حقّق وزراء البيئة في عدد من دول العالم، في اجتماعات استضافتها باريس لإجراء محادثات غير رسمية حول قضايا الاحتباس الحراري العالمي، تمهيداً لقمة المناخ المقررة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، «قدراً من التقدّم في المحادثات التمهيدية، للتوصّل إلى اتفاق طموح في شأن الاحتباس الحراري العالمي نهاية العام الحالي»، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، معتبراً أن الاجتماع «كان بنّاء».
وتندرج اجتماعات باريس التي شارك فيها مندوبون من نحو 40 دولة على مدى يومين واختُتمت أمس، في إطار محادثات غير رسمية حول اتفاق للأمم المتحدة يحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، قبل أقل من ستة أشهر من موعد مؤتمر القمة الذي تستضيفه باريس.
وتعتبر الأمم المتحدة أن الخطط القومية للحدّ من الانبعاثات الغازية المطروحة بوصفها لبنات لبناء اتفاق باريس، «لن تكفي للحدّ من الاحتباس الحراري، وتحقيق هدف المنظمة الدولية خفض درجات حرارة الأرض بواقع درجتين مئويتين فوق ما قبل مستويات الحقبة الصناعية».
ووافق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على هذا الرأي في كلمة أمام لجنة من رجال الدين والمفكرين المجتمعين في باريس، وحضّ زعماء العالم على «النهوض بمساهماتهم في الحدّ من تغيّر المناخ». ووافق على إمكان أن «نستند إلى الوضع الحالي للمفاوضات والمساهمات التي طرحتها الحكومات، ولا نزال فوق درجتين مئويتين وربما ثلاث».
وفي الفاتيكان، اجتمع رؤساء بلديات من مدن في أميركا الجنوبية وأفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، ووقعوا إعلاناً حضّوا فيه زعماء العالم على «اتخاذ موقف جريء خلال قمة الأمم المتحدة». ورأوا أنها «ربما تكون الفرصة الأخيرة لمكافحة الاحتباس الحراري الذي يتسبّب به البشر». وطالب البابا فرنسيس الأمم المتحدة، بأن تتخذ «موقفاً متشدداً» في قضية تغيّر المناخ في قمة باريس. وقال: «أضع آمالاً كبيرة فيها للتوصّل إلى اتفاق جوهري».
وفي رسالة بابوية الشهر الماضي، حضّ البابا فرنسيس زعماء العالم على «الإنصات إلى صرخات الأرض وأنات الفقراء»، ما أقحم الكنيسة الكاثوليكية في جدل سياسي في شأن قضية تغيّر المناخ. وربما تدفع دعوته نحو 1.2 بليون من أبناء الكنيسة الكاثوليكية، الى إقناع واضعي السياسات المتّصلة بالقضايا المتعلّقة بالبيئة وتغيّر المناخ.
وأشارت وثيقة إلى أن مؤتمر الفاتيكان، ربط بين تغيّر المناخ والرق في العصر الحديث. وأمل البابا في تصريحات في اليوم الأول من المؤتمر، بأن «تتطرق قمة باريس تحديداً إلى تأثير تغير المناخ في قضية الإتجار بالبشر». ويُعدّ هذا المؤتمر أحدث محاولات الفاتيكان لدعم قمة باريس.
وشدّد الإعلان الذي وقعه البابا، على ضرورة أن «يتوصل زعماء العالم إلى اتفاق جريء يحدّ من الاحتباس الحراري العالمي عند مستوى آمن للبشرية، يحمي الفقراء والمستضعفين». ورأى ضرورة أن «تساعد الدول الغنية في تمويل كلفة التخفيف من تغير المناخ ورفعه عن كاهل الدول الفقيرة». ودعا البابا الشهر الماضي، في أول وثيقة بابوية كرّسها للبيئة، إلى «اتخاذ إجراء حاسم الآن وهنا» لوقف تدهور البيئة، ومنع زيادة درجة حرارة الكوكب. وأيّد «بحق موقف العلماء الذين يعزون تغير المناخ إلى البشر». وفي رسالته البابوية، دعا إلى «تغيير أسلوب حياة الدول الغنية المنغمسة في الثقافة الاستهلاكية الخرقاء، ووضع حدّ للمواقف المعرقلة، التي تفضّل الربح أحياناً على المصلحة العامة».
إلى ذلك، تتّجه الحكومة البريطانية إلى كبح التكاليف المتصاعدة لدعم توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، والذي «سيرفع فواتير الاستهلاك المنزلي». وتشمل الخطة إنهاء دعم مشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة قبل سنة من الموعد المقرر، وتغيير طريقة تأهيل مشاريع الطاقة المتجددة للمدفوعات، وتعديل دعم محطات طاقة الكتلة الحيوية. ورفضت وزيرة الطاقة وتغير المناخ، أمبر رود، في تصريح إلى «هيئة الإذاعة البريطانية»، إمكان «القبول بوضع يملك فيه القطاع شيكاً مفتوحاً تسدّد قيمته من فواتير الناس».
وتظهر الأرقام الصادرة عن وزارة الطاقة وتغير المناخ، أن كلفة دعم الطاقة المتجددة ربما تصل إلى 9.1 بليون جنيه استرليني (14 بليون دولار) سنوياً، بحلول السنة الضريبية 2020 -2021 ، مقارنة بموازنة مقترحة قيمتها 7.6 بليون جنيه».