اعلن مصدر فرنسي رفيع لصحيفة “الحياة” أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “متفائل بحذر” في ما يخص نيته البحث مع الجانب الإيراني في تسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، خلال زيارته المرتقبة طهران الأسبوع المقبل، كون المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفير جان فرانسوا جيرو اختبر رد فعل إيران حول الملف الرئاسي اللبناني قبل الاتفاق بين الدول الست وطهران حول النووي حين زارها مرات عدة لهذا الغرض.
وكان هذا الموضوع مدار بحث بين فابيوس وبين وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الذي التقاه أول من أمس في باريس، بحضور القائم بالأعمال اللبناني غدي خوري وأمين سر مجلس الأمن المركزي العميد الياس خوري ومستشار الوزير اللبناني للشوؤن الخارجية خليل جبارة.
وأوضح المصدر الفرنسي الرفيع أن الجانب الفرنسي يعتبر أن الأمور مفتوحة الآن على احتمال بقاء الجانب الإيراني على موقفه السابق وهو أن “حزب الله” متمسك بحليفه المسيحي العماد ميشال عون أو أن تكون القيادة الإيرانية عدلت موقفها وبإمكانها العمل على دفع “حزب الله” لدعم مرشح توافقي للرئاسة. وقال المصدر الفرنسي أن زيارة الوزير فابيوس ستظهر إذا كان هناك تعديل في الموقف منذ زيارة جيرو الأخيرة لطهران.
ووصفت مصادر فرنسية لقاء فابيوس مع المشنوق بأنه كان جيداً ومهماً. وكشف عن أن فابيوس على اتصال مستمر مع القيادة السعودية وولي ولي العهد رئيس الديوان الملكي، وزير الدفاع محمد بن سلمان، وأنه سيجري اتصالاً بوزير الخارجية عادل الجبير وهو على تواصل مع القيادة السعودية الجديدة، مما يعني، وفق مصدر ديبلوماسي عربي رفيع، أن بين زيارة فابيوس إيران واتصالاته بالقيادة السعودية، قد يكون هناك تحريك للملف الرئاسي اللبناني. وذكر المصدر نفسه أن فابيوس أكد للوزير المشنوق أن فرنسا ستبذل كل الجهود لإنهاء موضوع الانتخاب الرئاسي في لبنان وأنها لن تغلق الباب على الموضوع.
وكان فابيوس أثنى على الإجراءات الأمنية التي اتخذتها وزارة الداخلية اللبنانية ووعد بمتابعة موضوع مساعدة لبنان في ملف النازحين السوريين إلى لبنان مع الدول المانحة وأولها فرنسا لتنفيذ التزاماتها، مشيراً إلى نيته إجراء جولة اتصالات هاتفية في هذا الشأن لإدراكه حجم المشكلة وتأثيرها على لبنان. وكان هناك تطابق في الرأي حول ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وأكد الوزير الفرنسي لضيفه اللبناني اهتمام فرنسا، ليس فقط بمسيحيي سورية والعراق، ولكن أيضاً بمسيحيي لبنان، معتبراً أن الاهتمام بهم يكون بانتخاب رئيس.
وتطرق فابيوس إلى الموضوع الفلسطيني وكان هنــاك تطابق في الرأي على أن استقبال خالد مشعل في السعودية يدفع إلى الاعتدال في غزة.
