أقرّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن إيران هي المسؤولة عن تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان، موضحًا أن ذلك يأتي عبر استخدامها لـ”حزب الله” الذي يتلقى أوامره من وراء الحدود.
وقال خلال حوار أجرته معه صحيفة “الشرق الأوسط” في جدّة بعد زيارته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الإثنين أنّ إيران أدّت إلى تعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان حتى إشعار آخر، مستخدمة في ذلك “حزب الله” الذي يتلقى أوامره من وراء الحدود، وينفذ المطلوب كما ينبغي من الطرف الذي يدعمه ويموّله.
وعن الأمور التي تمّت مناقشتها خلال لقاء العاهل السعودي، قال: “تحدثنا عن الخطوط العريضة التي تخصّ لبنان، والتي طالت بقية الأحداث في المنطقة، ومنها سوريا، والتوسع في هذه الأمور والدخول في التفاصيل كان مع المسؤولين السعوديين، التي تحدثنا من خلالها عما يتعلق بالوضعية اللبنانية. والسعودية، كما هو معروف، تتعامل مع لبنان الدولة ككيان، ولم تنحاز يومًا إلى حزب أو ميليشيات، ولم تدعم هذا أو ذاك، وبوضوح تام لم تقفز السعودية على الدولة في لبنان لتمول ميليشيا أو تنظيم مسلح، فهي دائمًا تقدم كل الجهود وكل المساعدات للدولة اللبنانية. ونحن الآن نجد السعودية تقف مع لبنان والحفاظ على حدوده والبنية التحتية في البلاد، كما عهدناها على اختلاف المراحل والظروف التي مرت بها البلاد”.
وبشأن موعد الانتخابات الرئاسية في لبنان، أجاب: “كنت أتمنى طرح هذا السؤال على السلطات الإيرانية، فهي التي بمقدورها الإجابة أفضل مني، لأنّ من يعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان، هي إيران. وعلى الرغم من متابعتي للأوضاع اللبنانية عن كثب، فإنّني وبكل صراحة لا أدري متى ستتمّ الانتخابات في بلادي”.
وعن اللقاءات التي تجمع جعجع برئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون، لفت الى أنّ الاجتماعات التي تمت مع عون في الفترة القريبة الماضية، أدت إلى التخلص من إرث ثقيل وسيء استمر ثلاثين عامًا. وأضاف: “حتى الآن توصلنا إلى خطوة سياسية واحدة، وهي ضرورة إقرار قانون انتخابات جديد، ونعمل جاهدين على أن يشمل الاتفاق نقاطًا أخرى، مع علمنا أن أمامنا الكثير من العمل، لكن نستطيع القول إن القطار انطلق على الأقل”.
وهل يمكن أن يكون للاتفاق النووي الأخير انعكاس إيجابي على موضوع الرئاسة اللبنانية؟ قال: “صعب جدًا التكهن، لكن أنا شخصيًا أميل إلى أن العكس هو الذي سيحدث، وأتمنى أن أكون مخطئًا”.
وتطرق جعجع الى تدخل “حزب الله” في سوريا، عمّا إذا كان بهدف تأييد النظام في دمشق؟ أم خوفًا من تداعيات الأزمة وتأثيراتها؟ فقال: “برأيي، لا هذا ولا ذاك، فالتدخل جاء تنفيذًا لاستراتيجية ضمن مشروع كبير لتكريس ولاية الفقيه، ليس في لبنان أو سوريا فحسب، بل يشمل المنطقة بشكل كامل”. وأضاف: “ما يجري في المنطقة هو مخاض كان يجب أن يجري منذ زمن بعيد، لكنه تأخر إلى أن انفجر بحادثة بوعزيزي في تونس، لتنفجر بعد ذلك الأسباب في المنطقة”.
وردًا على سؤال، أجاب: “لا أرى أن تنظيم “داعش” يقوم بالحرب نيابة عن الآخرين، فـ”داعش” يخوض حربه.
وعن مصداقية الشعار المرفوع الآن في عدد من الأوساط المسيحية اللبنانية بأن هناك تغولاً على الحقوق المسيحية؟ أوضح جعجع أنّ هناك عددًا من الأحزاب المسيحية أكثريتها أحزاب وطنية، بكل معنى الكلمة وكيانية، قد يطرح البعض الأمور بشكل غير لائق ويجب أن يطرح بشكل أو آخر، مشيرًا الى أنّ قانون الانتخابات الجديد وقانون استعادة الجنسية، يؤديان الكثير ممّا هو مطلوب، ولم يتبق سوى بعض الخطوات الأخرى التي تطالها اليد بالتفاهم مع الفرقاء لكي يرتاح الشارع كليًا.
وعمّا قدّمته حكومة التوافق حتى الآن؟ قال: “كان لدينا رأي هو أن تتشكل حكومة تكنوقراط لكي تقوم مقام رئيس الجمهورية في حال الفراغ، ولكن بنهاية المطاف، لأن هذه الحكومة التي تحمل كل تناقضات الدنيا وتتخبط شمالاً ويمينًا، فنحن بحاجة إلى الحد الأدنى من الانسجام لتتمكن هذه الحكومة وأي حكومة، من الوفاق. ورغم محاولة حكومة التوافق، فإنها غير قادرة، نظرًا لتركيبتها المشوهة خلقيًا”.
ورأى أنّه من المفترض ألا يكون للنظام السوري وجود في الحياة، والمشكلة الحالية التي يجب إيجاد حلها، هي الفوضى التي تعيشها سوريا، ولا بد من إيجاد وضعية بديلة.