرة، وفق ما وردنا من بعض المعنيين بالملف”.