Site icon IMLebanon

ضعف هوامش الأرباح يهدد مستقبل الصحافة الإقليمية في بريطانيا

UKBritishSalary

هنري مانس

عنوان “رجل ميت وُجد في المقبرة” ربما هو أشهر عنوان رئيسي في الصحف المحلية. قد يتساءل المساهمون ما إذا كان قد أصبح وصفاً مناسباً لحالة الصناعة نفسها.

أكثر من 80 صحيفة محلية بريطانية تم إغلاقها أو أصبحت على الإنترنت فقط، في الأعوام الخمسة الماضية. الصحف الأكبر الباقية التي نجت، خسرت سُدس مبيعاتها في الشهور الـ 12 الماضية، وذلك وفقاً لمكتب تدقيق المبيعات.

قالت شركة إيندرز للتحليل في تقرير صدر أخيراً “كل ما كانت تفعله مثل هذه الشركات في عام 1995، والطريقة التي كانت تفعله بها، انتقلب بشكل انقلابي إلى خانة الأخطاء الأساسية في عام 2015”.

بعض من في الصناعة كان يأمل أن الأسوأ ربما يكون قد انتهى، حيث تحل الإعلانات الرقمية الجديدة محل الإيرادات التي كانت تحصل عليها في السابق من الإعلانات المُبوّبة للعقارات والسيارات.

على أنه خلال هذا الأسبوع، تراجعت الأسهم في مجموعة جونستون بريس، مالكة أكثر من 200 صحيفة بما في ذلك ذا سكوتسمان، بنسبة 20 في المائة بعد أن قالت “إنها باعت إعلانات أقل مما هو متوقع”.

الشهر الماضي، حذّرت مجموعة ترينتي ميرور، ناشرة صُحف المدن الكبيرة مثل مانشستر إيفننج نيوز، من أن الإيرادات كانت قد انخفضت بنحو 9 في المائة في الأشهر الستة الأولى. الأداء الضعيف هو أيضاً بمثابة انتكاسة لمجموعة لوكال وورلد، وهي مجموعة إقليمية أخرى كانت تُجري محادثات مع مجموعة ترينيتي ميرور حول مزيد من الاستثمار أو الإقدام على عملية استحواذ. كما تدرس أيضاً عملية الاكتتاب العام الأولي التي من شأنها تقييم الشركة بقيمة تزيد على 200 مليون جنيه.

مجموعات الصحف المحلية الكُبرى لا تزال توّلد أرباحا بعشرات الملايين من الجنيهات سنوياً، لكن المساهمين غير متأكدين ما إذا كانت هذه المجموعات تعيد ابتكار نفسها كلاعبين على الإنترنت، أو أنها ببساطة تتعامل مع التراجع بشكل جيد.

في حين إن المسؤولين التنفيذيين في الصناعة وعدوا بأن النمو الرقمي سيعوّض قريباً انخفاض الأرباح في الصحافة المطبوعة، حيث تُشير النتائج الأخيرة إلى أن الإعلانات المطبوعة، قد تختفي بشكل أسرع مما هو متوقع. يقول أليكس ديجروتي، المحلل في شركة بيل هانت “تحليل يؤمن بالسوق الهابطة فعلاً من شأنه الإشارة إلى أن (المجموعات) تتحدث عن نقطة التحوّل الخاطئة”.

مجموعة من المحللين حددوا أربع استراتيجيات رئيسية حتى تتمكن مجموعات الصحف المحلية من البقاء على قيد الحياة: خفض التكاليف، والاندماج، والنمو على الإنترنت، والتنويع.

خفض تكاليف الإصدار

بالنسبة لبلدة تصدر فيها صحيفتان محليتان، كان فيما مضى يُعتبر ذلك منافسة صحيّة. أما في سوق اليوم، فيقول نيل بينسون، المسؤول التنفيذي في “ترينيتي ميرور”، “إن ذلك يُمكن أن يكون عناق الموت”.
الصحف الأقل ربحية أصبحت تعمل على الإنترنت فقط، في حين إن بعض الصحف اليومية، أصبحت الآن تظهر أسبوعياً فقط.

استجابت مجموعة ترينتي ميرور للإعلانات الضعيفة بالقول “إنها ستضاعف خفض التكاليف لتُصبح 20 مليون جنيه هذا العام. هناك مجموعات أخرى تعيّن عددا أقل من الصحافيين، ومشاركة مرافق الإنتاج بين الصحف، وفي بعض الحالات نقل مكاتبها خارج مراكز المدن لتوفير الإيجار”.

ديفيد مونتجومري، الرئيس التنفيذي في مجموعة لوكال وورلد، يتوقّع أن “الواجهة الإنسانية” في الصحف المحلية ستتقلّص – مع كون الشرطة وغيرها، باتوا قادرين على نشر أخبارهم مباشرة على المواقع الإلكترونية للصحف.

يقول مايك بروك، الصحافي منذ فترة طويلة في جريدة إيست لندن أدفيرتايزر، “إن عديدا من الصحف يعمل في الأساسيات فقط. ما الذي يفوتنا؟ نحن نفوّت ذلك اللون الذي كان موجوداً في المجتمع”.

خيار دمج المجموعات

كلما زاد حجم المجموعة، أصبح خفض النفقات العامة أكثر احتمالاً. مجموعة ترينيتي ميرور تجري محادثات لشراء نسبة الـ 80 من مجموعة لوكال وورلد التي لا تملكها – وهي صفقة من شأنها خلق شبكة مجموعة الصحف المحلية الأكبر في المملكة المتحدة.

على الرغم من ديونها – البالغة 194 مليون جنيه في نهاية العام الماضي – تقول شركة جونستون بريس “إن بإمكانها القيام بعمليات استحواذ تصل إلى نحو 50 مليون جنيه”. كما يُمكن أيضاً أن تتحد مع مجموعة لوكال وورلد أو نيوزكويست. المجموعات المنافسة بدأت بالفعل تعمل معاً لبيع الإعلانات عبر الإنترنت، حيث تُكافح للمنافسة مع شبكات التواصل الاجتماعي الكبيرة. تقول آشلي هايفيلد، الرئيس التنفيذي في شركة جونستون بريس، إن العدو الحقيقي هو “فيسبوك”.

النمو على الإنترنت

مجموعات الصحف المحلية الكبرى شهدت زيادة جمهورها على الإنترنت بنسبة ترواح بين 20 و100 في المائة في عام. كانت شركة جونستون بريس هي الأسوأ أداء، الأمر الذي يعكس جزئياً عيوبها على الأجهزة الخلوية.

المواقع المحلية تميل إلى التركيز على الحركة والسفر والأحداث، لكن حتى مع نمو عدد القرّاء، إلا أن الأرباح تبقى شحيحة – كما أن محاولات بيع الاشتراكات كانت بدون جدوى إلى حد كبير، وعرض الإعلانات من المعروف أنه رخيص على الإنترنت. يقول ديجروتي “إن معدل النمو في (الإيرادات) الرقميّة، ليس سريعاً بما فيه الكفاية”.

تنويع الخدمة المُقدَّمة

تريد شركة جونستون بريس دَفعة من هيئة الإذاعة البريطانية، التي تريد منها أن تطلب مواضيع من الصحف المحلية. هناك تكتيك آخر وهو الانتقال نحو تسويق المحتوى، حيث تنتج شركات الإعلام مواد تحريرية للعملاء. تصمم شركة جونستون بريس مواقع على الإنترنت، وتقدم خدمات أخرى للشركات المحلية.

تقول إندرز للتحليلات “كلما ازداد المال الذي يكسبونه من إنتاج تسويق المحتوى، قلت ما أهمية ما إذا كانوا حتى، قناة التوزيع”.

مع ذلك، البحث عن نموذج أعمال رقمي قابل للاستدامة، يبدو أنه لا تزال أمامه مسافة لا بأس بها. في النصف الأول من العام الحالي، تراجعت الإيرادات من الصحف التي تطبعها مجموعة ترينيتي ميرور بقيمة 29 مليون جنيه، في حين إن الإيرادات الرقمية ارتفعت بأقل من أربعة ملايين جنيه. على حد تعبير هايفيلد “لا أعتقد أن أي صحيفة استطاعت تحقيق النجاح في ذلك”.