IMLebanon

وزارة الطاقة تعاقب طرابلس..لماذا؟

ElectricityDown

إرتفعت صرخة أبناء طرابلس في اليومين الماضيين إحتجاجاً على التقنين الكهربائي الحاد في المدينة من قبل وزارة الطاقة، الذي فرض عشية عيد الفطر المبارك وصباحه ونهاره إلى يومه الثاني.

لم يشفع عيد الفطر لطرابلس بزيادة ساعات التغذية الكهربائية، كما يحصل في مناطق لبنانية أخرى وربما محظية خلال الأعياد المجيدة، ولم تكلف وزارة الطاقة نفسها الوقوف على خاطر مدينة العلم والعلماء التي تشير الاحصاءات الى أن نسبة جباية رسوم الكهرباء من أبنائها تفوق الـ 90%، بمنحها ساعات تغذية إضافية، بل على العكس فقد سارت بتقنينها القاسي والعشوائي ضاربةً عرض الحائط مصالح الطرابلسيين وحاجاتهم وعباداتهم، ومنعتهم من إنارة أسواقهم وشوارعهم ومساجدهم في الليلة الأخيرة من رمضان قبيل إستقبال العيد.

وما يثير الاستغراب أنه خلال الأشهر الماضية كان قطع التيار الكهربائي من الساعة 12 منتصف الليل وحتى الساعة السادسة صباحاَ، يقتصر على مرة أو مرتين في الأسبوع، في حين كان التقنين يسير وفق برنامج منظم بمعدل 12 ساعة قطع في اليوم الواحد.

لكن ذلك لم يطبق عشية العيد في طرابلس، ففوجئ أبناء المدينة بقطع التيار الكهربائي من الساعة 12 منتصف الليل إلى السادسة صباحاً. عم الظلام معظم مناطق المدينة لا سيما أسواق عزمي وقاديشا ونديم الجسر التي كانت جميعها تعج بالمواطنين، ومنع هذا القطع غير المتوقع كبار السن والعجائز من المشاركة في صلاة العيد لعدم قدرتهم على إستخدام المصاعد التي لا تغطيها شركات بيع الكهرباء، الأمر الذي أثار حالة من الغضب تفاعلت وإزدادت في اليوم الأول من العيد مع إستمرار التقنين القاسي الذي طال بعد منتصف الليل أيضاً العديد من مناطق المدينة التي عانت الأمرين بسبب الظلام والحرارة المرتفعة. وما زاد الطين بلة، توقف بعض شركات بيع الكهرباء عن التغذية بحجة عطلة العيد الممنوحة لموظفيها وفنييها.

وطرح هذا السلوك المستغرب لوزارة الطاقة مع طرابلس والميناء خلال عيد الفطر، العديد من التساؤلات، لجهة: هل تفرض الوزارة عقاباً جماعياً على أبناء طرابلس؟ ولماذا؟ وما هي الأسباب والمسببات؟ وهل هناك كيدية ما تمارس من قبل النافذين في الوزارة بحق طرابلس؟ وإلا لماذا هذا التقنين القاسي وغير المبرر؟ ألم يكن بمقدور الوزارة بالتنسيق مع شركة كهرباء لبنان توفير ست ساعات أو أكثر لمدينة أرادت أن تنفض عنها العزلة والتوترات وتفتح ذراعيها بفرح وسلام لكل أبناء الوطن؟ وأين رئيس الحكومة تمام سلام مما تعرضت له طرابلس من ظلم في خلال اليومين الماضيين؟ أم أن ما شهدته المدينة كان يهدف إلى إحراجه وإحراج قيادات طرابلس التي وقفت معه في معركته الأخيرة داخل مجلس الوزراء؟.

وكانت مواقع التواصل الإجتماعي إشتعلت بالإنتقادات التي طالت وزير الطاقة أرتور ناظريان بالدرجة الأولى، متهمة إياه بأنه يتعاطى مع طرابلس بكيدية سياسية، ولم توفر الإنتقادات رئيس الحكومة الذي كان يجب عليه، بحسب المغردين، أن يفرض تغذية كاملة بالتيار الكهربائي للمناطق التي تحيي عيد الفطر، وكذلك قيادات طرابلس التي لم تحرك ساكناً حيال ما تعرضت له المدينة.

وأمام حجم الإنتقادات، إنتشر أيضاً على مواقع التواصل توضيحاً نسب إلى مستشار وزير الطاقة طوني ماروني يؤكد أن التقنين القاسي الذي شهدته طرابلس سببه عطل تقني أدى إلى الإلتزام بساعات التقنين كاملة.