بحلول عيد الفطر المبارك تزداد وتيرة استعداد شعوب دول الخليج العربي لهذه المناسبة، التي تعد من المناسبات المهمة للتسوق كذلك، فالأسواق مزدحمة والحركة نشطة والهدوء ليس له مكان في ليل بلدان الخليج، كما أن البلدان التي تكون وجهة الخليجيين في العيد توفر فرصة أخرى للتسوق، التي يتحين لها لشراء مايرغبونه من هذه البلدان.
عيد الفطر مع عيد الأضحى، أهم وأبرز مناسبتين دينيتين لدى المسلمين في جميع بقاع الأرض، وفي الخليج يحاول الجميع أن يهيىء جميع متطلبات العيد التي تكثر مع الوقت، ولم تعد تعتمد على التحضيرات البسيطة المتعارف عليها منذ زمن طويل.
المناطق التجارية لا تهدأ، فالأيام التي تسبق العيد تعتبر موسم تسوق، والخليجيون عُرفوا بطباعهم في السخاء عند المناسبات الإسلامية، فهم كما استعدوا وأنفقوا على أيام الصوم الرمضانية، يفعلون كذلك على أيام العيد.
شراء البخور وأثواب جديدة، وتسوق المستلزمات الخاصة بصناعة الحلوى المنزلية، تلك أبرز استعدادات الناس في الخليج قبل عقود طويلة من الزمن، لكن الاستعدادت هذه اتسعت كثيراً؛ بفعل التطور الذي شهدته البلدان الخليجية، ومواكبتها للتطورات المدنية في العالم.
مراكز التسوق الكبيرة والأسواق الملأى بالبضائع هدف العائلات الخليجية، فالبخور الذي يرغبه الناس لم يعد مقتصراً على أنواع محددة كما كان في السابق، كما أن الملابس التقليدية تطورت أزياؤها، ولا بد من ارتداء الأزياء التقليدية في العيد سواء من قبل الأطفال أو الكبار.
الأماكن السياحية ومدن الملاهي والحدائق والمتنزهات العامة أماكن لا تنفك تستقبل أكبر الأعداد من الزوار، فبرامج التسليات المختلفة تجذب الناس، وفرق السيرك العالمية حجزت مكاناً هنا أو هناك لإسعاد المشاهدين، تلك أشياء يضعها الخليجيون بالحسبان، وهذه الأماكن تنشط حركتها الاقتصادية باعتماد محطات بيع مباشر لأنواع مختلفة من الألعاب والهدايا والملابس والأطعمة.
الخليجيون كما باقي الشعوب عرفوا الألعاب والتسالي الخاصة في المناسبات كالعيد منذ زمن بعيد، وكانوا يخرجون في تلك المناسبات إلى أماكن اللهو؛ وأهمها “المراجيح” وألعاب أخرى كانت تصنع من جذوع الأشجار، ومنذ ذلك الوقت كان التسوق في العيد أمراً معروفاً ما يجعل الأسواق الشعبية تستعد مبكراً لأيام العيد.
استعدادات للعيد اليوم لا تقتصر على التسوق؛ فالحجز المسبق في الفنادق والمناطق السياحية، أمر لا بد منه لإحياء أجواء العيد، خاصة أن تلك الأماكن تشهد برامج ترفيهية كبيرة ومغرية خلال تلك الأيام.
الحجوز على مكاتب السفر للتمتع بإجازة العيد في بلد آخر رغبة كثير من العوائل الخليجية، لكن بلدان الخليج هي الأخرى تشهد قدوم زوار إليها لقضاء تلك الإجازة، فلا اختلاف على أن منطقة عسير وأبها وما حولها من أجمل البقاع في العالم، تحتضنها السعودية، كما أن تمتع قطر بمناطق تخلب الألباب تجمع فيها سحر الشرق بتطور العمران يتيح للزائر الاستمتاع ببانوراما جمالية.
وتقدم الإمارات الصدمة والدهشة لزوارها لما تمثله من عمران مدني وتصاميم مدن خلابة، وللبحرين دور مهم في الجذب السياحي لما تملك من جاذبية سياحية مهمة في المنطقة، في حين تتمتع سلطنة عُمان بمناظر وأجواء لا نظير لها، وفي الكويت ينتقل الزائر بين الحداثة والتراث والحكايا الشعبية.
أسواق الدول الخليجية تحرص أشد الحرص على أن تكون مغرية، وتحوي كل ما تشتهيه النفس من شتى البضائع، كما أن الترغيب في الشراء بالاعتماد على تخفيض الأسعار، ومسابقات التسوق، وغيرها من البرامج التسويقية التي تعتمدها الأسواق التجارية الخليجية، ينشط حركة الشراء بشكل كبير.
وبرغم التطور الهائل الذي حققته الدول الخليجية، لكنها حتى اليوم تتمسك بألعابها التراثية وتقدمها في المناسبات كالعيد، وذلك خلال مسابقات وبرامج ترفيهية تقام في الحدائق العامة، تضفي عليها الألعاب النارية نكهة أخرى، كل ذلك ينتظره الخليجيون بشغف ويستعدون للاحتفال به.