نقلت صحيفة “السفير” عن أحد المحققين قوله إن قاتل جورج الريف طارق يتيم كان طبيعياً جداً أثناء التحقيق، وواثقاً بنفسه، ولم يكن نادماً، بل بدا كما لو أنه لم يقتل أحداً، كاشفاً أن القاتل لم يكن يعرف، يوم الجمعة الماضي، أن جورج مات متأثراً بطعنات السكين، وحين أخبرناه بالأمر، ابتسم وقال “إنه ليس نادماً”.
وحين سأل المحققون القاتل عن سبب ارتكابه الجريمة، وفق إفادة المحقق لـ”السفير”، أجابهم قائلاً: “غضبتُ لأنه كان يلاحقني، بعدما رفض أن يتنحى جانباً بسيارته. شتمني حين توجهت نحوه، فازداد غضبي! من يظن نفسه؟ دورية تابعة للدرك؟ من هو كي يلاحقني أنا!؟”. ونفى يتيم في التحقيق أنه كان تحت تأثير المخدرات أثناء وقوع الجريمة.
وفق إفادة أحد المحققين لـ”السفير”، لم يطلب “أي طلب، بل كان هادئاً ومسترخياً”، يقول المحقق، مشيراً إلى أن “هدوءه وعدم خوفه أثناء احتجازه استفزنا جميعاً.
بعد تسلم النيابة العامة للقاتل، ثمة إجراءات قضائية سيسلكها ملف الجريمة: تدّعي النيابة العامة على يتيم وتحوله إلى قاضي التحقيق، فيحقق معه، ويتم نقله إلى الهيئة الاتهامية، التي تصدر بدورها مضبطة اتهام، ثم ترسله إلى محكمة الجنايات.
ويوضح المحامي رولان حردان أن أبرز الاتهامات المرجحة في الجريمة التي ارتكبها يتيم، هي اتهامه بالقتل عمداً، أي بعد رصد وتخطيط يكون خلالها المجرم واعياً لما فعله، وتنص عقوبتها على السجن المؤبد أو الإعدام. وثمة اتهام آخر يتعلق بجرائم القتل، وهو القتل من دون قصد، الذي تصل عقوبته القصوى إلى السجن من 15 إلى 20 عاماً، في حال تم إثبات أن المجرم لم يكن واعياً أثناء تنفيذه الجريمة. أما الاتهام الأخير، فهو التسبب بالوفاة، والذي يبدو مستبعداً في جريمة يتيم بحق الريف.
يقول حردان إن محامي الدفاع عن يتيم سيحاول التخفيف من التهمة، ربما عبر الادعاء بأنه لم يكن واعياً خلال تنفيذه الجريمة، بل كان تحت تأثير المخدرات أو الكحول، معتبراً أن العقوبة القضائية بحق يتيم ليس هدفها الانتقام منه فحسب، بل لها أبعاد وتداعيات اجتماعية في حال حُكم على القاتل بالعقوبة القصوى، ليكون عبرة لغيره ورادعاً لهم، خصوصاً أن يتيم من أصحاب السوابق.