Site icon IMLebanon

النفايات الى بلدة “سرار” ؟!

اعلن رئيس بلدية بيروت بلال حمد لصحيفة ”الأخبار” إن المفاوضات انتهت مع شركة الأمانة العربية المملوكة من خلدون ياسين (المرعبي) لطمر نفايات بيروت في قطعة أرض تملكها في بلدة سرار العكارية. وأوضح أنه أوعز إلى الدوائر المختصة في بلدية بيروت لتحضير العقد بتفاصيله، رافضاً أن يفصح عن أي منها لجهة المدّة الزمنية أو لجهة كلفة الطمر والشروط الأخرى، إلا أن مصادر مطلعة أوضحت أن الاتفاق يتضمن دفع 20 دولاراً لطمر الطن الواحد. أما النقل من بيروت إلى مكبّ سرار في عكار “فستقوم به سوكلين التي كانت تنقل النفايات إلى مطمر الناعمة” وفق حمد. ويضيف إن العقد لطمر نفايات بيروت في سرار لا يحتاج إلى قرار في مجلس الوزراء، بل يحتاج إلى قرار المجلس البلدي ومصادقة سلطة الوصاية على العقد وإلى موافقة ديوان المحاسبة عليه.

ويقول حمد إن “نقل النفايات من بيروت إلى سرار حيث يوجد مكبّ نفايات أصلاً هو قرار اتخذ بعدما التزمنا مع الشركة التي تدير هذا المكبّ، لكن كلفة النقل ستكون على طاولة مجلس الوزراء بعد أن يبتّ مجلس الوزراء طلب بلدية بيروت التعاقد مع سوكلين لجمع نفايات بيروت الإدارية وتلزيم الشركة القيام بأعمال جمع النفايات والكنس والفرز والنقل وسواها من الأمور التي كانت تقوم بها لمصلحة بيروت الكبرى… وبالتالي فإن المعادلة التي كانت تحصل بموجبها سوكلين على كلفة النقل إلى مطمر الناعمة ستطبّق على كلفة النقل إلى سرار. أما تمويل هذه الكلفة فسيكون من حصّة بلدية بيروت من الصندوق البلدي المستقل”.

وبحسب المطلعين على المفاوضات التي دارت بين حمد والمرعبي، فإن حمد لم ينجز الاتفاق بعد بسبب رغبته في قذف “كرة النفايات” إلى مجلس الوزراء الذي يكاد ينفجر بسبب إشكاليات ممارسة صلاحية رئيس الجمهورية وتصعيد التيار الوطني الحرّ في مواجهة رئيس الحكومة تمام سلام. كذلك هناك رغبة لدى حمد بأن يفصل بين نفايات الضاحية الجنوبية ونفايات بيروت، أي أن يكون الحلّ المطروح “فيدرالياً” وأن يقوم كل طرف طائفي ومذهبي بتقديم حلّ لمشكلة منطقته من الجمع والكنس والفرز وسواها، وصولاً الى الطمر.

مصادر مطلعة أشارت الى أن شركة الأمانة العربية أبدت سابقاً استعدادها لالتزام طمر نفايات الشمال في سرار في حال طلب الحكومة ذلك، وأبدت الشركة استعدادها لفتح مكب آخر في العقار الواسع الذي تملكه. إلا أن خلدون ياسين (مالك الشركة)، نفى أن يكون قد وافق على نقل نفايات بيروت الى المكب، وأشار الى أن أي جهة رسمية لم تتصل به في هذا الشأن، وقال في اتصال مع “الأخبار”: “أرفض كلياً أن يلزمني أحد وأن يضعني تحت الموافقة الجبرية”، متوجهاً بالحديث الى وزير البيئة محمد المشنوق، الذي هدد بإقفال المكبات التي لن تستقبل نفايات بيروت، وأضاف ياسين: «إذا كان قادراً على إغلاق مكب سرار فليفعل، ونحن بانتظاره، ولن نستقبل نفايات أحد”.

وقال رئيس اتحاد بلديات الجومة في عكار سجيع عطية: “كل بلديات عكار ترفض استقبال نفايات من خارج عكار، وفي حال إصرار الحكومة على خطتها فإننا سنجابهها بكل الوسائل القانونية والشعبية، وسنضطر الى قطع الطرقات بوجه شاحنات النفايات. نحن بدأنا سلسلة اجتماعات ستتبعها تحركات في الشارع لمنع هذا المشروع من أن يمر، فأبناء عكار بحاجة الى أموال الدولة ومشاريعها ومؤسساتها، لا إلى نفاياتها”.

وقال النائب معين المرعبي في اتصال مع “الأخبار”: “انتظرنا أن ينظم مكب سرار ويحسن، بدلاً من استقدام نفايات الطبقة الأكثر غنى الى عكار، وتابع المرعبي “يناشدوننا بحق الشعور الوطني أن نتحمل نفاياتهم. أين كان الحس الوطني في قرار الحكومة منح عكار 7 ملايين دولار من أصل 70 مليوناً أقرت لتنمية المناطق اللبنانية؟”.