عقد رئيس اتحاد بلديات الغرب الاعلى في الشحار، رئيس بلدية بيصور وليد العريضي، لقاء صحافيا في مكتبه في البلدية، تناول فيه أزمة النفايات بعد إقفال مطمر الناعمة اقفالا نهائيا.
وقال: “بعدما فشل وزير البيئة في تأمين الحل للنفايات على مستوى لبنان، علما أننا كنا إيجابيين معه حتى أقصى الحدود لمدة ستة اشهر، بحسب اتفاق جرى معه برعاية وليد بك والمير طلال والوزراء والنواب، وبعد فشله واستخفافه بالناس ومشاكلهم، وبعد مطالباتنا المتكررة بأن يعطينا نحن اتحاد البلديات الصلاحية لمعالجة هذا الموضوع ضمن امكاناتنا، واجهنا بالرفض الدائم. وفي اليوم الأخير من تاريخ إقفال المطمر، ها هو يقول لتتحمل البلديات المسؤولية، وبالتالي ان الوقت الذي أعطانا إياه لا يتجاوز 24 ساعة”.
أضاف: “نتيجة الاستخفاف الذي تعاطى به معالي الوزير، نقوم بتأمين قرانا بطرق بدائية، ليست ذات مواصفات عالية، إنما نحن مجبرون ان نرفع النفايات من أمام منازل أهالينا. والطرق البدائية هي عبارة عن حفر تضع فيها النفايات، ومن الممكن خلال هذين اليومين ان يصبح لدينا آلية ثانية للعمل، هي الفرز، وهكذا تخف كمية النفايات للطمر، على امل ان يساهم المجتمع المدني معنا في هذا الموضوع، لأنه موضوع كبير وشائك وأكبر من امكانات البلديات التي ليس لديها الاموال اللازمة للقيام بهذا الامر، لأن شركة سوكلين تأخذ كل أموالنا ويا للاسف. وفي ظل هذا الوضع نحاول تأمين قرانا ضمن الاتحاد من بيصور وقرى الاتحاد”.
وأشار العريضي الى أن “هناك لقاء قريبا على مستوى قضاء عاليه، لتكون هناك خطة واضحة تشمل كل قرى القضاء ومدنه”.
وأوضح أنه “من ضمن المشاريع المطروحة على قضاء عاليه ان يكون لدينا ارض كبيرة نقوم من خلالها بعملية التسبيخ والفرز والتدوير، وهذه هي الطرق الحضارية المتبعة في أي مكان من العالم، لانه لا يمكننا ان نكمل بطريقة بدائية لمدة طويلة، ونحن أقفلنا مطمر الناعمة ليس من أجل فتح مطامر جديدة في القرى. ونأسف لأن وزير البيئة أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم، ونحن نؤكد له اننا قادرون ضمن امكاناتنا على حل مشاكلنا، وان كانت هذه مسؤولية الدولة بالدرجة الاولى ومسؤولية وزير البيئة تحديدا في هذا الملف”.
وهل المحارق من ضمن الخطة، قال العريضي: “أنا لست خبيرا بيئيا لأتحدث عن الأمور التقنية، ولكن هناك مواصفات بيئية صحية معتمدة اليوم لا تسبب أي ضرر على المواطن ولا على البيئة والمياه الجوفية. ومنذ عام ونصف عام أتيت بدراسات لشركات تعمل في هولندا والمانيا، قدمت لي عرضا لإنشاء مركز معالجة بهذا الشكل، ولم نتحدث عن محارق، هذا الامر لم نستطع ان ننفذه لاننا محكومون لسوكلين وفقا للعقد الذي وقع بغير ارادتنا مع مجلس الانماء والاعمار وسوكلين باسمنا نحن كبلديات، ونحن لم نكن نعلم بهذا الموضوع، انما وقع غصبا عنا، لأن الكلفة التي تتقاضاها سوكلين عالية جدا، إذ تبلغ لطن النفايات 130 دولارا. ثم إنه لم يكن هناك مراقبة للكميات التي تخرج من القرى، وبالتالي كانت الفواتير تصل الى بلدياتنا بأرقام مضخمة، ونحن بلدياتنا كلها، ابتداء من بيصور وصولا الى كل بلديات المنطقة مدينة لسوكلين من دون علمها. وقد علمنا بالأمر عندما بدأنا نطالب بإقفال مطمر الناعمة، فلوحوا لنا بالفواتير وقالوا لنا إن علينا دفع هذا المبلغ الذي يقدر بمليارات الليرات”.
ورأى أن “هذه الطريقة في التعاطي هي طريقة المافيات لا طريقة دولة تحترم شعبها ومواطنيها”.
وأعلن أن “هناك لقاء قريبا ندعو له مع رؤساء بلديات المنطقة ونوابها ووزرائها لإيجاد حل على مستوى قضاء عاليه، وهذا اللقاء يمكن أن يحصل خلال 48 ساعة لنرى التصور العام لهذه المنطقة، ويمكن أن نقوم بأي عمل يغطي المنطقة كلها، بالتنسيق مع الوزير أكرم شهيب الذي يحمل هم هذا الملف، وكذلك مع النواب. يجب ان نفكر جميعنا لأن هذه المسؤولية مشتركة وليست مسؤولية البلديات فقط، إنها مسؤولية البلديات والمسؤولين السياسيين في هذه المنطقة والمجتمع المدني وكل الناس لأنهم جميعهم متضررون من النفايات. هذا الموضوع مشكلة كبيرة على الجميع أن يكون ايجابيا في التعامل معها”.
وقال العريضي: “المشكلة هي أنه كان هناك صدقية من الحكومة منذ خمسة أشهر، وقالوا لنا انتم كبلديات ضعوا خططا بديلة، وكانت البلديات اليوم جاهزة بالحد الادنى، ولكن عندما كنا نتلقى الوعود من وزير البيئة انه بعد 17/7/2015 سيكون مطمر الناعمة خارج خريطة المطامر والنفايات في لبنان، منا نعتقد أن هذا الكلام جدي. ولكن يا للاسف فوجئنا بأنه كل هذا كلاما بكلام، وفي اللحظة الأخيرة حملنا المسؤولية ووضعها عندنا. ولكن نقول له إن المطمر لن تفتحه وهو مقفل الى أبد الآبدين، وسوف نعمل بالطرق البدائية ونرفع النفايات من قرانا وبلداتنا ومن بين اهلنا، وليهتم هو بالضاحية وبيروت واماكن اخرى، ولكن نحن نؤكد له ان المطمر مقفل، وكما قال الوزير شهيب هذا الموضوع أصبح خلفنا”.
وفي الاطار نفسه، عقد العريضي لقاء في مركز بلدية بيصور مع الجمعيات البيئية وهيئات المجتمع المدني، واتفق المجتمعون على وضع خطة طوارىء وتقديم المساعدة للبلديات في أي خطة عمل ممكنة، من أجل فرز النفايات في المنازل والعمل على تدريب عدد من الشباب من بلدة بيصور والقرى، ليقوموا بمساعدة البلديات. وأبدى العريضي “كل تعاون ودعم لأي خطة تساهم في تخفيف عبء النفايات”.