بعيدًا عن صخب الأزمة اليونانية وما يتفرع عنها .. صخب من نوع آخر تعيشه ميكونوس الجزيرة الأشهر في اليونان بشواطئها الحالمة التي تعتبر ملاذاً لعشاق المناظر الخلابة والحياة الليلية.
على شواطئ ميكونوس يتألق المطعم النهاري بأجواء مفعمة بالحيوية والمرح، حيث سعر الكوكتيل يتراوح بين 15 و 20 يورو لكن إرتفاع الأسعار لا يثني السياح عن التهافت لحجز طاولة، رغم مدة الانتظار التي لا تقل عن ساعتين.
المحلات المتخصصة ببيع حقائب اليد الجلدية والملابس البوهيمية الأنيقة تعج أيضا بالسياح الاستراليين والبريطانيين، يؤكد أحد اصحاب هذه المحلات أن السياح يتابعون قضاء إجازاتهم في الجزيرة غير آبهين بالمخاوف المنتشرة بسبب الوضع المالي لليونان، فـ “ميكونوس هي جزيرة منعزلة عن كل ما يجري.”
وميكونوس على خلاف أثينا ترفض الرائعة كل مظاهر الصخب والشغب والاضطرابات، وحينما يُسأل أحد فيها عن تصويته في الاستفتاء الأخير الذي أجرته الحكومة بشأن تدابير الدائنين حيال البلاد، يجيبك بأنه قد صوّت “نعم” لحرصه على دور اليونان في منطقة اليورو، على الرغم من محاولة السكان في هذه الجزيرة النأي بأنفسهم عن أي مشكلة سياسية أو مالية تدور في أثينا، ومع ذلك، تتأثر الأعمال التجارية فيها بسبب الأحداث الراهنة.
وقد اضطر المطعم والنادي الشاطئي “سكوربيوز” الذي افتُتح منذ ثمانية أسابيع في ميكونوس إلى تغيير قائمة الطعام الخاصة به بسبب ضوابط تحويل الاموال إلى الخارج، كما أدت القيود المصرفية إلى زيادة صعوبة بيعه للمشروبات المستوردة وبعض أنواع الخضر والمأكولات البحرية.
ومع إعادة فتح البنوك وتحرك الاتفاقيات قدماً بين اليونان ودائنيها، تنتاب الثقة أصحاب الأعمال فيها في أنهم سيتمكنون من تقديم المواد المستوردة لعملائهم قريبا ، مشيرين إلى أن هذا الأمر من الأولويات.
وقد أثرت الأزمة اليونانية على الوظائف في المطاعم وعلى الحياة الليلة السائدة في الجزيرة، ما دفع أحد أصحاب المطاعم إلى الاستغناء عن 40% من موظفيه إثر حالة عدم اليقين التي انتابته حيال المحادثات بشأن حزمة الإنقاذ.
ومع ظهور علامات لتحسن العلاقات بين اليونان وألمانيا، يوضح مواطن ولد في ألمانيا وهو يعمل في اليونان منذ خمسة عشر عاماً بأنه سيوظف المزيد من العاملين في الأسابيع المقبلة.
ولا تعتبر ميكونوس وجهةً لعشاق الموسيقى فحسب، بل هي ملاذ الكثير من العائلات لتمضية أجمل العطلات الصيفية.
ويذكر رجل في العقد الخامس من العمر بأنه لم يلحظ هذا العام أي اختلاف عن الأعوام السابقة لا سيما وأنه يصطحب عائلته إلى الجزيرة لتمضية العطلة الصيفية كل سنة.. ويضيف أن الفارق الوحيد هذا العام هو إضطراره لحمل مزيد من النقد لأنه “مفتاح الحل”.
وفيما إستأنفت البنوك فتح أبوابها يؤكد أصحاب الأعمال في ميكونوس أنهم كانوا على وشك تفضيل النقد على بطاقة الائتمان لأسبوعين مقبلين إلى أن تمت استعادة العمليات بالكامل في البنوك اليونانية الكبرى، لكن أصحاب المطاعم والمحلات ما زالوا يفضلون العملة النقدية في تعاملاتهم، وعندما يضطرون للقبول ببطاقة إئتمانية فعلى الزبون أن لا يتوقع أنه سيستلم فواتير على مشترياته.