طوني رزق
سقطت آخر ورقة دعم كان الذهب يحتمي وراءها بعد سقوط خطوط دفاعه الواحدة تلو الاخرى منذ العام الماضي. انها ورقة الطلب في الصين على الذهب، هذه الورقة التي كان المستثمرون يتطلّعون اليها للابقاء على مستوى وحد أدنى من الطلب على المعدن الاصفر، ما جعل أسعاره تصمد فوق مستوى 1150 دولاراً للأونصة لفترة طويلة في مواجهة تزايد احتمالات رفع اسعار الفائدة وقوة الدولار، وهي الجبهة الاقوى في وجه الذهب، والتي تشكل ضغوطاً نزولية لا يمكن مقاومتها.
فقد جاء الإعلان من الصين التي كشفت انها رفعت مستوى موجوداتها من الذهب الى 1,658 طناً، وهو مستوى أدنى بثلاثة اضعاف ممّا كان يتوقعه الكثيرون. ونتيجة لذلك تراجع سعر الذهب يوم الجمعة الماضي الى أدنى مستوى له منذ العام 2010، فقد تقهقر الى 1131,90 دولاراً للأونصة بعد ان كان قد بلغ مستوى 1129,60 دولاراً.
وتَكرّسَ الاتجاه النزولي للذهب مع الاعلان عن بيانات اقتصادية قوية في الولايات المتحدة الاميركية، وهي صعود ارقام بناء المنازل الجديدة الى أعلى مستوى لها منذ العام 2007، وذلك في شهر حزيران الماضي. ودفع ذلك أحد كبار المستثمرين في الذهب للقول انه لم يعد هناك من رغبة لشراء الذهب في الاسواق، أمّا الفضة فقد تراجعت الى 14,831 دولاراً للأونصة.
النفط في دائرة الضعف
ولم يكن النفط أفضل حالاً، فقد تراجع في سوق نيويورك الى 50,78 دولاراً للبرميل، مُقترباً من كسر حاجز الـ 50 دولاراً، كما تراجع سعر نفط برنت الخام في لندن الى 57,10 دولاراً للبرميل بعدما كان يتربّع فترة طويلة فوق مستوى 60 دولاراً.
ومثل الذهب، يرزح سعر النفط تحت ضغوط قوة الدولار إضافة الى ارتفاع المعروض في الاسواق، والذي يتوقع ان يزيد مع عودة ايران الى اسواق النفط العالمية، وتبقى التوقعات سلبية للنفط كما للذهب والفضة.
ضغوط على اليورو
تراجع سعر صرف اليورو خلال الاسبوع الماضي بنسبة 2 في المئة الى 1,0827 دولار مع تحوّل اهتمام المستثمرين من الأزمة في اليونان الى قوة الاقتصاد الاميركي وقرب رفع اسعار الفائدة، كما ألمَحَت اليه رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي، جانيت يلين.
ومع تزايد التوقعات باتّساع الهوة في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة وبين منطقة اليورو، يعتقد الكثيرون انّ الاتجاه الغالب لأسعار اليورو هو الانخفاض حتى مستوى الدولار الواحد، الأمر الذي قد يتحقق خلال العام المقبل. ومن جهته تقدّم الدولار هذا الاسبوع امام سلّة من العملات بنسبة 1 و5 في المئة، وأقفل الدولار الاسبوع فوق مستوى 124 يناً.
سوق بيروت أفضل نسبياً
تحسّن سعر صرف الليرة في الاسبوع الذي سبق عطلة عيد الفطر المبارك عند الطوائف الاسلامية، إذ تراجع الطلب على الدولار لينخفض سعر تداوله في سوق بيروت من 1509 ليرات، سعراً وسطياً في الاسبوع السابق، الى 1508 ليرات في الاسبوع المنصرم. كما سجّل تراجع بنسبة الدولرة في ودائع القطاع الخاص من 65,71 في المئة الى 65,15 في المئة بين شهرَي أيار وحزيران الماضيين.
في بورصة بيروت سجّل ارتفاع هذا الاسبوع بدعم من ارتفاع أسهم شركة سوليدير الفئة (أ) و (ب) بنسبة 2,58 و2,29 في المئة الى 11,91 و11,61 دولاراً على التوالي، كما زادت أسهم هولسيم بنسبة 2,01 في المئة الى 15,20 دولاراً.
لكنّ البورصات العربية سجلت أداء افضل من البورصة اللبنانية عموماً، وفي مقدمتها بورصات الكويت وابو ظبي ودبي وعمان وقطر والسعودية.