أطلق الوزير السابق عبدالله فرحات، برعاية وزير السياحة ميشال فرعون، “البرنامج الوطني لتحفيز السياحة الاغترابية” بالتعاون مع مكتب التعاون الاسباني في السفارة الاسبانية، خلال احتفال أقيم في باحة منزل فرحات في بلدة حمانا حضره ممثل وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم رئيس اقليم بعبدا الكتائبي رمزي ابو خالد، مفوض الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي هادي ابو الحسن، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، رئيسا اتحاد بلديات المتن الاعلى المحامي كريم سركيس والجرد الاعلى – بحمدون الدكتور يوسف شيا، قاضي التحقيق العسكري السابق رشيد مزهر، رئيس رابطة مخاتير قضاء بعبدا جورج رزق الله، المطران كميل زيدان، عضو بلدية حمانا فادي صليبي، رؤساء بلديات عرمون فضيل الجوهري ورأس المتن عصام مكارم ومحطة بحمدون اسطه ابو رجيلي وجورة ارصون الدكتور ريمون سعد ورأس الحرف طوني ابو عاصي وحشد من المخاتير والفاعليات الاقتصادية والمواطنين.
بعد النشيد الوطني، ألقى كمال مراد كلمة قال فيها: “يسرنا في هذه المناسبة الإنمائية ان نطلق برنامجا علميا لإعادة ربط لبنان المنتشر في بلدان الاغتراب بلبنان الاصطياف، لذا نتمنى من البلديات الاستفادة من هذا البرنامج”.
وألقى فرحات كلمة قال فيها: “أردناها مناسبة للتلاقي وجامعة لاصحاب الجهود الجبارة لإحياء صيف هذه المناطق الحيوية من لبنان وجبله، لكن من المؤسف ان تفقد قرانا قدراتها على استجلاب المصطافين من الاخوة الخليجيين لأسباب معروفة خارجة عن إرادتنا جميعا ومتصلة بالظروف المأساوية التي يعيشها شرقنا المعذب”.
أضاف: “ان مرفق الاصطياف كان وما زال مرفقا حيويا لاقتصادنا الريفي والخدماتي، وكانت إحدى عناصر ازدهار هذا المرفق طرق المواصلات البرية ولن تصل الى لبنان، اما اليوم فقد تقطعت أواصر هذه الشبكة الرئوية بالنسبة إلينا بفعل الاحداث الحربية، غير ان لبنان يتمتع بفائض من القوة الديموغرافية التي لا يستفيد منها اقتصادنا الا لماما وتتمثل هذه القوة بالمغتربين اللبنانيين او من هم من أصل لبناني. والسؤال المطروح اليوم ما هي السبل لاستجلاب لبنان هذا الانتشار او حيز منه للوطن الام أقله تمضية أيام او أسابيع الصيف، فمن شأن ذلك إحياء القرى والبلدات اقتصاديا وشد أواصر التقارب بين لبنان المقيم ولبنان المغترب”.
وختم: “لهذا الغرض علينا واجب ابتداع أصول علمية لتواصل دائم مع انتشارنا عبر العالم، لذلك نقترح برنامجا خاصا بالتعاون مع اخصائيين من مكتب التعاون الاسباني قوامه ان تعمل كل بلدية من بلدياتنا على إنشاء وحدة متخصصة من موظف او أكثر دائمة العمل على تأمين المقومات لإنجاح التكامل بين ابناء القرى وابنائها من المغتربين، العمل على إنشاء موقع الكتروني خاص بكل بلدية يحمل شكل تسويقي ملفت، كل التسهيلات والعروضات ضمن البلدة لاستجلاب مغتربيها اليها، العمل على جمع الداتا عن كل المغتربين من البلدة وتأمين وسائل الاتصال لهم ولا سيما العناوين الالكترونية على ان تكون هذه الداتا دائمة التجدد وإرسال بريد الكتروني اسمي لكل مغترب يعتمد اللغة العاطفية عارضا عليه تمضية فترة من الزمن في مسقط رأس أجداده وأبنائه”.
بيرو
بعد ذلك عرض روفايل بيرو من مكتب التعاون الاسباني للطرق والوسائل التي تساهم وتحفز المغترب اللبناني للمجيء الى لبنان وزيارة مسقط رأس أجداده وأبنائه. وأشار الى ان “المكتب على استعداد لتقديم المساعدة مجانا للبلديات التي على استعداد للمشاركة في هذا البرنامج”.
فرعون
وألقى فرعون كلمة قال فيها: “قال لي معالي الأستاذ عبدالله فرحات انه مشروع متواضع، مشروع صغير وجلسة صغيرة واذ تفاجأنا بهذا الحضور المهم وهذا المشروع المهم الذي يصب بقلب المشروعين اللذين أطلقناهما في وزارة السياحة، الاول هو السياحة الريفية وهو مشروع مهم واستراتيجية كبيرة أطلقها رئيس الوزراء، والمشروع الثاني للسياحة الاغترابية والثالث للسياحة الدينية، نحن اعتبرنا وكنا تمنينا ان تكون الوزارة فقط لاربعة أشهر فأطلقنا هذه المشاريع على أساس ان تتبلور من خلال وزراء جدد ووزارة جديدة وحكومة جديدة. تأملنا، والأكيد أنا سعيد اليوم ان استطيع ان أكمل هذه المشاريع، إنما أساس تطوير السياحة هو الاستقرار، الاستقرار السياسي والامني واليوم أكيد لدينا استقرار أمني، إنما لا شك ان عدم الاستقرار السياسي، عدم تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية فهذا يؤثر حقيقة على الموسم السياحي، على الاصطياف وعلى السائحين وبالرغم من ان في آخر تسعة أشهر كان لدينا نمو في حركة السياحة بأكثر من 25 % نسبة الى 2014، إنما ما بين 2011 و2014 هبطت الارقام تقريبا 40%، بإمكاننا القول انه كان هناك نمو 25% إنما بعد انخفاض 40%”.
أضاف: “اليوم الاكيد ان الازمة السياسية الكبيرة الاقليمية والامنية، الاقليمية والسياسية الداخلية تجعل التطور بطيئا للسياحة على الرغم من وجود حركة لا سيما ان اليوم الطائرة مليئة بالركاب وكذلك الحجوزات، وهناك حركة لا بأس بها في الفنادق اللبنانية، إنما الطاقة والفرص السياحية في لبنان هي كبيرة وجزء منه رأيناه والجزء الآخر هو ما لدينا من جمال للطبيعة وللانسان، فرص طاقات وايضا حضارة سياحية في البلد، إنما بإمكاننا القول ان حمانا هذه البلدة التي هي جزء من تاريخ لبنان وحاضره ومستقبله لا سيما على صعيد السياحة الريفية حيث كانت لدينا جلسات عدة مع الاستاذ كريم سركيس لنرى إمكانية خلق برامج للمنطقة، اليوم جزين والشوف وزحلة واليوم نفكر كيف يمكن ان يكون هناك برنامج خاص لهذه المنطقة مع خارطة سياحية، لهذا السبب بإمكاني القول انني أواكب حركة استثنائية للمجتمع المدني للبلديات، للمنظمات غير الحكومية وجميعها لديها مبادرات وأفكار وعلينا في الوزارة ان نجمعهم من خلال سياسة وطنية”.
وتابع: “نحن اليوم ماضون قدما بمشروع السياحة الريفية وايضا جزء منها ما طرحه بيرو، وانا أريد الاجتماع به الذي استلم جزءا من البرناج دون ان يعلم ان هناك استراتيجية موجودة لخمس سنوات وأصبحت حولها خمس وزارات، جزء منها تطوير بيوت الضيافة مع إمكانية مراقبتها لانه من الصعب مراقبة بيوت الضيافة كما نراقب الفنادق لتكون هناك جودة ونوعية للخدمة لكل المغتربين او غيرهم من بيروت الضيافة، ونحن نحاول ان نتفق مع المنظمات غير الحكومية وبعض الشركات الخاصة لتساعدنا لاننا نؤمن ان السياحة اليوم أكيد ليست وزارة فقط، هي حقيقة حركة وطنية، والحركة الوطنية بإمكاننا القول اليوم مثل الجيش اللبناني المشكور الذي يدافع عن السيادة وبنجاح وجميعنا نفتخر بكل الاعمال التي يقوم بها على الحدود، إنما هناك مجتمع مدني ومنظمات غير حكومية وبلديات جميعها اليوم بحركة ونراها في كل لبنان انها تدافع حقيقة وهي على نفس الاهمية وهي حضارة لبنان والحرية والديمقراطية والفن والتراث والسياحة، هذه الحركة التي بدونها لا يكون هناك لبنان، اذا اليوم لم نتمسك بمبادئنا وفقط دافعنا عن السيادة على الحدود لا نكون حقيقة نعيش تاريخنا ولا نعيش دورنا في المنطقة التي هي الحفاظ على المبادىء التي نحن كلنا نتمسك بها”.
وقال: “من هذا المنطلق أكيد لا أستطيع الا ان أرحب بهذا المشروع الذي من جهة يشمل بين السياحة الريفية والسياحة الاغترابية، وسنرى كيف سنتعاون لانه لدينا مشروع “وايب سايد” كما هناك مشروع للسياحة الاغترابية، هنا ايضا مشروع أطلقناه مع منظمة السياحة العالمية، واسمه مشروع “انا” نطلقه ويكون لدينا حوافز وبرامج خاصة للمغتربين ان يأتوا أقله مرة واحدة في حياتهم الى لبنان مع استقبال خاص مع البحث عن جذورهم ومع برنامج على مدى اسبوعين إنما هو برنامج طموح، والاسبوع المقبل هناك مع اتحاد الاغتراب مئتا مغترب سيأتون وسنستقبلهم ضمن بداية هذا المشروع لكي نطوره أكثر، وهناك مجموعة من 230 مغتربا اتوا مع المؤسسة المسيحية للاغتراب وهم موجودون الآن في لبنان، ونحن نواكبهم وهناك ايضا ثالثة، وذلك لخلق سياسة وطنية للاغتراب. نحن نعتبر ان الذي قمتم به اليوم بإمكاننا الاستفادة منه لاننا بعد هذه الزيارات الثلاث سنجلس في شهر ايلول ونعمل على تجميع كل المعطيات، وكما أطلقنا الاستراتيجية على مدى خمس سنوات للسياحة الريفية بعد عام من العمل ايضا سنطلق هذه العملية في آخر السنة للسياحة الاغترابية. لذا هذا المشروع لا نستطيع الا ان نشجعه. نحن نعتبر ان هذه المنطقة هنا لديها طاقات وفرص استثنائية على صعيد السياحة والسياحة الريفية، للاسف، ليس لدينا العدد الذي كنا نراه من السواح، إنما الطاقة موجودة ونحن نتأمل اليوم من خلال الحفاظ على بلدنا على دستورنا ووطننا وعلى الحرية والديمقراطية وعلى الانتخابات نستطيع ان نحافظ ايضا على مستقبل هذه القرى التي تعنينا الكثير”.
وختم فرعون: “ما نراه كمبادرات مهمة جدا وتعكس روح التحدي الموجود عند اللبناني وروح الإيمان، ليس الإيمان المسيحي إنما الإيمان العابر للاديان، نرى إيمانا حقيقيا ونحن نرى ان الإيمان الحقيقي هو عابر لكل الاديان، هو حقيقة جزء من التراث والتاريخ اللبناني وبنفس الوقت التحدي الموجود بالرغم من الاوضاع نرى حركة ومشاريع تطلق تجعلنا نثق بالبلد”.