مخاوف من مخطط مدروس للانقلاب على النظام
«14 آذار» تستعد لمواجهة «حزب الله»..بعد النووي
كتبت دنيز عطالله في “السفير”: “اليوم، اكثر من اي يوم مضى، يبدو «حزب الله» تحت المجهر اللبناني والاقليمي والدولي. يترقب المتابعون مواقف الحزب وحركته، وكيفية التعاطي معه، لانها، في احد وجوهها، تعكس ترجمة لنتائج هذا الاتفاق النووي، غير المعلن منها على وجه الخصوص.
يتابع خصوم الحزب في لبنان كل تفصيل يتعلق به. دولياً، توقفوا عند فرض الحكومة الاميركية عقوبات على ثلاثة عناصر من «حزب الله» ورجل اعمال قالت انهم «يقومون بدور بارز في العمليات العسكرية في سوريا». حصل ذلك بعد توقيع الاتفاق النووي، فاعتبروا ان ذلك اشارة، ولو تفصيلية، «إلى أن ما كان يعاقب الحزب عليه ستتواصل محاسبته على اساسه، والى ان لا مهادنة مع الحزب ومشاريعه، «حتى لو تم الوصول الى تسوية مع ايران النووية».
اما إقليمياً، فالخصومة على حالها. ومن تربطهم علاقات وطيدة بالمملكة العربية السعودية يؤكدون ان «لا تغييرات في مواقف المملكة من «حزب الله» وخلفه ايران، ومشروعهما للمنطقة وفيها».
يصر خصوم الحزب، من تيارات سياسية مختلفة في «14 آذار»، على «ضرورة عدم تضييع البوصلة. فأصل الخلاف وجوهره هما مع «حزب الله»، وما تبقى تفاصيل يمكن معالجتها». يقول احد السياسيين ان «كل الغبار الذي يثيره العماد ميشال عون، بالتنسيق مع الحزب او باجتهاده الشخصي، يجب الا يحجب عن المعنيين بإنقاذ لبنان ان المعركة هي في مكان آخر. هي معركة على تغيير النظام يخوضها الحزب عن قناعة وتخطيط، ويستخدم كل الاسلحة المتاحة لتحقيق غايته».
ويضيف: يخوض عون معركة النظام بالاصالة عن نفسه وبالوكالة عن «حزب الله». وهو يفعل ذلك بأدوات متعددة، بدءا من مناقشة آلية العمل في مجلس الوزراء، وليس انتهاء بطرح الفيدرالية حينا، وانتخابات الرئيس مباشرة من الشعب حينا آخر، والشكوى الدائمة في كل حين من الظلم الذي يلحق به وبما يمثله، ومن خلاله كل المسيحيين».
يؤكد سياسي من مقلب «آذاري» حليف ان «التحدي الحقيقي الذي يواجه لبنان اليوم، بعد الاتفاق النووي، هو معرفة الحدود التي يمكن ان يذهب اليها «حزب الله» في مشروعه للبنان. الاكيد انه تجاوز منذ زمن فكرة الدولة داخل الدولة. هو الدولة، من اصغر تفصيل، كابتكار المناسبات والاحتفالات وفرض طقوس ونمط حياة، الى اخطر القرارات، كالحرب والسلم والتدخل في شؤون دول ومحاولة زعزعة انظمة. والخوف ان يكون كل ذلك يجري وفق مخطط مدروس للانقلاب على النظام بعد انجاز مهمة تفريغه من كل مقومات الترميم من داخله».
لكن الا يشتكي الجميع من عقم هذا النظام؟ الا يطمح كثر من الافرقاء الى تعديله او تغييره؟ وهل يفي هذا النظام بمقتضيات الوفاق والتوافق والشراكة الوطنية العادلة؟.
يجيب السياسي من فريق «14 آذار» ان «الشكوى من النظام تقتضي البحث عن حلول من داخله تراعي كل ما قام عليه البلد، وما تم التوافق على اعتماده في اتفاق الطائف. يفترض ان نحسن ونراكم على ما هو موجود لا ان ننقض وندمر لنبني نظاما يوافق مصالح ايران وطموحاتها». ويضيف: اذا كان ثمة خلل في توازنات البلد وفي حقوق احد مكوناته، فهل يكون الحل باستبدال استئثار فريق بفريق آخر؟ وهل يتحقق التوازن والعدالة اذا ذهبنا الى المناصفة مثلا؟ وكيف يستقيم نظام وفيه قوة بحجم «حزب الله»؟.
تتعدد قراءات سيناريو واقع «حزب الله» وحركته المقبلة ومواقفه بعد الاتفاق النووي. وتبدو «14 آذار»، بكل مكوناتها وكأنها تتحضر لمواجهة غير بسيطة مع الحزب. فبحسب احد مستقليها ان «حزب الله» «لن يكون مهادنا سواء اعتبر نفسه منتصرا او خاسرا. يريد في الحالة الاولى ثمنا وترجمة لانتصاره، وفي الحالة الثانية لن يسمح بان تشمل خسارته لبنان، حيث له ما له من ثقل عسكري ومعنوي. لذا لا بد من انتظار تطورات غير مطمئنة، فالمواجهة في بدايتها مع الحزب ومشروعه».