يقوم وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل بزيارة إلى إيران، هي الأولى لمسؤول غربي على هذا المستوى بعد الاتفاق النووي معها. الصحف الألمانية انقسمت بين مؤيد للزيارة ومعارض لها. فماهو السبب؟
تفاعلت الصحف الألمانية الصادرة مطلع هذا الأسبوع مع الزيارة التي يقوم بها وزير الإقتصاد الألماني سيغمار غابرييل إلى طهران بطرق متباينة، وتستند كل صحيفة على مبرراتها للدفاع عن الزيارة أو للتحفظ عليها.
“الزيارة متسرعة”
وصفت صحيفة “فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ” الزيارة التي بدأت يوم الأحد (19 يوليو/ تموز) بكونها “سريعة” أو بالأحرى “متسرعة” رغم الأرباح التي يمكن أن تترتب عليها، لأنه يمكن أن تُفهم بشكل خاطئ. وكتبت الصحيفة: “الزيارة السريعة أو ربما بالأحرى المتسرعة لوزير الإقتصاد الألماني إلى إيران، يمكن أن تساعد الصناعة الألمانية على أن تدخل من جديد إلى السوق الإيرانية بعد سنوات طويلة من العقوبات، غير أنها تبعث من الناحية السياسية إشارة متناقضة”. فاستعجال الوزير سيغمار غابرييل بزيارة طهران “سيبدو للقيادة الإيرانية وكأن الأوربيين يتجاهلون، أمام الفرص التجارية الهائلة مع إيران، الأزمات الإقليمية العديدة التي لا تزال متواصلة حتى بعد الاتفاق النووي” تضيف الصحيفة.
وبالنسبة لكاتب المقال، فإن أقل ما يمكن أن يقوم به غابرييل في طهران هو “الدعوة إلى إعادة تقييم الصراع في الشرق الأوسط”، مضيفاً أنه “لا يجب إطلاقا أن يكون هناك انطباع وكأن ألمانيا تعتبر السلوك الإيراني في المنطقة ثانويا، وخاصة تجاه إسرائيل”. فحل المشكلة الفلسطينية كا يرى كاتب المقال “لا يتطلب فقط اتباع سياسة استيطان إسرائيلية جديدة، كما يدعو إليه الاتحاد الأوروبي منذ عدة سنوات، ولكن أيضا بوضع حد للدعم الإيراني لكل من حماس وحزب الله “.
“خطوة صادقة لكنها محرجة”
أما صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”، فوصفت زيارة الوزير الألماني لطهران ب”الخطوة الصادقة” لأنها تلفت الانتباه إلى الأمر الأكثر أهمية لألمانيا في علاقتها بطهران. “أن يسافر سيغمار غابرييل إلى طهران بعد مرور بضعة أيام فقط على الاتفاق النووي لفتح الباب أمام الاقتصاد الألماني، هو أولا وقبل كل شيء خطوة صادقة. فالحكومة الاتحادية ووزيرها في الشؤون الاقتصادية يلفتون من خلال الزيارة النظر إلى الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لألمانيا وهو: الصفقات التجارية وربما فرص الشغل المرتبطة بها”. ورغم أهمية إيران كسوق اقتصادية وكبلد منتج للبترول والغاز إلا أن صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” تتحفظ على هذه “الخطوة الصادقة”.
ويشرح كاتب المقال السبب قائلا: “إن المُوكّل في هذه الحالة هو دولة ترفض منذ سنوات عديدة وجود إسرائيل، وتريد منذ فترة طويلة صنع قنبلة نووية، ويجب عليها أولا أن تثبت تخليها عن هذه الفكرة. ففي هذه الحالة فقط سيتم تخفيف العقوبات الاقتصادية بشكل تدريجي”. وكما هو الحال بالنسبة لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ”، فالزيارة جاءت متسرعة “قبل أن تبرهن طهران أنها غيرت رؤيتها”. ولهذا السبب، فرحلة الوزير الألماني “ليست صادقة فقط؛ بل أيضاً محرجة” تقول الصحيفة.
“إذا لم تفعلها ألمانيا ستفعلها الصين”!
غير أن صحيفة “مونشنر ميركور” تبنت موقفاً آخر ينظر إلى الزيارة نظرة إيجابية “قد تكون بداية حقبة جديدة مع طهران منذ أن تحطم “محور الشر” وعودة إيران إلى بؤرة الاهتمام الإقتصادي”. وترى الصيحفة أن “الاقتصاد الألماني يحتاج على وجه السرعة إلى هذا البلد الغني بالنفط والذي سيصير من جديد في القريب بلداً قويا على المستوى المالي”. كما أن الإشارات التي أرسلتها طهران “كانت مشجعة، وفي حال لم تتجاوب معها ألمانيا، فإن الصين سوف تفعل ذلك، لتبقى الصين أكبر مستفيد من إيران كما كان الحال خلال فترة العقوبات على طهران”، تضيف صحيفة “مونشنر ميركور”.