IMLebanon

تحقيقات عالمية في شكوى الأردن ضد مطار إسرائيلي

Aqaba-Airport-Jordan
أكدت وزيرة النقل الأردنية، لينا شبيب، أن منظمة الطيران المدني العالمية بدأت التحقيق في الشكوى التي تقدم بها الأردن ضد إسرائيل أخيراً بشأن إنشاء مطار قبالة مطار مدينة العقبة، جنوب الأردن.
وقالت شبيب، في تصريح خاص لـ”العربي الجديد”، إن المنظمة العالمية حصلت على البيانات اللازمة من الأردن، وسيتم تعيين خبير فني لدراسة الآثار المترتبة على تشغيل مطار تمناع من جانب إسرائيل، وتاثيره على حركة الملاحة الجوية الأردنية في المناطق الجنوبية.
وأشارت إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل في إنشاء المطار، رغم الاعتراض الأردني، لافتة مجدداً إلى رفض عمان إقامة المطار لاعتبارات تتعلق بالسلامة الجوية وقربه من مطار مدينة العقبة.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية ذكرت في بيان لها أخيراً، أن الأردن عبّر عن رفضه التام لإقامة المطار، الذي سيؤدي لانتهاك السيادة الأردنية في الأجواء، ويمثل خرقاً للقانون الدولي واتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي لعام 1944 وانتقاصاً من معايير منظمة الطيران المدني لتهديده السلامة الجوية للطيران.
وشرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في بناء مطار تمناع منذ عامين على بعد 18 كيلومتراً شمال مدينة العقبة، مشيرة إلى أنه سيستخدم للرحلات الجوية القادمة والمتجهة إلى أوروبا، فيما تساور الجانب الأردني مخاوف من احتمال استخدامه لأغراض عسكرية.
وقال الخبير في شؤون الطيران مأمون أبو نوار، لـ”العربي الجديد”، إن إنشاء المطار ينطوي على خطورة كبيرة على الملاحة الجوية في المنطقة، ما يستدعي مواجهته ورفضه على المستوى الدولي وليس من قبل الأردن فقط.

وأضاف أن قرب المطار من المطار الأردني يعني وجود جهتي سيطرة وتحكّم في الملاحة الجوية في هذه الأجواء، وبالتالي تداخل الموجات والترددات، ما يربك حركة الطائرات.
وتابع: “لا شك قد تقع حوادث جوية وستكون هناك اصطدامات بين الطائرات، بسبب حالة الارتباك وعدم وجود جهة سيطرة جوية واحدة في المنطقة”، مؤكداً أهمية أن تتحرك منظمة الطيران العالمية لوقف عمليات إنشاء المطار الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الحدود الآمنة لمسارات الهبوط والإقلاع بالنسبة للطائرات يجب ألا تقل عن ألفي متر، لكنها إذا ما تم استكمال المطار فإنها ستبلغ 200 متر فقط، ما يرفع درجة المخاطر وحالات الاصطدام بين الطائرات، لافتاً إلى أن تلك الحوادث تزداد في الشتاء.
وأكد أبو نوار أن إنشاء المطار الإسرائيلي ستكون له انعكاسات سلبية على الاقتصاد الأردني، حيث إنه مهيأ لاستقبال مليوني مسافر في السنة، ما يعزز جذب الاستثمارات في الجانب الإسرائيلي، وذلك على حساب الأردن الذي يبذل جهوداً كبيرة لجذب الاستثمارات وخاصة إلى العقبة، جنوب البلاد.
ويعاني الأردن بالأساس من خسارة خطوط جوية بسبب الاضطرابات التي تشهدها المنطقة. وسبق أن قال باسل كيلاني، مساعد المدير التنفيذي لشركة الخطوط الملكية الجوية الأردنية (الناقل الرسمي)، في تصريح لـ”العربي الجديد”، نهاية مارس/ آذار الماضي، إن الشركة خسرت 16 خط طيران إلى مختلف دول العالم، بسبب الاضطرابات التي تشهدها المنطقة منذ عدة سنوات، فضلاً عن ارتفاع حدة المنافسة مع شركات الطيران العالمية.
وأشار أبو نوار إلى أنه بإمكان إسرائيل إزاحة موقع المطار ونقله إلى القاعدة الجوية التي تعود لها وتبعد عن الموقع الحالي لمشروع المطار بمسافة تبلغ حوالي 40 كيلومتراً، ما يحول دون حدوث التداخل في الموجات الخاصة بالطيران وغيرها.
وكان البرلمان الأردني وجّه انتقادات حادة لحكومة بلاده، متهماً إياها بالتقصير في التعامل مع قضية مطار تمناع، وعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة لمواجهته.