Site icon IMLebanon

شهيب مثل سلام في اطلاق البرنامج الوطني للغابات


دعا وزير الزراعة أكرم شهيب، خلال تمثيله رئيس مجلس الوزراء تمام سلام برعاية حفل إطلاق “البرنامج الوطني للغابات” في السراي الحكومي، الجميع إلى “الخروج من غابة تضارب المصالح السياسية وتعميق فجوات الانقسامات وتوسيع مساحات التفرقة سياسيا وطائفيا ومذهبيا ومناطقيا”، مضيفا “مع هذا الصباح المثقل بملفات ساخنة لم تجد بعد طريقها للحل سواء في عمل الحكومة أو في ادارة ملفات حياتية، نقول لكل القوى السياسية تعالوا نتقي الله في وطننا ولا نرمي الأثقال على كاهل رئيس حكومة شكل ويشكل صمام أمان وموقع جمع ومصدر ثقة قادرة على أن تؤسس لإعادة البناء ولإعادة بناء الثقة ولوقف اجتياح التعطيل وزحف المشكلات السياسية وتراكم المعضلات الحياتية، وآخرها ما نراه في شوارع العاصمة ومدن وبلدات جبل لبنان وما رأيناه ونراه من دفع البلد الى الهاوية، الحكومة آخر المؤسسات الرسمية العاملة فلنحفظها حفظكم الله”.

حضر الحفل النواب فادي الهبر وأيوب حميد وفؤاد السعد، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، وسفراء وشخصيات ديبلوماسية وممثلون عن الأجهزة الأمنية والعسكرية والمنظمات الدولية والنقابات والجمعيات الأهلية والبلديات وفريق عمل الوزارة وفاعليات.

كاستل
بداية، هنأ ممثل منظمة الـ GIZ الألمانية ألكسندر كاستل “وزارة الزراعة وجميع المساهمين في تطوير البرنامج الوطني للغابات في لبنان، والذي يؤكد أهمية الشراكة والتعاون الدولي في الحفاظ على الغابات والثروات الطبيعية”. وقال: “وزارة الزراعة بذلت جهدا كبيرا في مجال تبادل الخبرات والمهارات والاطلاع على أفضل التجارب في دول الجوار، سعيا لحماية الغابات وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني”. ورأى أن “التحدي يكمن اليوم في تأمين التمويل اللازم لضمان تطبيق هذا البرنامج وتحقيق الحماية المنشودة”.

مهنا
ولفت مدير التنمية الريفية والثروات الطبيعية في وزارة الزراعة الدكتور شادي مهنا الى أن “البرنامج الوطني للغابات الذي حضرته وزارة الزراعة يأتي ثمرة جهود عدد كبير من القطاعات والجمعيات الأهلية والبلديات. فالغابات في لبنان معرضة للكثير من المخاطر والضغوط، منها ما هو من صنع الإنسان مثل القطع الجائر ومنها ما يتعلق بالتصحر وظاهرة التغير المناخي، ما بات يؤدي إلى اختفاء بعض أصناف النباتات والحيوانات وانقراض بعضها الآخر”.

وتحدث عن “تميز غاباتنا المتوسطية بوظائف عديدة يجب الحفاظ عليها عبر سياستنا وبرامجنا. وقد كان أحد أهداف البرنامج الوطني للغابات أن يكون لدينا منبر وطني نسعى من خلاله إلى تغيير القوانين القديمة والمتضاربة”، مشيرا إلى أن “البرنامج يشكل إطار عمل يولي قطاع الغابات الأهمية القصوى ويشكل كذلك مرجعا لكل أعمال التعاون والشراكة، خصوصا مع الجهات المانحة”.

وقال: “بدأنا منذ ثلاث سنوات بدراسة واقع الغابات والحوكمة أي كيفية إدارتها وقيمة هذه الغابات والمرجو منها، ووصلنا إلى هذا البرنامج الذي يضع رؤية وسلسلة أهداف تتمحور حول إدارة ناجعة للغابات تحافظ على البيئة وتحقق النمو الاقتصادي والاجتماعي. كما نسعى إلى تشجيع الأبحاث والاستثمارات وتأهيل الأراضي ودعم النشاطات الاقتصادية الخضراء والسياحة البيئية وكذلك إلى تمكين الغابات من التأقلم مع المتغيرات”.

شهيب
وقال شهيب: “كلفني دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ تمام سلام فشرفني بتمثيله في هذا اللقاء لانشغاله بملفات متراكمة وهموم تشغل جميع المواطنين”.

وتابع: “اذا كانت ادارة الغابات وحمايتها منوطة، على المستوى الرسمي، بوزارة الزراعة فإن ترسيخ هذا الدور وتفعيله يحتم تكريس شراكة عملية وتفعيلها مع جميع المعنيين المباشرين وغير المباشرين بقطاع الغابات، بدءا من الفلاح والحطاب والمختار والبلدية والمجتمع المحلي والسلطات المحلية وصولا الى الوزارات والادارات والمؤسسات الرسمية ذات الصلة والقطاعين العام والخاص، انطلاقا من أن الغابات تتعدى كونها مساحات خضراء حيوية ولازمة ويجب المحافظة عليها الى كونها موئل حياة ومدى حيوي طبيعي واجتماعي وانساني ومصدر انتاج اقتصادي قابل للاستدامة إذا أحسنت الادارة تخطيطا وتنفيذا واذا ترجمت الشراكة عملا يوميا منسقا وهادفا الى تأمين مصلحة وطنية تعني كل الوطن وكل المواطنين”.

وأضاف: “انطلاقا من كل ذلك نطلق اليوم البرنامج الوطني للغابات، ثمرة مشروع اقليمي شمل لبنان وتركيا وتونس والمغرب والجزائر، بتمويل مشكور وادارة فاعلة للوكالة الالمانية للتنمية وبدعم من المركز الكاتالوني لعلوم الغابات الذي ساهم مشكورا في اعداد البرنامج الهادف الى الوصول الى خطة موحدة لإدارة مستدامة لقطاع الغابات، بكل ما تعني الاستدامة من علم وعمل ومن مفاهيم قائمة على علم وسلوك مستند الى تجارب”.

وأردف شهيب: “نتطلع، عبر البرنامج الوطني للغابات وتطبيقه في السنوات العشر المقبلة 2015 – 2025 الى ادارة مستدامة للغابات عبر تحديث تقييم الموارد وتشجيع الابحاث العلمية ذات الصلة، من هنا يكتسب دور الجامعات ومراكز الابحاث أهمية استثنائية، كي لا تبقى الاستدامة شعارا وادارة الغابات منحى اداريا ونظريا وخطابا موسميا. وكي لا تبقى الدراسات أسيرة أدراج، وحافظة نظريات، فان وزارة الزراعة ستعطي الاولوية في السنوات العشر لوضع خطط تأهيل الأراضي المتدهورة وترميمها واعادة الحياة اليها وضمان استدامة هذه الحياة وبالتالي استدامة الاستفادة من الموارد المتجددة المتاحة”.

وتابع: “ولأن أبرز حراس الغابة هم المستفيدون من مواردها، فإن البرنامج يلحظ في أولوياته تأمين استفادة المجتمع المحلي المحيط بالغابة اجتماعيا واقتصاديا عبر الاستخدام المسؤول لموارد الغابة، أي الاستخدام الضامن للاستدامة، من هنا يكتسب تنظيم الاستفادة من موارد الغابة وانتاجها أهمية استثنائية ومسؤوليتنا مع الشركاء اطلاق الفرص الاقتصادية الخضراء التي تأخذ بعين الاعتبار واقع الغابات البيئي وحال مواردها وقدراتها على تجديد هذه الموارد”.

وأكد “اننا في وزارة الزراعة نؤمن بالشراكة الفاعلة، بالشراكة العملية، بالشراكة القائمة على البحث والدرس والعلم والعمل، بالشراكة الهادفة الى ادارة مستدامة وحماية مؤكدة لغاباتنا القائمة والى زيادة المساحات الغابية والحرجية”، وقال: “أغتنم مناسبة اطلاق البرنامج الوطني للغابات لأعلن بدء تفعيل شراكة بين وزارة الزراعة والبلديات المحيطة بغابات القموعة والمجتمع المحلي وجمعياته والجيش وقوى الأمن لتفعيل حماية القموعة، هذه الثروة الوطنية المهدورة منذ زمن، والعمل مع فريق خبراء متخصص على تخفيف كلفة التحريج لضمان نجاح برنامج الأربعين مليون شجرة وعلى اعتماد الزراعة الحافظة للشتول الحرجية لضمان نمو أكبر نسبة ممكنة من الشتول المزروعة”.

وشكر شهيب الوكالة الالمانية للتنمية GIZ والمركز الكتالوني لعلوم الغابات ولفريق الوزارة “الساعي الى شراكات حقيقية ولتفعيل ادارة الغابات وحمايتها وزيادة مساحاتها”. وقال: “هنا لا بد من توجيه التحية إلى شركة طيران الشرق الأوسط بشخص مديرها الموجود بيننا لدعم حملة التشجير والمساهمة التي قدمتها بعيدها السبعين بسبعين ألف غرسة أرز تزرع بالمحميات الطبيعية، وقد بدأ الزرع وسيستكمل خلال ثلاث سنوات”.

وختم شهيب بالقول: “اسمحوا لي بكلمتين بإسمي الشخصي، عما نحن فيه من مآزق تتوالد وملفات ثقيلة تؤرق اللبنانيين، اننا مدعوون جميعا إلى الخروج من غابة تضارب المصالح السياسية وتعميق فجوات الانقسامات وتوسيع مساحات التفرقة سياسيا وطائفيا ومذهبيا ومناطقيا. ومع هذا الصباح المثقل بملفات ساخنة لم تجد بعد طريقها للحل سواء في عمل الحكومة أو في ادارة ملفات حياتية، نقول لكل القوى السياسية تعالوا نتقي الله في وطننا ولا نرمي الأثقال على كاهل رئيس حكومة شكل ويشكل صمام أمان وموقع جمع ومصدر ثقة قادرة على أن تؤسس لإعادة البناء ولإعادة بناء الثقة ولوقف اجتياح التعطيل وزحف المشكلات السياسية وتراكم المعضلات الحياتية، وآخرها ما نراه في شوارع العاصمة ومدن وبلدات جبل لبنان وما رأيناه ونراه من دفع البلد الى الهاوية، الحكومة آخر المؤسسات الرسمية العاملة فلنحفظها حفظكم الله”.

ثم قدم شهيب درعا تقديرية إلى كاستل وفاء لجهوده في البرنامج. وجرى نقاش بين الحضور.