IMLebanon

هل تتغير العادات الشرائية للمستثمرين وتتخلى عن الذهب كملاذ آمن ؟

GoldReserves

تسبب أحدث تراجع للذهب في محو نصف مكاسب موجة الصعود التاريخي التي شهدها المعدن النفيس على مدى العقد الماضي، لتعود الأسعار إلى مستوى دعم فني مهم وتقترب من النزول صوب ألف دولار للأونصة.
وهبط الذهب إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات عند مستويات 1078 دولار للأونصة، لتصل خسائره إلى حوالي 50% منذ موجة الصعود التي أخذت المعدن من المستوى المنخفض 251.720 دولار المسجل في عام 1999 إلى أعلى مستوى له عند 1920.30 دولار المسجل بتاريخ 9 سبتمبر أيلول 2011.
ويتوقع المحللون الفنيون الذين يدرسون أنماط السعر في الماضي لاستشراف الاتجاه في المستقبل أن يتماسك ذلك المستوى لبعض الوقت، لكن اختراقه قد يدفع بالذهب إلى مستويات لم يبلغها في نحو 6 سنوات.
من جانبها أوضحت كارين جونز المحللة الفنية في كومرتس بنك أنه “ليس تراجعاً بنسبة 50% عن كامل موجة الصعود من منخفض 1999 فحسب بل إنه أيضاً الموضع التقريبي لخط محور عمره 40 عاماً يوجد عند 1095 دولاراً”.
*خط المحور هو نطاق دعم و/أو مقاومة رئيسي مستخلص من أعلى وأقل سعر وسعر الإغلاق لفترة معينة.

الذهب لم يعد الملاذ الآمن الأفضل:

وذكرت مذكرة بحثية صادرة عن “باركليز” أن الذهب لم يعد “ذلك الملاذ الآمن الذي يسعى المستثمرون إلى حيازته مع ارتفاع نسبة الإقبال على المخاطرة على الرغم من المخاطر التي تحدق بالنمو العالمي”.
وبرأي مديرة صندوق استثماري لدى “غلوبال أسيتس” ديانا ميتوفيتش، والتي تدير استثمارات تقدر بنحو 4 مليارات دولار في أسواق الأسهم والسلع، فإن الذهب لم يعد الخيار المفضل لدى لعملائها كملاذ آمن في أوقات تشهد الأسواق العالمية تقلبات حادة ما بين أزمة في الصين وأخرى باليونان.
حيث لطالما سال لعاب المستثمرين على شراء الذهب الذي ينظر إليه كأداة تحوّط هامّة في أوقات الأزمات حين يدور الحديث عن مخاطر جيوسياسية أو مؤشرات اقتصادية سلبية، إلا أن ما يحدث بالوقت الحالي من تراجع حاد لأسعار الذهب يطرح مجموعة من التساؤلات حول تغير جذري في العادات الشرائية للمستثمرين بأوقات الأزمات.
وقد فقد المعدن الأصفر خلال الأسبوع الماضي نحو 4% مسجلاً أكبر وتيرة هبوط يومية منذ 2010، لتتفاقم خسائره منذ مطلع الشهر الحالي فقط إلى نحو 6%، كما وفقد منذ مطلع العام الحالي نحو 12% من قيمته.
وفي حديث سابق للموقع الالكتروني لـ CNBC عربية في مارس 2015 أكد كبير المستشارين في “أسواق المال دوت كوم” عمرو عبده أن المعدن الأصفر يفتقر لأحد أهم العوامل التي يستفيد منها وهو ” الطلب الاستثماري ” المتعطش دائماً للعوائد، بالرغم من الطلب الجيد على “السبائك” الذهبية وعلى المجوهرات آنذاك.

الطلب على الذهب ينخفض:

وبحسب تقرير لمجلس الذهب العالمي حول اتجاهات شراء المعدن خلال الربع الأول من العام الحالي، فإن إن إجمالي الطلب على المعدن النفيس بالربع الأول من العام الحالي قد انخفض بنسبة بلغت نحو 1% مع تراجع في الطلب على صناعة الحلي.
وأضاف التقرير أن نمو الطلب في الولايات المتحدة والهند لم يستطع أن يجنب آثار تراجع الطلب على صناعة الحلي لينخفض الطلب العالمي بالربع الأول من العام الحالي إلى مستوى 1079.3 طن مقابل 1089.9 طن في الربع المقابل من 2014.

الذهب سيصل إلى 1000 دولار:

ويشير التحليل التقني استهداف الذهب لمستويات تتراوح مابين 940 إلى 900 دولار للأونصة بشكل مبدئي، قد يسبقها تصحيح صاعد لا يتجاوز منطقة 1140 دولاراً للأونصة.
ويقول تقرير حديث صادر عن “ميتال فوكس” إن أسعار الذهب قد تبلغ قاعاً خلال العام الحالي عند مستوى 1000 دولار للأونصة، على أن تعاود الأسعار الصعود في العام المقبل حول مستوى 1200 دولار للأونصة.
ويضيف التقرير أن أسعار الذهب كانت على مدى العامين الماضيين تحت ضغط شديد من احتمالات إقبال الفيدرالي الأميركي على رفع أسعار الفائدة، الأمر الذي كبح جماح صعود المعدن في أوقات الأزمات الاقتصادية، بينما يرى تقرير آخر صادر عن بنك “ستاندرد تشارترد” أن قرار الفدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة يظل هو المتحكم الرئيسي في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، وحتى إقرار الزيادة، حيث رجح أن يتراجع التأثير تدريجياً مع انتهاء الدورة الاقتصادية الأولى، وبعد ذلك سيجد المعدن متنفساً للصعود.
ويتوقع التقرير أن يبلغ متوسط سعر الأونصة خلال العام الحالي 1190 دولاراً، وأن تنخفض إلى 1080 دولارا بعد إقرار برنامج التيسير الكمي.

المركزي الصين يعلن للمرة الأولى منذ ست سنوات عن احتياطياته:

ويوم الجمعة الماضي، أعلن المركزي الصيني عن حيازته من الذهب للمرة الأولى منذ نحو ست سنوات، والتي جاءت دون توقعات المستثمرين والشركات البحثية.
وقال البنك إن حيازته من المعدن النفيس قد بلغت نحو 1658 طناً فقط، مقابل توقعات كانت تشير إلى تخطيها حاجز 3 آلاف طن.