Site icon IMLebanon

سوسن صفا لـIMLebanon: أملك ما أوازي فيه اهم الرجال وأطمح للقاء فلاديمير بوتين

 

 

حاورها رولان خاطر

 

إذا كان “التواضع نصف الجمال، فالنصف الآخر ابتسامة عفوية”. وسوسن صفا هي “سوسنة” الجمال، والابتسامة الجذابة، والعفوية الحلوة. من يتابعها في الحياة العامة عبر التواصل الاجتماعي، وفي حياتها المهنية عبر الشاشة، يتأكد انها تجسّد معاني اسمها في هذين الجزئين من الحياة. سحرها، وأناقة حروفها، وجاذبية أدائها، وأسلوبها في محاكاة اللغة، تعرّي أبناء جيلها، مهنياً، وتثيرهم لكي ينتفضوا، ربما حسدا، او غيرة، لكنها تفعل فعلها.

هي ابنة الجنوب – زبدين النبطية- وأم لثلاثة اولاد. تخصصت بالحقوق وعلم الاجتماع، وانتقلت إلى عالم الاعلام. بدأت في تلفزيون الـNBN منذ 13 عاما ولا تزال.

باحت صفا لـIMLebanon بقليل من مراحل حياتها. لكن الأكيد هناك الكثير يمكن قراءته بين سطور وجهها الناعم، وجمالها الهادئ. تقول إنها اكتشفت جنوحاً كبيرا للعمل في مجال الصحافة. وهذا الشغف مردّه إلى عوامل عديدة، منها تحقيق الذات، وإيصال الرسالة التي تريدها عبر العمل في الاعلام.

و”لو ان أحلامنا لا يمكن تحقيق إلا جزء منها في لبنان، إلا أنني أعمل على تحقيق ما امكن، وإيصال رسالة هادفة، تجعل الرأي العام يتفاعل بشكل مختلف معها”، كما تقول، معربة عن أسفها في الوقت نفسه لأن الاعلام في النهاية هو انعكاس للواقع الذي نعيش فيه، وهو واقع مريض.

بدأت في الـNBN مذيعة أخبار، ومقدمة فقرة الصحف، ولا تزال تتربع على عرش تقديم الأخبار، إضافة إلى برنامج سياسي يومي، من إعدادها وتقديمها. لدى صفا رغبة في إعداد برنامج اجتماعي يحاكي وجع الناس، ويضيء على معاناتهم، وطرح الحلول لها. وهي ترى انه في خضم هذا الواقع السياسي المذري، من المهم الاضاءة على هموم ومتطلبات المواطنين. لم تسنح الفرصة للاعلامية الشغوفة لأن تعمل كمراسلة ميدانية، ولو ان الأمور تستهويها كثيراً.

ترى ان النقطة السلبية لدى السياسيين انهم لا يعترفون بأخطائهم، “الكل يرمي المسؤولية على الآخر”، ولا يقومون  بإجراء نقد ذاتي لتقييم الأمور والمواقف والتمييز بين الخطأ والصح. وعلى خلفية عملها كمحاورة سياسية، تصادف صفا الكثير من الايجابيات والسلبيات مع السياسيين، لكنها تلفت إلى أن هناك الكثير من السياسيين “المهضومين” مثل الوزير السابق وئام وهاب، وغيره الكثير. وتقول ردا على سؤال: “أطمح إجراء مقابلة مع السيد محمد حسنين هيكل، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع الرئيس نبيه بري، والسيد حسن نصرالله”.

تأسف صفا لتقدم معيار الجمال على المضمون في المؤسسات الاعلامية، فتتحول المرأة إلى سلعة. الجمال الخارجي مطلوب كجواز مرور للدخول إلى المؤسسة الاعلامية على أن يترافق ذلك مع مضمون جيد على مستوى الثقافة والخلفية السياسية. وتعتبر أن الجمال المصطنع اليوم والمستند إلى الاغراء يضايق المشاهد أكثر مما يفرحه، وبالتالي الجمال الهادئ والرصين، يساعد على العبور، والمضمون يبقى الأهم.

وترى ان معايير اختيار الاعلامي في المؤسسة، فإلى جانب الشكل الخارجي، يتطلب الأمر مواصفات محددة تتناسب مع الشاشة التي تطل عبرها، فالمطلوب حد معين من اللغة والأداء والقواعد العربية والثقافة السياسية. فمن المستحيل مخاطبة المشاهدين من دون ان يكون هناك ثقافة سياسية.

وعن معايير اختيار ملكات الجمال في لبنان، رأت أنه على رغم أهمية الجمال الطبيعي لدى الصبية، فالمضمون يجب أن يكون حاضراً، والاثنان لا يمكن تجزئتهما.

حلم صفا سياسياً، قيام الدولة الفعلية، وعند قيام الدولة، يأتي الرئيس القوي، والشخص المناسب في المكان المناسب.

تعترف أن عائلتها ظُلمت معها، بسبب عملها الصعب، والذي يتطلب منها وقتاً كبيراً، لكنها اكدت انه من دون وجود الدعم العائلي والتفهم من قبل العائلة، فلا يمكن تحقيق النجاح على مستوى المهنة. “عائلتي هي سبب نجاحي الأول”.

صفا تناولت دور وحضور المرأة في المجتمع، فعبرت عن استيائها من المرأة التي قبلت ان تكون سلعة، وهي تلوم المرأة التي تضع مشكلتها دائما عند الرجل في المجتمع الذكوري. لذا، من خلال تربيتها في المنزل تستطيع تغيير كل هذه المفاهيم، وهي كائن بشري يملك كل المقومات الفكرية والمعنوية، وبالتالي لا يجوز منعها من تحقيق أحلامها وذاتها، وهي أيضا المطلوب منها عدم الخضوع لهذا النوع من التعامل. وتقول: “ليس لدي عقدة المرأة والرجل، فالرجل لديه دوره وحضوره، والمرأة كذلك، المعروفة بضعفها وانوثتها، وحتى ان أنوثتها تكمن في كثير من الأحيان في ضعفها، لذلك، لم يكن لدي يوما عقدة المساواة مع الرجل، فأنا املك كل المقومات لأكون امرأة منتجة، املك القدرات العقلية لأوازي فيها اهم الرجال واكون معه من الندّ للندّ”.

ترى صفا أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت في يومنا وسيلة لتطور المهنة ولانتشار الخبر بشكل سريع، وتوازي مواقع التواصل الاجتماعي وسائل الاعلام، فلها حسناتها وسيئاتها. حسناتها في الوصول إلى المعرفة بشكل سريع، اما أبرز اوجه سيئاتها، ما يمكن ان تتعرض له من إساءات من قبل بعض الناس التي  لا تعرف حدودا لها في التعامل المتعارف عليه.

صفا تؤكد أن لا مشاريع قيد التحضير، لكن من الممكن رؤيتها في إطار آخر بعيد عن السياسة.