تفاقمت الازمة التي نشبت بين راعي ابرشية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك المطران عصام درويش من جهة، وبلدية زحلة – معلقة وتعنايل من جهة أخرى، حول مشروع “الحديقة ومدافن الاساقفة والكهنة” الذي ينفذه المطران درويش في الجهة الخلفية لكاتدرائية سيدة النجاة، إلى حدّ تدخل عناصر الدرك.
فقد بادرت البلدية الى تنفيذ ما كانت أعلنت عنه في بيان عام الى الزحليين، ومع انتهاء بناء جدران الدعم حول الكاتدرائية التي تلت أعمال الحفر، توجهت بانذار عبر محافظ البقاع تطلب فيه وقف الاعمال القائمة “بشكل مخالف للقانون” على املاك عامة بلدية، ومن دون ترخيص على العقار الذي تمتلكه المطرانية، على ما سبق وشرحته البلدية في بيانها، ونفذته بواسطة الدرك.
وكانت الازمة تفجرت في العلن، مع الهجوم الذي شنّه المطران درويش على بلدية زحلة لتقصيرها في ملفات عدة، وقال انها “نائمة”، في كلمة ألقاها خلال عشاء خاص وجرى تسويقها اعلامياً، فردّت البلدية ببيان، وزعته على وسائل الاعلام، وخصّت الاشغال القائمة في كاتدرائية سيدة النجاة بفقرة تحت عنوان “استباحة الاملاك العامة وتعديات أخرى”.
ولكن لا شيء يختصر الكباش الذي تشهده مدينة الكثلكة، فوق مدافن مطارنة طائفة الروم الكاثوليك وكهنتها، أكثر من مشهد عناصر من الدرك يتكئون على مبنى مقرّ “الكتلة الشعبية” الذي ترتفع فوقه صورة لرئيس الكتلة النائب والوزير السابق الياس سكاف، لا يفصلهم سوى عرض شارع عن كاتدرائية سيدة النجاة، مقرّ مطرانية زحلة للروم الكاثوليك، حيث ورشة الاشغال متوقفة على خراب وجدران دعم. واذ بسيارة تعبر بهذا المشهد، فيتوقف سائقها مستفسراً عن الموقف من رفيق سابق للدركيين كان يقف معهم، يستمع منه وسرعان ما يفقد اهتمامه ويمضي قائلاً “كواتلة ببعضهم”.
كيف ستنتهي الأزمة الجديدة؟ البلدية ماضية بما كانت أعلنته “وقف الاعمال الى حين التقيد بالقوانين، باعادة الحال الى ما كانت عليه قبل الحفريات في الاملاك العامة، والتقدم بطلب ترخيص للأعمال المنوي اقامتها على املاك المطرانية مرفقاً بالخرائط اللازمة وكل ما هو مطلوب قانوناً”. من جهته اكتفى المطران عصام درويش في اتصال معه بالقول “لا تعليق حاليا”. واضاف: “مشكلات مثل تلك تحتاج الى الكثير من الهدوء والروية، وان نرى اين مصلحة المدينة”.
الثاني من آب المقبل، هو موعد الاحتفال الذي دعا اليه المطران درويش لرفع الستار عن تمثال سلفه المطران اندره حداد “الذي أقيم وفاء لجهوده وتضحياته وعطاءاته أثناء توليه مسؤولية الابرشية”، وهو التمثال الذي يفترض أن يكون اول نصب سيرتفع في الحديقة التي ستقام فوق مدافن الاساقفة والكهنة، فهل يكون موعداً أيضاً لتهب العاصفة بعد هدوء؟ ام تكون الامور قد جرت لفلفتها وخصوصاً أن ثمة اجتماعاً نهار الاثنين لمجلس اساقفة المدينة سيحضره رئيس البلدية وعدد من أعضائها.